أكد تمام فيصل بن شملان نجل الراحل فيصل بن شملان ان والده خلال الفترة الماضية سافر سبع رحلات علاجية (مصر – الهند - الأردن – لندن), وقام بأكثر من زيارة للأهل والأصدقاء في المكلا والغيل والسويري، وحضر خلال هذه الفترة جلسة افتتاح اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في صنعاء، وشارك في عدة اجتماعات لجمعية تحفيظ القرآن بعدن والتي كان عضواً فيها. وأوضح تمام في حوار خاص مع صحيفة " العاصمة " ان تاريخ والده معروف لدى كل الناس وانه كان متواضعاً جداً وقد شاهده الناس في معظم سيارات الأجرة وباصات النقل الجماعي وفي المطاعم الشعبية وأنه أهتم في الفترة الأخيرة كان مهتماً كثيراً في جمعية تحفيظ القرآن الكريم وأن أهم وصاياه ان يتم دفنه في البلد الذي يموت فيه ولا تعلن الوفاة وتتم الصلاة عند أول فرض بعد الوفاء أياً كان الوقت ودون انتظار أحد . الى نص الحوار : * بداية نود أن تحدثنا عن الفترة الأخيرة التي قضاها الفقيد قبل رحيله رحمه الله؟ - بداية نقول إن لله ما أعطى ولله ما أخذ، والحمد لله عل كل حال وإنا لله وإنا له لراجعون، رحم الله الوالد العزيز فيصل بن شملان وأسكنه فسيح جناته. منذ أن اشتد عليه المرض في أغسطس 2008م وحتى وفاته لم يكن يائساً من رحمةِ الله وكان صابراً ومحتسباً عند الله الأجر، وخلال هذه الفترة سافر في سبع رحلات علاجية (مصر – الهند - الأردن – لندن). وقام بأكثر من زيارة للأهل والأصدقاء في المكلا والغيل والسويري، وحضر خلال هذه الفترة جلسة افتتاح اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في صنعاء، وشارك في عدة اجتماعات لجمعية تحفيظ القرآن بعدن والتي كان عضواً فيها. وكان يستقبل الزوار في بيته دون حرج؛ تارة وهو ملقى على السرير، وتارة في الكرسي المتحرك.. إلى آخر أيام حياته رحمه الله. * ما الذي لم يعرفه الناس من تاريخ فيصل بن شملان؟ - فيصل بن شملان رحمه الله كان كتاباً مفتوحاً فلم يكُ يخفي شيئاً، لأنه كان يعامل الله سبحانه وتعالى، وتاريخه معروف للجميع. * الكثير يعرف عن الحياة السياسية للمناضل ابن شملان، لكن ماذا عن حياته الاقتصادية والاجتماعية وخاصة مع أسرته؟ حياته الاقتصادية بسيطة ومتواضعة على المستوى العام والخاص شاهده الناس في سيارات الأجرة وباصات النقل الجماعي وفي المطاعم الشعبية وتلك – لعمري - حياة المسلم العربي الكريم المتواضع. *وماذا عن حياته الاجتماعية والأسرية؟ -حياته الاجتماعية؛ بما أنه كان كبير إخوته كان الاجتماع العائلي كل جمعة في منزله في البريقة، حيث يجتمع بالأهل وإخوانه وأخواته وأولاد عمه من بعد صلاة الجمعة إلى الساعة العاشرة مساء، ويتم فيها تبادل الحديث العائلي، ولا يخلو الحديث من مناقشة أوضاع البلد بشكل عام، ومن بعد صلاة المغرب يلعبون لعبته المفضلة ( الدومينو). * كيف كان تعامله مع المرض؟ - كان صابراً محتسباً، يقابل الجميع بابتسامته وتفاؤله فلا يشعرون بمرضه. * هل كان له اهتمامات في الفترة الأخيرة وما أبرزها ؟ - أبرز اهتماماته في الفترة الأخيرة مع الأستاذ سالم الأرضي في جمعية تحفيظ القرآن الكريم. * ما أهم وصاياه، ولماذا أوصى بدفنه بعد صلاة الفجر وبدون رسميات ؟ - أهم وصاياه أن يتم الدفن في البلد الذي يموت فيه أياً كان.. ولا تعلن الوفاة.وتتم الصلاة عند أول فرض بعد الوفاة أياً كان الوقت ودون انتظار أحد أياً كان، وهذا مهم، * يلاحظ أن الدفن كان في عدن واستقبال العزاء كان في صنعاء، البعض فسرها كمراسيم وحدوية، ما قولك في هذا ؟ - الدفن كان حسب الوصية في البلد الذي يموت فيها. والوحدة ليست مظاهر وإنما بأعمال صادقة وحقيقية وممارسات جادة.. وكانت قناعاته بالوحدة رحمه الله واضحة ولا يختلف فيها اثنان. * هل كنت شخصيا تتوقع مثل تلك الجموع الغفيرة التي جاءت لتقديم العزاء في صنعاء، وماذا يعني ذلك ؟ - حقيقة لم نكن نتوقع حضور هذه الجموع الكبيرة وهذا إن دل على شيء إنما يدل على الحب الكبير الذي كان يتمتع به الفقيد بين الناس. وكما قرأت في إحدى الصحف (لولا ترأس د/ فرج بن غانم رئاسة الوزراء في عام 97م واستقالته وترشح فيصل بن شملان لرئاسة الجمهورية لما عرف الناس وخاصة في الشمال عنهما الكثير وهما من خيرة أبناء اليمن الشرفاء). * هذا الحب الشعبي الكبير للمناضل بن شملان ألا يؤثر على مسار حياتكم السياسية مستقبلاً كأبناء ورثوا عنه تركة سياسية ووطنية كبيرة ؟ - لم يكن - رحمه الله - سياسياً مؤطراً.بل كان حراً ينتقد بدون تجريح ويؤيد بوضوح، وبصدق يعبر عن قناعاته الشخصية وهكذا كان منهجه - رحمه الله - فلا أعتقد أن من ينهج هذا النهج سوف يتأثر ونسأل الله أن يعيننا. * هل هناك مؤلفات أو كتابات للفقيد لم تنشر بعد ؟ - لا توجد مؤلفات صدرت على شكل كتب وإنما بعض الأطروحات في الندوات والكثير من القصائد الشعرية. * لماذا لم يكتب مذكراته كما يفعل الكثير ؟ - ربما لأنه كانت حياته كتاباً مفتوحاً لا تفاصيل خفية فيها. * هل تنوون إصدار كتاب وثائقي عنه ؟ - بعض أصدقائه حريصون على ذلك وسوف يتم مناقشتها لا حقاً. * ما صحة الدعم المالي الرسمي الذي تحدثت عنه بعض الصحف الرسمية؟ - صحيح كان هناك دعم مالي رسمي؛ فقد تكفلت الدولة بنفقات رحلته الأخيرة إلى لندن بمسعى حثيث من د/ عبد الرحمن بافضل جزاه الله خيراً، وبالتنسيق مع شركة مصافي عدن والتي كان موظفا فيها.