أبدى الشيخ القاضي أنيس الحبيشي أسفه الشديد على قانون الأحوال الشخصية الجنوبي السابق المسمى ب (قانون الأسرة) وقال أنه كان يمثل الجانب الجنوبي التقدمي ولكن تم القضاء عليه بعد حرب 94 وعدلت فيه 118 مادة بما يتنافى مع غاية العدل الاجتماعي .. جاء ذلك خلال حلقة النقاش التي عقدت صباح الخميس الموافق 29/ابريل/ 2010م حول زواج القاصرات وآثاره الصحية والاجتماعية ونظمها منتدى المرأة بمركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان في محافظة عدن وحضرها عدد من الباحثات الاجتماعيات وممثلين عن إدارة تعليم الفتاة ومنظمات تهتم بشؤون الطفولة وإعلاميين وطالبات من جامعة عدن. وقال القاضي الحبيشي أن زواج القاصرات من الأمور المسكوت عنها في الإسلام ولم يرد نص ديني بها وبالتالي أصبحت متروكة لتقدير الزمن والمكان حالها حال الرق في الإسلام وكذلك المخدرات التي أصبحت محرمه شرعاً وقانوناً بالرغم من عدم وجود نص ديني يحرم ذلك . وأضاف الشيخ أنيس : من يزكي زواج القاصرات باسم الإسلام إنما يقصد من وراء ذلك استهلاك إعلامي وسحب الماضي إلى الحاضر وهو يعلم جيداً أن القواعد التشريعية قابلة للتغيير والتبديل، وأنا كمأذون شرعي تأتينا أكثر من 50 حالة طلاق في السنة سببها الزواج المبكر . وقد تحدثت د. إيمان النقيب طبيبة نساء وتوليد وأستاذة في كلية الطب والعلوم الصحية عن الأضرار الصحية الناجمة عن زواج الفتاة في سن صغير وما قد يترتب عليه من مضاعفات أثناء الحمل والولادة لتصبح الفتاة القاصر أكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم وفي احسن الأحوال يتم استئصال رحمها، وأكدت أن اليمن من أكثر دول العالم في وفيات الأمهات حيث توجد 365 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية وترجع أسبابها إلى عدم وجود تغذية جيدة وفقر الدم والنزيف الذي يحدث ما بعد الولادة . أما محمد الوحيزي باحث اجتماعي في قضايا المرأة والطفل ركز على الأضرار النفسية والاجتماعية في زواج القاصرات وكيف تؤدي هذه الزيجات بالفتاة القاصر إلى الانطواء والانكفاء على الذات وفقدان الثقة بنفسها ... إضافة إلى عدم تحقيق الهدف المنشود من الزواج بأن تكون المرأة شريكة في الحياة وخلق مودة ورحمة وناشد على ضرورة تشجيع ودعم الفتاة للانخراط بالتعليم وعدم حرمان المجتمع من دورها الفاعل . هذا وقد جاءت مداخلات الحاضرين مؤكدة على تزايد حالات الزواج المبكر في عدن وخاصة في مناطق الأطراف حيث تشهد نسبة مرتفعة في تسرب الفتيات من المدارس وكما تشهد نفس المناطق تزايد في حالات الطلاق المبكر وكل ذلك ناتج عن تدني المستوى المعيشي وتفشي الأمية ورغبة الأهل بالتخلص من مسؤولية الفتاة .