المكابره والاستمرار بارتكاب نفس الاخطاء المتمثلة بالدفاع عن الفساد والتمكن المنفرد من السلطة والثروة وعدم الاحترام الفعلي للشراكة الوطنية ومعالجة القضايا الوطنية بعقلية تختلف عن عقلية التسعينات وما قبلها عقلية الغلبه والفيد والالتفاف على مطالب الشعب والوفاق الوطني السياسي لن تقود الا الى مزيد من التشضي والفتن وتاجيج الاحقاد والكراهيه بين مكونات الشعب. ايضا انتزاع الحقوق بالطرق اللااخلاقية واللاانسانية والصراع مع الهويه والتاريخ لن يقود الى انتصار مؤزر لانها افكار خارج فضاء المنطق وتعبر عن حالة انفعالية سرعان ما تتهاوى عند اول اختبار حقيقي على الارض حتى ولو بعد حين. اليمن يتشظى وينزف بمشاركة ابنائه ودعم الجيران والاشقاء والاصدقاء والمجتمع الدولي ونحن نعيش حرب تتعدد فصولها والوانها ويدفع ثمنها البسطاء القابعون في العراء جياع مرضى فاقدين لاعمالهم ووظائفهم وتعليم ابنائهم وتطبب عائلاتهم عكس ما يجنيه رواد الفنادق والمنتجعات واصحاب الاستثمارات في عواصم وحواضر الاقليم والعالم المرتبطة باقتصاد الحرب. لن ينعم اي مواطن شمالا وجنوبا بآي استقرار او رفاهية لطالما استمر الخناق والشقاق المجنون بين القوى السياسية والاجتماعية التي تقود البلاد والشعب تحت مظلة الاحقاد والكراهية والاستقواء والتنكر للمبادىء والقيم الانسانية والوطنية. ما حصل في صنعاء وتعز ومارب والحديدة وشبوه والمهره وعدن وغيرها ما هي الا حلقات من مسلسل طويل ومتعدد نطلب من الله ان يجنبناء اسواء نتائجه وان يلهم السياسيين قليل من الحكمه ويمدهم بقليل من الضمير والعقل من اجل الحفاظ على ما تبقى من الوشائج الوطنية التي منحانا اياها التاريخ والجغرافيا دون اختيار مسبق لنا. القوى التي فشلت في الحفاظ على اليمن ووحدته وثورته الى اليوم وهي تتصدر المشهد السياسي بقوة لا يمكن لها ان تنتج اليمن الجديد او تحافظ على اليمن القديم وهي تقاد بعقلية الفساد والاقصاء والانتقام والكراهية والحقد وتجارة الحروب والارتهان للخارج ،والقوى الجديده التي تتنكر للتاريخ والهويه تحت تاثير ثقافة الانتقام والثار للماضي لا يمكن لها ان تنتج مجتمع ودوله جديده آمنه ومستقره خارج نطاقها الاجتماعي والجغرافي بكل سلبياته وايجابياته مهما كابرت. العودة الى العقل والمنطق والحرص على مستقبل الجميع ومصالح الجميع واتباع النهج السلمي في حل كل قضايانا الوطنية هي المخرج الوحيد للجميع..