طالب رجال أعمال يمنيون ومسؤولون باكستانيون الحكومتين اليمنيةوالباكستانية بتسهيل إجراءات إقامة شراكات تجارية بين رجال المال والأعمال في كلا البلدين لخدمة المصالح التجارية المشتركة. وأكد رجال الأعمال المشاركون في معرض "اكسبو – باكستان" الخامس، الذي أقيم في العاصمة الاقتصادية الباكستانيةكراتشي، أهمية تعزيز العلاقات التجارية بين اليمنوباكستان لما فيه خدمة مصالح البلدين، مشيرين إلى أن البضائع الباكستانية التي عرضت في المعرض تتميز بالجودة العالية وتنافس غيرها من حيث الأفضلية في المواصفات. وفي حديثه ل"السياسية" على هامش المعرض، قال محمد عبد الله على موسى، رئيس الغرفة التجارية في محافظة البيضاء، إن هناك عدة عراقيل أمام تعزيز النشاط التجاري بين البلدين بسبب وجود تحذيرات السفر إلى باكستان. وأشار موسى إلى أن هناك بعض الإجراءات الأمنية التي تُتخذ بحق اليمنيين المسافرين إلى باكستان، هي بسبب قضايا الإرهاب، مرجعا ذلك إلى غياب التنسيق بين الجهات المعنية في البلدين لتسهيل إجراءات دخول التجار اليمنيين إلى باكستان. وأضاف موسى، الذي رأس وفد رجال الأعمال اليمنيين إلى معرض "اكسبو - باكستان 2010"، أن عدم وجود خط بحري مباشر بين البلدين يعوق تدفق المنتجات الباكستانية إلى اليمن بأقل الأسعار، حيث يتم استخدام ميناء صلالة العماني كميناء وسيط بين الموانئ الباكستانيةواليمنية. من جانبه قال ممثل شركة الفخري للتجارة، محمد الفخري، إن المعرض احتوى على المنتجات والصادرات الباكستانية التي يبحث عنها تجار المواد الغذائية. وقال: "نحن نبحث عن استيراد الأرز الباكستاني بأنواعه، وقد بدأنا في إجراءات الطلبات ونحن الآن بصدد التنفيذ". لكنه أبدى تذمره من ضعف العلاقات التجارية بين اليمنوباكستان قائلا: "لا توجد علاقات قوية للتبادل التجاري بين اليمنوباكستان"، مشيرا إلى تفاعل الجانب الباكستاني الذي قدم تسهيلات كثيرة لرجال الأعمال اليمنيين، "وهذا يعكس مدى حسن نية التعامل والثقة تجاه المستورد اليمني". أما محمد عبده حسن، ممثل شركة بيت الدواء والغذاء، فقد أثنى على جودة المنتجات الباكستانية ورخص أسعارها، قائلا: "هناك الكثير من المصانع التابعة لشركات دولية كبرى موجودة في باكستان"، واصفا إياها بأنها أفضل من المنتجات التي يستوردها اليمن من بلدان مجاورة لباكستان. وقال نائب السفير الباكستاني لدى اليمن، أحمد علي سروهي، إن هناك مشاكل مشتركة بين اليمنوباكستان تعوق العلاقات التجارية بين البلدين، "منها القاعدة ومشاكل أمنية أخرى أدت إلى فرض إجراءات أمنية مشددة مثلت عائقا أمام المستوردين اليمنيين من الشركات الباكستانية". وأكد ل"السياسية" أنه سيتم مستقبلا إقامة العديد من المعارض التجارية للمنتجات الباكستانية في اليمن. وقال إن الوفد اليمني كان أكبر الوفود المشاركة في المعرض، "وقد وقعوا على صفقات تجارية تصل قيمتها إلى 20 مليون دولار". وفي ختام فعاليات المعرض، أبدى وزير التجارة الباكستاني، مخدوم أمين فهيم، انزعاجه من التهويل الإعلامي الدولي حول الإرهاب في اليمنوباكستان. وقال الوزير الباكستاني: "لدى اليمنوباكستان همٌّ مشترك وهو التغطية الإعلامية الدولية حول الإرهاب مما يعكس تخوف رجال الأعمال". وقد أبدت عدة شركات يمنية اهتمامها باستيراد الأدوات الجراحة الطبية مباشرة من مصانع مدينة سيالكوت في باكستان بدلا من شرائها من الولاياتالمتحدة وألمانيا وبلدان أخرى. وقال ممثلو الشركات اليمنية المشاركون في المعرض إن الاستيراد المباشر للأدوات الجراحية باكستانية الصنع ذات الجودة والمواصفات العالية سيكون أرخص بالمقارنة بالأسعار المرتفعة في بلدان أخرى. وقام ممثلو الشركات اليمنية بزيارات ميدانية لعدة مصانع تابعة لشركات رائدة في تصنيع الأدوات الجراحية في سيالكوت وقدموا طلباتهم استيراد أنواع من الأدوات الجراحية الباكستانية. ويهدف المعرض إلى توفير فرص عرض منتجات باكستانية عالية الجودة أمام مجموعة واسعة من المستوردين العالميين. ويعتبر هذا الحدث أحد المصادر لتحالفات تجارية جديدة في مجال التجارة والأعمال والاستثمارات. وقامت الوفود الأجنبية المشاركة في المعرض بزيارات إلى المصانع الباكستانية في كراتشي ولاهور وفيصل أباد، للاطلاع على مواصفات وجودة المنتجات القابلة للتصدير. وتضمنت الوفود الأجنبية شركات تجارية من اليمن وكوريا الجنوبية وهونج كونج ماليزيا وكينيا والأرجنتين واليابان والولاياتالمتحدة والسويد.