ونقلت شبكة الأنباء الإنسانية (أيرين) عن عصام الدين عوض، مدير برنامج العمى النهري في الجمعية أن معدلات الإصابة في اليمن انخفضت إلى أقل من 5 بالمائة، "في الوقت الذي كانت فيه هذه النسبة قبل أكثر من ثلاث سنوات تتراوح بين 10 و55 بالمائة ". وأشار عوض إلى أن "الجهود لمحاربة العمى النهري يجب أن تستمر وإلا سيعاود انتشاره في البلاد مرة ثانية". ووفقاً له، فإن العمى النهري يوجد في ثماني محافظات يمنية هي تعز وأب وذمار وحجة وصنعاء وريمه والحديدة والمحويت. ويطلق على هذا المرض محلياً اسم "الأسود" أو "السوداء" كناية عن التورمات والبقع الداكنة التي يتركها في جلد المصاب، وينتشر المرض في 34 بلداً حول العالم بالإضافة الى اليمن . وقال عوض أن جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية بدأت بمحاربة المرض عام 2000 في خمس محافظات وتوزيع الأدوية المضادة له كجزء من نشاطاتها المجتمعية. ويستخدم عقار ميكتيزان الذي يوزعه "برنامج ميكتيزان للمنح" Mectizan Donation Programme لمحاربة المرض. وقال عوض أن "المتطوعين يملكون موازين وكل من يقل وزنه عن 15 كغم لا يقدم له حبوب ميكتيزان. ويوزع هذا الدواء كل ثلاثة أشهر". ووفقاً لجمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية، انه تم اكتشاف 128 حالة جديدة في خمس محافظات العام الماضي 2007،وكانت الجمعية قدمت ل( 282,681) شخصاً عقار ميكتيزان منذ عام 2000 وحتى عام 2006. بدوره، أخبر ياسين القباطي، أمين عام الجمعية اليمنية للتخلص من الجذام، شبكة الأنباء الإنسانية (أيرين) أن مرض العمى النهري اكتشف لأول مرة عام 1955 في محافظة عدن. وأضاف أنه وجد فقط في الوديان التي تجري فيها السيول التي تصب في البحر الأحمر مثل وادي سِهام وسُردد ورماع وخميس بني سعد ، وتعيش اليرقات التي تسبب المرض في المياه سريعة الجريان. وقال القباطي: "بدأنا بمحاربة العمى النهري عام 1989 في وادي الغيل في محافظة تعز ووجدنا عندها أن 50 بالمائة من السكان مصابون بالمرض. وبحلول عام 2000 كان المرض قد اختفى من الوادي". وقال القباطي أن العمى النهري الذي ظهر في اليمن كان من النوع الذي لا يسبب العمى وإنما حكة شديدة في الجلد فقط، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. وينتج العمى النهري عن دودة انكوسركا الالتواء المعوي وينتقل بواسطة عضات ذبابة سيميوليم (جرجسة الجاموس) المصابة التي تحمل اليرقات غير الناضجة من الطفيليات وتنقلها من إنسان لآخر. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تنتقل هذه اليرقات داخل الجسم وعندما تموت تسبب حالات مرضية مختلفة من بينها العمى واحمرار الجلد والتقرح والحكة الشديدة. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يوجد حوالي 18 مليون مصاب بمرض العمى النهري حول العالم منهم 270,000 فقدوا بصرهم كلياً.