في 10 /ديسمبر من كل عام يحتفل بيوم حقوق الإنسان ، ويرمز هذا اليوم لليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة في عام 1948 الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهي وثيقة تاريخية أعلنت حقوقا غير قابلة للتصرف حيث يحق لكل شخص أن يتمتع بها كإنسان ، بغض النظر عن العرق أو اللون أو الدين أو الجنس أو اللغة أو الرأي السياسي أو غيره أو الأصل القومي أو الاجتماعي أو الثروة أو المولد أو أي وضع آخر. وهي الوثيقة الأكثر ترجمة في العالم، وهي متاحة بأكثر من 500 لغة. فهناك معيارا للهدف المشترك لجميع الشعوب وجميع الأمم، بينما في الوطن العربي لم يعد يحتفل بشئ أنها الحقيقة المؤلمة، فلا حقوق ولامكتسبات للمواطن العربي، يتوفى الإنسان مرة واحدة في العمر ويموت عدة مرات يومياً، ففي المستشفيات العربية الخاصة أو العامة الأولى يفقد فيها نقودة والثانية يفقد فيها المواطن حياته، ففي العالم العربي فقط التأمين على الإنسان اختياري تجاري والتأمين على السيارة إجباري نظامي، اننا شعوب مغلوبه على امرها ومن اراد منا يوماً الحياة فلابد أن يهاجر ، فلا حرية ولاخبز ولاغاز الخ ... اصبحنا في قفص ندور فيه حول أنفسنا بحلقة مفرغه،فالحقوق المكفوله للمواطن العربي هي عندوفاته فخدمات ما بعد الموت هي الحق المكتسب و المؤكد، ﻭﺃﻧﺎ طالبة ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ كنت أذهب إلى المدرسة مع أختي الكبرى، وكانت أختي ﻻ تحب ﺳﻤﺎﻉ ﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ﻭﺃنا ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻣﻬﻮﻭسه ﺑﻬﺎ ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ ﻛﻨﺎ ﻧﻤﺮّ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﻘﺒﺮﺓ فيها قبر أخي ﻭكانت تطلب مني اغلق ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻋﻨﺪ ﻣﺮﻭﺭﻧﺎ ﺑﺎﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ، ﻭﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ سالتها: ﻟﻤﺎﺫﺍ اغلق ﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ﻋﻨﺪ ﻣﺮﻭﺭﻧﺎ ﺑﺎﻟﻤﻘﺒﺮﺓ؟ فقالت : ﻧﺤﺘﺮﻡ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ .. ﻗﻠﺖ : ﻭﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺠﺎنبك ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ نحترمه ﻭنغلقها طوال وجوده ﻣﻌﻚ؟! فعلمت ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺤﺘﺮﻡ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻓﻬﻢ ،، ﻭﻻ ﺗﺤﺘﺮﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻭﻫﻲ ﺗﻌﺮﻓﻬﻢ!! " ماتت جارتنا بالأمس ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﻉ .. ﻭﻓﻲ عزائها ﺫﺑﺤﻮﺍ ﻛﻞ ﺍﻟﺨﺮﺍﻑ وبدأ المديح الذي لم يسمع قبل وفاتها، فهذه خدمات مابعد الموت، ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻤﻮﺕ ﻟﻨﻌﺮﻑ ﻓﻀﻠﻚ ﻭﻧﻌﺎﻣﻠﻚ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ!! " فالانسان في الوطن العربي ﻛﺮﺻﻴﻒ ﻣﻬﻤﻞ، ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺣﺪ،طالما هو حي ولاحق ولاحقوق له ،ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﻓﺎﺿﺖ ﺍﻟﻤﺤﺎﺑﺮ ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﺟﺮ ﺑﺎﻟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮ .. ﺇﻧﻬﺎ ﺧﺪﻣﺎﺕ ما ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ !! أنها الظاهرة الحقيقية لحقوق الانسان في الوطن العربي ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﺪﻳﺲ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻬﻤﻼً ﻭﻫﻮ ﺣﻲ ، فلاحقوق ولا محاسن تذكر للمواطن العربي طالماهو حي ، هي عادة أذكروا محاسن موتاكم وأنسوا محاسن الأحياء ، فالدول المتقدمة تضع المواطن فوق دماغها والدول العربية تضع المواطن تحت أقدامها و في دماغها، ضاع المواطن وأصبح جل اهتمامه وشغله الشاغل غياب انبوبة الغاز وغياب البنزين ثم غاب عقله ،خلطوا الدين بالسياسة وبالإقتصاد وبالرياضة لم يعد لدىالشعوب قدرة على التفكير، الشعوب العربية الوحيدة في العالم التي تصفق لاجل كرة القدم دون أن تفوز ، وتبكي على حالها دون ساكن فما هو مستقبل شعب يبذل الدم من أجل البنزين أورغيف العيش ، نحن نعيش مأساه حقيقية لاحقوق لأنسان , فالكل نساكلمه حقوق ،. فشبكة الفساد في هذه الوطن العربي ، أكبر من شبكة الصرف الصحي،. مجتمع لا يهمه الجائع إلا إذا كان ناخباً ولا يهمه العارى إلا إذا كانت امرأة ، وهمه الاكبر بناء المساجد وجمع تبرعات الجهاد ونساالجياع ، كبرنا على نغمة هذاالرئيس أوذاك يتكلم عن التنمية والاستقرار والديمقراطية والرخاء فكبرنا وفهمنا بأنهامخدر ووهم بيع لنا حينها . نحن ديمقراطيون جداً تبدأ مناقشاتنا بتبادل الآراء فى السياسة والاقتصاد وتنتهى بتبادل الآراء فى الاسعار والاشعار،ولانذكر في نقاشنا حقوقنا كشعوب وهذا هو حالنا، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. * محامية ومستشارة قانونية [email protected]