منحت جامعة أوتارا الماليزية (UUM) الباحث اليمني علي سعيد المليكي درجة الماجستير في الاتصال التنموي اليوم الثلاثاء 6 أغسطس لبحثه حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في إيصال خدمات الإرشاد الزراعي للمزارعين، الذي أجري على عينة من المرشدين الزراعيين في محافظة ومديرية ذمار، وسط غرب اليمن. وتكمن مشكلة البحث التي يحاول الباحث معالجتها في تدني المعرفة الزراعية لدى المزارعين اليمنين بالممارسات الإنتاجية الفعالة نتيجة ضعف وصول المزارع لخدمات الإرشاد الزراعي وندرة التواصل بين المرشد والمزارع. وتشير بعض الدراسات البحثية ان المزارعين لا يكاد يعرفون بوجود مراكز إرشادية. وحسب وثائق الزراعة اليمنية فإن الخدمات الإرشادية شبه متوقفة منذ 15 عاما وتعاني من شحة التمويل مما انعكس على ضعف الإنتاجية الزراعية التي تفاقم انعدام الأمن الغذائي في البلد الذي أنهكته الصراعات. تشير البيانات التي جمعها الباحث من المبحوثين أن وسائل التواصل الاجتماعي التي تعرف أيضا بالإعلام الجديد، قد تساهم في تعزيز الإتصال الإرشادي بين المزارع والمرشد الزراعي للارتقاء بالممارسات الزراعية بشقيها النباتي والحيواني. ومع ذلك، تضل تفشي الامية بين المزارعين، ضعف البنية التحتية للأنترنت الذي يشكل عماد الإعلام الجديد، توقف خدمات الكهرباء أو عدم استقرارها، عدم الاستقرار السياسي، عدم وجود استراتيجية استخدام وسائل التواصل في الإرشاد لدى إدارة الارشاد الزراعي، وانعدام الحوافز لمن يستخدم الإعلام الجديد في التواصل مع المزارعين تحديات كبيرة تعيق استخدام تكنولوجيا الإعلام الجديد في إيصال خدمات الإرشاد الزراعي للفلاحين. وقد توقفت الرواتب الأساسية للموظفين الحكوميين بما في ذلك المرشدين الزراعيين خصوصا في المناطق التي تقع تحت سيطرة المتمردين الحوثيين. انعكس هذا سلبا على خدمات الإرشاد الزراعي واضطر المرشدون الزراعيون البقاء في البيوت أو البحث عن أعمال أخرى لتعويض الدخل الشهري المحدود أصلا من الأجور الشهرية الحكومية. وكانت وزارة الزراعة والري قد شرعت في 2012 و2013 البدء في تغيير منهجية الإرشاد الزراعي من النظام المركزي إلى النظام التشاركي الذي يدمج المجتمعات المحلية الزراعية في تخطيط وتنفيذ الأنشطة الإرشادية ويقدم خدمات ارشادية بناء على الحاجات الزراعية المحلية. يقول الباحث أن وسائل التواصل قد تساعد في تنفيذ هذا التغيير في المنهجية الإرشادية خصوصا وأنها وسائل أرخص في تكلفتها عند مقارنتها بوسائل الاتصال التقليدية. و خلصت الدراسة إلى وجود أدلة حقيقية في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي عند المرشدين في مديرية ومحافظة ذمار في تقديم النصح الإرشادي والتشخيص لأمراض النبات والمحاصيل التي غالبا تأتي على شكل صور يشاركها الفلاحون في مجموعات الواتس آب ويقوم المختصون والمرشدون بتشخيص المرض وكتابة العلاج بناء على الأعراض التي توحي بها الصورة. ويوصي الباحث وزارة الزراعة والري بالتنسيق مع وزارة والتربية والتعليم والجهاز المركزي لمحو الامية وتعليم الكبارلإستئناف أنشطة نشر تعليم القراءة والكتابة عند المجتمعات الزراعية خصوصا عند النساء التي أظهرت الدراسات السابقة تفشيا كبيرا للأمية عند الفلاحات تصل في بعض المحافظات إلى أكثر من 97%. كما يوصي وزارة الزراعة والري بالتنسيق مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بتوسيع وتحسين خدمة الأنترنت في المناطق الريفية كي يتمكن الفلاحون من الوصول للمرشدين الزراعيين دون الحاجة لمشقة السفر ودفع أجور الموصلات لزيارة مكاتب الإرشاد.