السيناريو السوري هل يطبق لليمن بعودة الميلشيات الحوثية للسيطرة؟ اشتدت المعارك من جديد، وأصبحنا نرى سيناريو مختلف عما كان عليه من قبل، فالميليشيات الحوثية المتهالكة والتي أصبحت لا تسيطر إلا على جزء بسيط من أرض اليمن الحبيب ها هي اليوم تعود من جديد، وتتخذ من الجبهات المتراخية والمتهاونة سبيل لها في الوصول إلى نصر معنوي واستراتيجي أيضاً، كما سنح اختلاف الأهداف المرسومة من قبل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة فرصة ذهبية للميليشيات بأن تعود للمناطق من جديد مستغلة هذا التشظي الحاصل في صفوف الشرعية ودول التحالف. ما نلاحظه اليوم في سقوط جبهة أخرى من جبهات الشرعية لا تقل أهمية عن جبهة نهم والساحل الغربي وجبهة صرواح وغيرها، وهي جبهة الضالع احدى بوابات اقتحام الجنوب، ويبدوا أن التشظي والانقسام الحاصل بين صفوف الشرعية هو ما سهل سقوط هذه الجبهات من جهة، ومن جهة أخرى هناك طرف آخر متربص بالشرعية ظل فيها حتى أتت له الفرصة السانحة ليقف بكل ما أوتى من خبث وجبانه في وجه الشرعية ووجه كل بطل حر يقاوم هذه الميليشيات الغاصبة. إذا استمر سقوط الجبهات إما بالخيانة أو الخذلان كما حصل في حجور ويحصل الآن في الضالع، فلسنا ببعيد عن السيناريو السوي الذي مكن عودة الدكتاتور الأسد للسلطة بعد أن كان نظامه على وشك السقوط، وعادة سوريا لحضن إيران من جديد. يجب على التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية أن يدرك جيداً خطورة الوضع في الجبهات فلا سبيل لوقف هذا الخطر إلا بتحريك الجبهات، والدوس على الضغوطات الدولية، كما أن الشرعية معنية بترتيب الصفوف في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى، فعليها مسؤولية تامة تجاه الشعب اليمني، ويجب عليها الالتزام بمسؤولية التحرير، واستباب الأمن في المناطق المحررة. كما يجب على الحكومة والتحالف للضغط المستمر على المجتمع الدولي المتخاذل والمتجاهل لجرائم الميليشيات الحوثية، وتحريك جبهات القتال التي ترغم الميليشيات على الاستسلام، فطول المعارك، وطول الأيام إنما هو استراحة محارب تستفيد منه الميليشيات الحوثية لتعزيز مناطق سيطرتها على الأرض، يجب النفير الآن قبل فوات الأوان.