كشف مقال نشر في صحيفة أخبار اليوم التابعة للفريق علي محسن الأحمر، أن الهجوم الذي استهدف مقر وزارة الدفاع في محافظة مارب الأسبوع الماضي، تم اثناء اجتماع يحضره وزير الدفاع اللواء الركن محمد المقدشي رئيس هيئة العمليات الحربية اللواء ناصر الذيباني، وقائد قوات التحالف العربي في مأرب السعودي اللواء الركن عبدالحميد المزيني”. وأوضح المقال الذي كتبه عبدالسلام محمد واستند فيه على معلومات يبدو أنها من مصادر عسكرية رفيعة أن الاستهداف تم بصاروخ ذكي موجه عبر الأقمار الصناعية.
وقال الكاتب: في يوم 21 أكتوبر خلص اجتماع وزير الدفاع محمد علي المقدشي و قائد قوات التحالف العربي بمأرب اللواء الركن عبدالحميد المزيني الى انشاء غرفة عمليات مشتركة بين الجيش والامن ومحافظة مأرب لجمع المعلومات وملاحقة مطلوبين. وأضاف: تقول تقارير استخبارية داخلية إن الأجهزة الأمنية رصدت مجموعة ضباط يمنيين مرتبطين بضباط إماراتيين يجهزون لخطة فوضى في مأرب، وأن هناك احتمال بحدوث انقلاب عسكري ، وهذا الاحتمال تعزز بعد حادثة الهجوم الصاروخي ما دفع بقيادات الجيش والتحالف العربي للانتقال الى غرفة عمليات في معسكر وطن ( صحن الجن سابقا) وادارة العمليات الأمنية والعسكرية من هناك . وأكد عبدالسلام محمد أن الهجوم الذي استهدف مبنى وزارة الدفاع في مأرب ليس حادثًا عاديًا، بل حادث خطير ، وقد تم وفق خطة دقيقة وفي توقيت محدد وفي ظرف حرج. وأشار إلى الوضع العام والظروف المحيطة بالهجوم الصاروخي حيث “هناك اتفاق سيوقع بين المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات والحكومة الشرعية لحل حالة التمرد التي تمت في عدن، وقبيل يوم واحد على اشهار الاتفاق بحضور متوقع لقيادات من التحالف العربي والأمم المتحدة في الرياض ، شهد مقر وزارة الدفاع اليمنية في مأرب هجوما صاروخيا 29 اكتوبر تزامن مع تحرك مجاميع مسلحة محسوبة على الامارات في سقطرى وأبين” ونوه إلى أن المنطقة التي يقع فيها مقر وزارة الدفاع في وسط مأرب هو القصر الجمهوري وهي منطقة محصنة، تحيط بها مرتفعات حوالي 150 مترًا عن المباني ، التي كانت من قبل تابعة للواء 180 دفاع جوي وكان فيها غرفة عمليات لكل الوية الدفاع الجوي في مأرب والمناطق القريبة منها، ومن الصعب وصول اي قذيفة هاون او صاروخ الا في حالتين، أن يطلق من احدى المرتفعات المحيطة أو من الجو من خلال طيران عادي أو مسير. ووفقا للكاتب فإن “التحليلات الاولى للصاروخ الذي ضرب مقر وزارة الدفاع في مأرب تقترب من كونه من سلالة الصواريخ الذكية الموجهة عبر الأقمار الصناعية، وهذه الصواريخ تبيعها الولاياتالمتحدة لبعض الدول بغرض مكافحة الاٍرهاب وقد كانت اليمن تمتلك بعضها حتى بعد حادث النهدين في 2011 استعادت واشنطن بعض تلك الصواريخ وفي حال بقي منها فانه من الصعب اطلاقها والتحكم بها دون توجيه عبر أقمار صناعية، ولذلك فان الصاروخ الذكي الذي أحدث فتحه دائرية بقطر متر تقريبا وليس من النوع التفجيري بل مخصص للاغتيال تم إطلاقه بإشراف دولة أو مخابرات دول حتى لو أطلق من احدى التباب المحيطة مع أن فرضية إطلاقه من خلال طيران مسير متطور هي الأقرب . وتابع الكاتب: رغم دقة الصاروخ الا أنه استهدف الغرفة المجاورة لغرفة الاجتماعات، ما يعني أن هناك خطأ في الاحداثية أو حصل تغيير في ترتيب الاجتماع قبل الانعقاد بدقائق أو أن الجهة التي تقف وراء الهجوم تريد إرسال رسالة تهديد فقط، أو أنها غيرت الخطة مع علمها بالحضور المفاجيء للقائد السعودي. وبحسب الكاتب فإن “المعلومات الاستخباراتية تقول إن الامارات وضعت رأس اللواء الذيباني ضمن قائمة المستهدفين لعدة أسباب أهمها قيادته وإشرافه على عمليات تحرير شبوة ووصول الجيش الى عدن وكشفه للإعلام مؤخرا عن الدور الذي قامت به الامارات في استهداف الجيش أثناء مواجهته للحوثيين وتصفية كتيبة كاملة ودعمها لتمرد الانتقالي في المحافظات الجنوبية” وسرد الكاتب عدد من السيناريوهات التي يمكن أن تفسر الهجوم أبرزها إفشال أي اتفاق بين الانتقالي وحكومة هادي مستبعدا أن يكون الهجوم قد تم دون تنسيق مع السعودية أو الإمارات أو مع كليهما. وقال الكاتب إنه لا يستبعد أن الإمارات أرادت إرسال رسالة لحكومة هادي ولحليفتها السعودية أنه بدوننا لن تستقر قواتكم على الارض ولن يأمن قادتكم ولابد من المقابل لبقائنا أو مغادرتنا.