يشهد سوق العقارات في العاصمة البريطانية هذه الأيام ضجة كبيرة حيث ان إحدى أشهر ناطحات السحاب في لندن عُرضت للبيع في الأيام القليلة الماضية وبأعلى سعر تشهده أي بناية في تاريخ سوق العقارات البريطانية. وهذه البناية، التي اشتهرت باسم غيركن (Gherkin)، ربما كانت أشهر البنايات الحديثة في بريطانيا، وهي من تصميم أشهر المهندسين المعماريين البريطانيين على الإطلاق نورمان فوستر الذي صمم مباني شهيرة حول العالم بما فيها برج الفيصلية في الرياض السعودية. وحسب تقارير تناقلتها الصحافة البريطانية فإن شركة التأمينات العملاقة «سويس آر إيه» التي تملك البناية تلقت حتى الآن أكثر من 20 عرضاً بالشراء رغم أن السعر الذي تطالب به يتعدى المليار دولار (600 مليون جنيه استرليني)، أي ما سيحقق لها ربحاً مقداره 200 مليون جنيه إسترليني. وحسب أحد التقارير التي نشرتها صحيفة «التايمز» فإن حكومة أبوظبي ضمن المتقدمين بعروض للشراء، بالاضافة الى مستثمرين عرب كبار آخرين من الشرق الأوسط لم تذكر الصحيفة أسماءهم. كما تضمنت قائمة الأسماء مستثمرين غربيين كبارا مثل الأخوة روبين والملياردير الآيرلندي ديريك كوينلان الذي يملك فندق كلاريدجيز Claridges في لندن، بالاضافة الى مستثمرين من الولاياتالمتحدة وهونغ كونغ. ويبلغ طول البرج 180 متراً، ما يجعله ثالث أعلى ناطحة سحاب في بريطانيا بعد برج «كناري وورف» وبرج «ناتوست». لكن شهرة ال «غيركن» لا تنصب على ارتفاعه بل على شكله الهندسي الجديد. فمن أهم المزايا التي يتفاخر بها مصممو المبنى اعتماده إلى درجة كبيرة على ضوء النهار الطبيعي ما يوفر كثيراً في استخدام الكهرباء ومن ثم الحفاظ على البيئة. كما يتميز المبنى بنظام معقد ودقيق للتهوية الطبيعية التي توفر أيضا قدراً هائلا من أجهزة التدفئة والتبريد المركزي. ويتفاخر مصصمو المبنى بأنه أول ناطحة سحاب تجمع بين الحداثة والرغبة الجدية في الحفاظ على البيئة، بل كما يسميه اللورد فوستر نفسه «أول ناطحة سحاب بيئية في العالم». وقد حل هذا البرج محل بناية في حي المال اللندني دمرها تفجير إرهابي قام به «الجيش الجمهوري الايرلندي» إبان حملته للتفجيرات في لندن عام 1992. لكن البرج الحديث اكتمل بناؤه عام 2004 ليصبح بذلك أول ناطحة سحاب في قلب مدينة لندن منذ 25 عاماً. كما فاز البرج وقتذاك بجائزة أفضل تصميم معماري لمهندس بريطاني، والتي تمنحها «الجمعية الملكية للمعماريين البريطانيين» RIBA وتعد أقيم جائزة معمارية في بريطانيا.