قال وزير المغتربين اليمني السابق الدكتور صالح سميع امس الاثنين إن قضية الإرهابي النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب وراء إيقاف الحرب في محافظة صعدة بين الجيش والحوثيين، وحذر من تجدد الحرب بين الجانبين. وقال سميع وهو محاضر بجامعة صنعاء خلال ندوة عقدها المركز اليمني للدراسات الاستراتيجة امس 'ان قضية النيجيري (عبدالمطلب) هي التي سلطت الأضواء على اليمن، وهي جوهر الموضوع المؤدي إلى تبني الحكومة البريطانية لإقامة مؤتمر لندن الذي تحول من مؤتمر اقتصادي إلى مؤتمر يعني بالشأن الأمني'. وكانت السلطات الأمريكية أعلنت في كانون الاول/ديسمبر الماضي عن إحباط محاولة تفجير طائرة في ديترويت على يد طالب نيجيري يدعى عمر الفاروق عبد المطلب الأمر الذي شكك فيه الوزير اليمني خلال مداخلته امس. وتسأل 'إن كانت قضية النيجيري خيرا أم شرا على اليمن وأن الأيام القادمة ستضع القول الفصل فيها'، ولفت إلى أن تلك القضية تثير الكثير من الأسئلة المشروعة من قبيل كيف دخل إلى اليمن، وهل كنا نعلم أن هناك معسكرات لتدريب القاعدة في اليمن، مؤكدا عدم جواز استخدام بعض الأوراق الأمنية في المجال السياسي. وأوضح سميع أن مؤتمر لندن، أو ما أطلق عليه 'جلسة الاستماع ' هي التي أوقفت الحرب في صعدة، وتحويل الألوية اليمنية إلى مكافحة الإرهاب وتظيم القاعدة. وأشار إلى أن الأمور لا تزال غامضة ، متسائلا عن دور السعودية في إيقاف الحرب عبر وسيط قبلي، وإن كانت هي التي دفعت بتوقف الحرب، أم هناك أياد أخرى كانت طرفا في توقيفها. وقال 'على أي حال فإن توقف الحرب في صعدة كان أثر لظهور النيجيري عبد المطلب ولو لم يظهر لكانت الحرب قائمة'. وأضاف سميع 'من خلال اتصالاتي مع عدد من أعضاء اللجان المكلفة بتنفيذ النقط الست فالمعلومات تفيد أن وقف إطلاق النار ما هو إلا هدنة بكل ما تعنيه كلمة هدنة من دلالات سياسية وقانونية، وبأن الحرب قادمة لا محالة'، متحدثا عن جوانب كثيرة لاستعدادات يجريها الحوثي. وقال 'إذا كانت دوافع وأسباب وقف الحرب وإطلاق النار جاء لأسباب داخلية فالحديث عن نهاية الأزمة يختلف عما اذا كانت قد زرعت زرعا من قبل أطراف إقليمية' في إشارة إلى إيران. ونفى وجود أي رابط بين الحراك الجنوبي الذي يدعو إلى انفصال الجنوب عن الشمال وتنظيم القاعدة وأن ذلك الربط فشل فشلا ذريعا وأصبح محل سخرية من الدوائر السياسية الإقليمية والدولية. ودعا سميع النخب السياسية في الحكم والمعارضة الى التوصل لمشروع إنقاذي يخلق الأمل عند الناس، وتركز في حوارها على موضوع الشراكة الوطنية، متهما النظام السياسي بالفساد. وقال 'الفساد يكمن في النظام السياسي نفسه، وهي حالة عربية، وان قضية السلطة في الوطن العربي لن تحل بعد في ظل النظام السياسي القائم'.