علم " التغيير " من مصادر مطلعة أن تحضيرات تجري في اليمن حاليا لإشهار كيان احتجاجي خلال الأيام القليلة القادمة تحت مسمى " حراك أبناء إقليم الصحراء " يضم محافظات ( مأرب ، شبوة ، حضرموت ، الجوف ، المهرة ) في شمال وجنوب البلاد ، ودعت اللجنة التحضيرية للحراك في بيان لها – تلقى " التغيير " نسخة منه - الصحفيين ووسائل الإعلام لحضور المؤتمر الصحفي الذي تعقده اللجنة يوم السبت المقبل في قاعة فندق بلقيس بمدينة مأرب لإشهار الحركة . و لم يتسنى ل " التغيير " الحصول على معلومات وتفاصيل عن الحركة والشخصيات التي تقف وراء تأسيسها . و تأتي أنباء التحضير لإشهار الحركة بعد ما يزيد عن شهر تقريبا من إشهار ما عرف بحراك أبناء الهضبة الوسطى تحت مسمى " حركة العدالة والتغيير " بواسطة عدد من الشخصيات الاجتماعية وقيادات أحزاب معارضة و نشطاء في منظمات المجتمع المدني في مدينة تعز ، حيث يقول مؤسسوها إنها حركة اجتماعية تهدف عبر الوسائل السلمية إلى المطالبة بما أسمته " المواطنة المتساوية " لأبناء المحافظات اليمنية الوسطى ، و استعادة هيبة النظام والقانون والعمل على محاربة الفساد المتفشي في مختلف مرافق ومؤسسات الدولة . كما يأتي الاستعداد لإشهار الحركة بعد ما يقرب من عامين على ظهور ما يعرف بالحراك الجنوبي الذي يحظى بقاعدة شعبية واسعة في المحافظات الجنوبيةاليمنية وينظم عدد من الفعاليات الاحتجاجية السلمية كالمسيرات والمظاهرات للمطالبة بحقوق أبناء المحافظات الجنوبية التي يقول أنصار الحراك إنها سلبت وتعاني مناطقهم اقصاء وتهميشا منذ انتهاء حرب صيف 94 التي انتصرت فيه السلطة في صنعاء على قيادات السلطة في عدن والتي أعلنت في تلك الحقبة قرار انفصال جنوباليمن عن شماله بعد اتفاقية الوحدة التي وقعت بين قيادات القطبين في عام 90 . ويعد الحراك بحسب معلومات تطورا لجمعية المتقاعدين العسكريين – التي ضمت عدد من أفراد السلك العسكري من أبناء المحافظات الجنوبية و الذين تمت إحالتهم للتقاعد بصورة غير قانونية حيث تركزت مطالبهم في معالجة أوضاعهم و إعادتهم إلى أماكن عملهم .. وعندما لم يتسجب لتلك المطالب صعدت الجمعية من فعالياتها الاحتجاجية وشهد عدد من تلك الفعاليات مصادمات بين أنصار الجمعية و قوات الأمن شهد بعض منها سقوط قتلى وجرحى واعتقال العشرات من المشاركين في تلك الفعاليات ، وتطورت المطالب بحسب مصادر إثر حالة الاحتقان التي عاشها المواطنون في الجنوب الناتجة عن المظاهر السلبية لانتصار السلطة في صنعاء في حرب 94 تحت ما صار يعرف بالحراك الجنوبي والذي بات يطالب حاليا " بفك الارتباط " . وفيما يؤكد أنصار الحراك على أنهم يسلكون الطرق السلمية للتعبير عن رفضهم لممارسات بعض من المحسوبين على السلطة و المطالبة في تنفيذ مطلبهم إلا أن السلطة في صنعاء تتهمهم بارتكاب أعمال تخريبية و اتباع المظاهر المسلحة ، وترفض الاستجابة لمطالبهم ، وتؤكد أنها لن تكون مستعدة لمعالجات الأخطاء ومراجعة حساباتها في المحافظات الجنوبية إلا في تحت سقف الحفاظ على الوحدة و الأمن والاستقرار .