عبّر البيت الأبيض أمس الأربعاء عن قلقه بشأن مزاعم إسرائيل نقل سوريا صواريخ من طراز "سكود" إلى حزب الله اللبناني، الأمر الذي نفته دمشق واعتبرته محاولة إسرائيلية للتغطية على ترسانتها النووية وتقويض التقارب السوري الأميركي. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس للصحفيين "نشعر بقلق متزايد بالتأكيد بخصوص الأسلحة المتطورة التي وردت مزاعم بنقلها". وفي وقت سابق الأربعاء قالت وزارة الخارجية الأميركية إن مزاعم نقل صواريخ سكود من سوريا إلى حزب الله اللبناني من شأنها إذا كانت صحيحة أن تعرض لبنان لخطر جسيم. وقال المتحدث باسم الوزارة بي جي كرولي للصحفيين "نحن نواصل تحليل هذه المسألة، وإذا كانت مثل هذه الخطوة قد اتخذت فمن الواضح أنها تعرض لبنان لخطر شديد". وعقب إطلاق تلك المزاعم على لسان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الثلاثاء والتي قال فيها إن سوريا قامت بتزويد حزب الله بهذه الأسلحة للمرة الأولى، أعاد الجيش الإسرائيلي تكرراها الأربعاء مؤكدا أن بإمكان هذه الصواريخ الوصول إلى أهداف إستراتيجية داخل إسرائيل بشكل يغير التوازن الإستراتيجي بين الجانبين. بيريز والجيش وخلال وجوده في العاصمة الفرنسية باريس قال بيريز إن "سوريا تلعب لعبة مزدوجة فهي تتحدث عن السلام وتزود حزب الله بصواريخ سكود لتهديد إسرائيل". وبحسب ما نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية الأربعاء فإن التقديرات العسكرية الإسرائيلية ترجح أن تنقل سوريا ما تمتلكه من سلاح إلى حزب الله. وأضافت أن هذا "سيكون له تأثير كبير في موازين القوى خاصة إذا كانت المعلومات التي تشير إلى نقل رؤوس كيماوية لحزب الله صحيحة، حيث سيكون بإمكانه تركيب هذه الرؤوس على صواريخ سكود". وقال مسؤول عسكري إن بعض صواريخ سكود يبلغ مداها مئات الأميال وبإمكانها حمل طن واحد من الرؤوس المتفجرة. تنديد سوري على الجانب السوري نددت السفارة السورية في واشنطن بهذه المزاعم متهمة إسرائيل بمحاولة صرف الأنظار عن الترسانة النووية الإسرائيلية. وقال المتحدث باسم السفارة أحمد سلقيني "إذا ما أردنا مناقشة التسلح في منطقتنا فعلينا أن نبدأ أولا بترسانة أسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها إسرائيل واستمرارها في التسلح بمساعدة الولاياتالمتحدة". وأضاف المتحدث أن هذه المزاعم تهدف أيضا إلى "تقويض أي محاولات للتقارب السوري الأميركي".