في مثل هذا اليوم 10 ابريل 2018م وفي تمام الساعة 12 و30 دقيقة ظهراً كانت ساعة ميلادي الجديد شعرت وكأن حياتي بدات من تلك اللحظة التي تنفست فيها هواء الحرية تلك اللحظة التي لامس جسدي فيها حرارة الشمس الذي حرمت منها كل تلك الفترة الذي مكثت فيها في معتقلات المليشيات لم ادري ماذا اسمي ذلك اليوم الذي تحررت فية من ايدي مليشيات الحوثي الايرانية بعد عام وثمانية اشهر قضيتها في معتقلاتهم المخفية تعرضت فيها لشتي انواع التعذيب تجرعت فيها مرارة الحياة لكني كنت اعتبر تلك الايام الذي قضيتها في معتقلات المليشيات ايام اسطورية رغم المعاناة كانت ايام احتسبتها جهاد احتسبتها تضحية من اجل وطن عشت تلك الايام وعددها 589 يوماً وانا مرفوع الهامة اشعر بفخر واعتزاز كوني معتقل سياسي من اجل وطن نذرت نفسي ان افدية بدمي وروحي ولا زلت مستعد ان افديك يا وطني بأغلى ما املك عشت تلك الساعات وعددها 14136ساعة في معتقلات المليشيات وانا اتذكر الزبيري والثلايا وغيرهم ممن دفعوا ضريبة حياتهم من اجل الوطن في سجون الإمامة لم تختلف إمامة الأمس عن إمامة اليوم كلاهما وجهان لعملة واحدة كنت في كل لليلة عشتها في معتقلات المليشيات اتمنى ان اكون اخر معتقل وان يكون تحريري من المعتقل على ايدي رجال الجيش الوطني ومن يقفون ضد المشروع الامامي البغيض وكنت مستعد ان اضحي من اجل وطني وديني وعرضي بحياتي لم تكن حياتي اغلى من حياة الزبيري والثلايا وغيرهم ولم يكن دمي اغلى من دماء اولئك الشهداء الابرار الذي ضحوا بحياتهم في مختلف الجبهات من اجل الوطن. كانت تلك المليشيات تعتقد في قرارة نفسها انها باعتقالنا وتعذيبنا وترهيبنا ستخضعنا للانقياد لمشروعها الكهنوتي البغيض لم تكن تعلم انها تزيدنا قوة وصلابة وايمان بموقفنا وارادتنا. لم تخضعني اسلاك الكهرباء وصعق جسدي كل لليلة لمدة شهرين بالكهرباء ان اكون عبداً او منقاداً لمشروعهم لم يثنيني ذلك التعذيب بمختلف الوسائل وبشكل مستمر الذي تعرضت له لمدة 8 اشهر عن موقفي الثابت كنا ورفاقي في المعتقلات نشعر بالفخر ان يهابنا العدو الي تلك الدرجة عندما كنا نطالبهم بالافراج عنا كانوا يردون علينا والخوف يملا قلوبهم بالقول ( اذا لم نعتقلكم كانت المقاومة دخلت صنعاء) لهذه الدرجة كان يهابنا العدو كنا نفتخر اننا معتقلين من اجل وطن ليس لنا اي قضية سوى اننا نقف في صف الحق كنا نقف خلف القضبان ونحن مرفوعة هاماتنا حتي عنان السماء ومثلما اعتقلنا ورؤسنا مرفوعة خرجنا من المعتقلات ورؤسنا مرفوعة اكثر لم يكن لي من قول عند خروجي من المعتقل سوى ان اقول ما قالة الزبيري خرجنا من السجن شُم الانوف كما تخرج الاسد من غابها نمر على شفرات السيوف ونأتي المنية من بابها
كانت فرحتي غامرة وفرحة لا توصف كما كانت فرحة والدتي وزوجتي واخواني واخواتي وكل اهلي وكل المحبين داخل اليمن وخارجة بخروجي من ايدي تلك الفئة الباغية توالت التهاني وتصدر خروجي عناوين الاخبار في القنوات والمواقع لان الخروج من ايدي تلك المليشيات نصر كبير يفرح به الجميع حتي من لم يكن لك به معرفة لا انسى ان اقول اني في تلك المعتقلات توسعت علاقاتي كثيرا كانت علاقاتي بسيطة بالبسطاء كنت كثير العلاقة بحكم عملي كصحفي بكبار المسؤولين لكني في معتقلات المليشيات تعرفت بالكثير ومن كل مناطق اليمن كان حب الوطن يجمعنا في معتقل واحد وكان موقفنا مع الحق يجمعنا على مائدة واحدة كنا نتقاسم الحبة الكدم 10 اشخاص في الكثير من الاحيان لكن بفضل الرفاق في تلك المعتقلات لم نشعر بما عانيناه لاننا نثق باننا مع الحق ونقف الي جانب الحق تحية اجلال وتقدير اخص بها من كان له الفضل بعد الله في رعاية اسرتي طوال فترة سجني وهو يعرف نفسة تحيتي له ولاخوانة الرجال الكرماء من تشهد لهم كل الدنا بمواقفهم الوطنية ضد الكهنوت البغيض ضد عملاء ايران كما اوجة التحية لرابطة امهات المعتقلين ولكل من سعي وعمل من اجل الافراج عني ولم يستطيع لكنه بذل السبب اليوم احيي عيد ميلادي الجديد بطريقتي الخاصة مع جميع افراد اسرتي انه عيد اعيادي ويومُ اعيدت فيه البسمة والفرحة الي وجوه اهلي واولادي وختاماً أسال الله ان يفرج عن بقية رفاقي المعتقلين الذي لا زالوا خلف القضبان وان يفك اسرهم ويصبر اهلهم انه سميع مجيب والله من وراء القصد * رئيس تحرير صحيفة الكرامة وموقع الكرامة نت