قرر مراقب الدولة العام في اسرائيل، القاضي ميخا لندنشتراوس، أمس، دعوة رئيس الوزراء زعيم حزب «كديما» ايهود أولمرت، وزوجته، الى التحقيق لدى مستشار مراقب الدولة لشؤون مكافحة الرشاوى والفساد، يعقوب بوروبسكي، وذلك في اطار التحقيق في صفقة البيت الذي اشترياه قبل سنتين. ويشتبه في أن يكون أولمرت قد امتلك البيت بسعر يقل عن سعره الرسمي بنصف مليون دولار، مقابل حزمة امتيازات حققها مساعدو أولمرت لصالح المقاول صاحب البيت. وحسب المعطيات التي نشرها الصحافي المستقل، يوآف يتسحاق، في موقع الإنترنت التابع له، أمس، فإن أولمرت اشترى فيللا في حي فخم في القدس الغربية في سنة 2004 بقيمة 1.2 مليون دولار، في حين ان السعر الحقيقي للفيللا في هذه المنطقة يتراوح ما بين 1.6 و1.8 مليون دولار، ما يعني ان أولمرت حصل على تخفيض خاص بثلث قيمة البيت «من 400 الى 600 ألف دولار». واجرى الصحافي يتسحاق تحقيقا ووجد ان هذا التخفيض لم يكن مجانا، بل مقابل خدمة قدمها مساعدو أولمرت للمقاول صاحب البيت، ثمنها ثلاثة أضعاف المبلغ الذي تم توفيره في هذه الصفقة. فالبيت يقع في منطقة مسجلة كمحمية، ولا يجوز البناء فيها بالمطلق. لكن مساعدي أولمرت توجهوا الى بلدية القدس، التي كان أولمرت رئيسا لها لمدة 12 سنة، وعلاقاتها بالموظفين فيها وبرئيسها وادارتها ممتازة، واستصدروا ترخيصا استثنائيا يتيح البناء في هذا البيت، فأضاف المقاول اليها بيتين، ثمن كل منهما يقارب المليون دولار. فإذا ثبت ان هذه المعلومات صحيحة، وإن أولمرت كان على علم بالتفاصيل، فإنه وزوجته سيقدمان الى المحاكمة بتهمة تلقي رشوة واستغلال منصب من أجل الفساد. وسيضطر الى ترك منصبه كرئيس حكومة. ورفض أولمرت، أمس، الرد على هذه المعلومة واكتفى مكتبه بإصدار بيان قال فيه انه لم يتلق بلاغا من مكتب مراقب الدولة وانه يستغرب لماذا يلجأ مكتب المراقب الى الصحافة قبل ان يتوجه الى مكتب رئيس الحكومة. وجدير بالذكر ان وزير القضاء في حكومة أولمرت وأحد أقرب المقربين اليه، حايم رامون، سيقدم الى المحاكمة في القريب بسبب شكوى احدى موظفاته بأنه قبلها من فمها من دون رغبتها. واعتبر رامون هذه التهمة افتراء وان صاحبتها تعمل لحساب جهات معادية اليه في الحلبة السياسية. كما ان رئيس لجنة الخارجية والأمن، تساحي هنغبي، وهو أيضا من حزب «كديما»، سيقدم الى المحاكمة بتهمة تعيين نشطاء في حزب الليكود في مناصب حكومية بطريقة غير قانونية، لا لشيء سوى لانهم كانوا مقربين اليه وهو في قيادة الليكود آنذاك.