منذ متى صارت الكلاب تغرّد ، والكلاب منذ الأزل لا تجيد إلا العواء والنباح ، تبا لهذا الزمن الوضيع ، والذي قد اختلطت فيه المفاهيم ، وتقلبت المعاني ، وتبدّلت الأسامي ، وأدعى النخبة والخيرة رُعاع القوم وسفلتهم ، وتطاول أولاد الزنى والعهر على مقامات السيادة والملك ، وإنها لعلامات تنبئ بقيام الساعة . التغريد هو رفع الصوت بالغناء، ولا يكون ذلك إلا للعصافير ، وذلك لحسن أصواتها ، بيد أنني رأيت في حرم جامعة تعز فتيات حناجرهن كحناجر الطير ، وكم كنت أتحين المكوث والجلوس على مقربة من تلك الحمائم المغرّدة بجمال مدينة تعز ، وذلك في زيارتي الأخيرة لتلك المدينة ، والتي استمرت شهرا وعشرة أيام ، لكنها مرت وكأنها لحظة . وعلى العموم فالتغريد للطيور ، أما الكلاب فإنّها تبح ، وليست كل الكلاب كذلك ، فكلاب الكرام جبانة وضعيفة كما قيل ، وذلك لاعتيادها على الغرباء ، لكن في تويتر ، الأمر مختلف جدا ، وقد تجد كلابا في غاية الحقارة والتفاهة ، وقد تجدها نبّاحة صباح مساء ، وقد بت ليلة أمس باحثا عن أحجار لألقمها تلك الكلاب الضالة والمشهورة كما يبدو فلم أجد ، ومما يحزنني هو شعار برنامج تويتر والذي أتخذ من الطير كعلامة ، أليس الأولى به أن يستبدل شعاره ذلك بكلب عاوٍ ؟ ولو لبعض مستخدميه التافهين. وبعد سقوط مدينة عدن بيد الانفصاليين ، كثُرت تغريدات حكام الإمارات ولئامهم ، ومقربيهم ، وعلى الرغم أنني أحد المناهضين لسياسية الرئيس هادي وشرعيته ، إلا أنني وجدت في نفسي ألما من تلك السفاهات . الغراب الناعق الإماراتي احمد المزروعي والمقرب من أولاد زائد ، يصف فخامة الرئيس هادي بأقذع الألفاظ والعبارات ، ومثله ضاحي خلفان ، وقرقاش وغيرهم كثير ،والعجيب أن المزروعي له نعقة على حسابه في تويتر بتاريخ 15 يوليو تقول : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت / فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.. يا للهول ! حمد المزروعي يتحدث عن الأخلاق ! كيف راق له ذلك ، أنسي تجرده وعريانه من مصطلح إنسان فضلا عن خلق ؟ وله كذلك نعقة ونبحة أخرى بتاريخ 17 أغسطس 2019 والتي لوّح فيها إلى محنة تعتري شخصيته وتفقدها الكثير من معاني الرجولة . وقد منّ كثيرا على أهل اليمن بتضحيات الإماراتيين ، وقال : إنهم في الخنادق يضحون من أجل اليمن ، ولو كانوا كذلك حقا ، لكان المنّ باهضا.. تلك هي الإمارات يا قوم ، ومن أمثال حمد السافل والمزروع في تراب العرب من أصول قد تكون يهودية كما يبدو ، ومعذرة لكل الكلاب إن كنت أسأت لها حين قلت أللكلاب تغريد؟!