غضب واسع من إعلان الحوثيين إحباط محاولة انقلاب بصنعاء واتهام شخصية وطنية بذلك!    لملس يفاجئ الجميع: الانتقالي سيعيدنا إلى أحضان صنعاء    "مشرف حوثي يطرد المرضى من مستشفى ذمار ويفرض جباية لإعادة فتحه"    "القصاص" ينهي فاجعة قتل مواطن بإعدام قاتله رمياً بالرصاص    "قلوب تنبض بالأمل: جمعية "البلسم السعودية" تُنير دروب اليمن ب 113 عملية جراحية قلب مفتوح وقسطرة."    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    تضامن حضرموت يحلق بجاره الشعب إلى نهائي البطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت بفوزه على سيئون    رعاية حوثية للغش في الامتحانات الثانوية لتجهيل المجتمع ومحاربة التعليم    مجلس وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل يناقش عدداً من القضايا المدرجة في جدول أعماله    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    المنخفض الجوي في اليمن يلحق الضرر ب5 آلاف أسرة نازحة جراء المنخفض الجوي باليمن    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    تشيلسي يسعى لتحقيق رقم مميز امام توتنهام    الصين تبدأ بافتتاح كليات لتعليم اللغة الصينية في اليمن    "مسام" ينتزع 797 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر أبريل زرعتها المليشيات الحوثية    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    شاب سعودي يقتل أخته لعدم رضاه عن قيادتها السيارة    الهلال يلتقي النصر بنهائي كأس ملك السعودية    تعز.. حملة أمنية تزيل 43 من المباني والاستحداثات المخالفة للقانون    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    توضيح من أمن عدن بشأن مطاردة ناشط موالٍ للانتقالي    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    أهالي اللحوم الشرقية يناشدون مدير كهرباء المنطقة الثانية    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    قيادي حوثي يخاطب الشرعية: لو كنتم ورقة رابحة لكان ذلك مجدياً في 9 سنوات    الخميني والتصوف    نجل القاضي قطران: والدي يتعرض لضغوط للاعتراف بالتخطيط لانقلاب وحالته الصحية تتدهور ونقل الى المستشفى قبل ايام    انهيار كارثي.. الريال اليمني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ أشهر (أسعار الصرف)    إنريكي: ليس لدينا ما نخسره في باريس    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    غارسيا يتحدث عن مستقبله    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الحميد الحدي : الوحدة الحل لكل المشاكل.. وعلاقتي بالرئيس ممتازة (4)
نشر في التغيير يوم 18 - 05 - 2010

في حياة كل فرد منا شخصيتان مختلفتان: الأولى تلك التي يتعامل معها الناس ويعرفون مواقفها وأخبارها التي تخرج إلى الناس والصحافة، والثانية تلك المخفية التي لا يعرفها سوى قلة قليلة من المقربين والأصدقاء.
وفي هذه المساحة تحاول "السياسية" الدخول في الزاوية المخفية من حياة هذه الشخصية أو تلك، من خلال حديث ذكريات يشمل أسرار الطفولة والشباب والعمل، والتعرف عن قرب على العادات والتقاليد والظروف الصعبة التي عاشها اليمنيون قبل أن يروا النور بثورتي سبتمبر وأكتوبر ودولة الوحدة.
"النصف الآخر" محاولة لإخراج ما خبأته السنوات في حياة اليمنيين، من خلال رصد الواقع الذي عاشوه ويعيشونه اليوم. كما أنها محاولة لمعرفة كيف يفكر من عايشناهم طوال سنوات ولا نعرف ما ذا يحبون، وماذا يكرهون، وكيف وصلوا إلى النجاح الذي وصلوا إليه.
تحاول "النصف الآخر" الابتعاد عن الخوض في الشأن السياسي، الذي يحبذ الكثير عدم الخوض فيه، وإن كانت السياسة حاضرة في بعض المواقف التي ضمها الحوار، لكن بشكل غير مباشر.
"النصف الآخر" سلسلة لحوارات مع شخصيات يمنية مختلفة في السلطة والمعارضة، رجالاً ونساء على السواء، ومن كل مناطق البلاد. وستكون هذه الشخصيات حاضرة بتجاربها في الحياة هنا لتكون شاهدة على صور مختلفة من حياة اليمنيين.
صنعاء بين الامس واليوم
* لو سألتك عن سكان صنعاء بين تلك الفترة واليوم، هل هناك فرق؟ وهل حدث تغير في تفكير الناس وفي تصرفاتهم وسلوكياتهم؟
- صنعاء كبرت بعد أن أصبحت عاصمة اليمن الموحد، نتيجة لشق الطرقات وتوسع الحركة الاقتصادية، بالإضافة إلى النشاط العام وتأثير وسائل الإعلام. ولا شك أن العادات والتقاليد تغيرت. وفي الحقيقة فإنك لو بحثت عن أبناء صنعاء الحقيقيين ستجد أنهم مازالوا متمسكين بعاداتهم الجميلة حتى اليوم، ولو تحضر مقيل صنعاني في أحد منازل صنعاء القديمة فإنك تقضي بين الساعتين والثلاث والأربع ساعات ولا أحد يتكلم عن السياسة، تتحول الجلسة كلها إلى نكت وأدب وفن وطرب أو مديح نبوي؛ فتغادر المقيل بنفسه نظيفة، وليس بحالة من حالات الغم والهم والنكد، كما يحدث في بعض المقايل.
هذه أهم صفات أبناء صنعاء القديمة الذين لا يدخلون في الهموم السياسية بشكل كبير باستثناء السياسيين، وأعتقد أن الجو والبناء والمؤثرات المحيطة هي التي تجعل لأبناء صنعاء القديمة مثل هذه الطقوس والعادات، مثل "الطيرمانة"، الموجودة في أعلى البيوت، وهو ما يؤثر على الجانب النفسي للإنسان، بل يمكن أن تقول أنها علاج.
ويحدث أن أذهب في بعض الأحيان مع الأخوين علي مقبل غثيم وصالح الخياط إلى صنعاء القديمة سيراً على الأقدام، فنصلي فيها المغرب والعشاء، ثم نذهب إلى "سمسرة وردة" نشرب الشاي، ففي جو صنعاء القديمة نوع من الإبداع الفني الرائع الرقيق.
* ماذا فقدت في صنعاء القديمة؟
- لا أستطيع القول إنني فقدت شيئاً ما، لكن يمكن القول إنه لم تعد موجودة تلك الحياة الاجتماعية التي كنا نألفها ونعيشها بحالة تلقائية. اليوم إذا أردت أن تلتقي مع بعض الإخوان من أبناء صنعاء القديمة لابد لك من أخذ موعد معهم؛ لأن مشاكل الحياة أثرت كثيراً على الجميع ، لأن كل واحد منهم في واد، مع ذلك تظل صنعاء هي صنعاء بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
* إذا أردنا أن نعرف حدود صنعاء القديمة فأين حدودها؟
- حدود صنعاء القديمة تصل إلى مبنى بنك الإنشاء والتعمير في التحرير، البنك المركزي كان خارج صنعاء القديمة، بوابة صنعاء القديمة كانت قريبة من بنك الإنشاء والتعمير، أي بمكان محلات السوداني للإلكترونيات (باب الشقاديف)، هذا كان الباب المباشر لصنعاء القديمة، وما عداها باتجاه الجنوب، كل هذه كانت تسمى "مقبرة خزيمة" إلى اليوم، يعني كل هذه كانت مقابر بنيت عليها كل هذه المباني والشوارع فوق مقابر.
بعد البنك اليمني باتجاه الغرب هذه المنطقة تسمى "بير العزب" وبيتي هذا في إطار "بير العزب"، يعني سور بيتي من الناحية الشرقية هو سور صنعاء القديمة تقريباً، وهذه كلها تسمى "بير العزب" إلى فندق دار الحمد، وبعد ذلك من فندق دار الحمد أو من بنك الدم باتجاه الغرب هذه هي صنعاء الجديدة الذي هو شارع الزراعة.
* متى تؤرخ بداية صنعاء الجديدة؟
- من يوم 26 سبتمبر 1962 بدأت صنعاء بالاتساع، كل هذه المباني بدأت من 26 سبتمبر؛ لأن المغتربين والمهاجرين جاءوا إليها، بالإضافة إلى الكثير من رجال المال والأعمال الذين جاءوا من عدن، وبدأت صنعاء تشهد نهضة غير عادية.
* بعد استقالتك من البلديات إلى أن اتجهت؟
- بعد خروجي من البلديات سافرت إلى بريطانيا مع أولادي في مهمة غير رسمية، وكان ذلك في نهاية عام77، وعشت فيها حتى بداية عام80 بعدها عدت إلى صنعاء.
* كيف تصف تجربتك مع تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، ولو سريعاً، كيف جاءت الفكرة؟
- كنت عضواً في لجنة الحوار الوطني وعضواً في هيئة رئاسة المؤتمر التأسيسي الأول في 24 أغسطس82 ، ثم استمررت عضواً في اللجنة العامة وأمين سر اللجنة الدائمة المساعد ثم بعد ذلك رئيساً لعدة لجان، منها لجنة الخدمات واللجنة الاقتصادية، لجنة التوجيه والإعلام في اللجنة الدائمة.
بين السياسة والأسرة
* ماذا خسر عبد الحميد الحدي في إطار عائلته؟ هل كسب السياسة وخسر الأسرة أم ماذا؟
- الحمد لله أنا موفِّق بين مهامي السياسية والأسرية، رغم أنني متهم بأنني طموح، وهذه حقيقة وليس غروراً، لكنني في حياتي لم أطلب وظيفة إلى اليوم على الإطلاق، وأسهم بقدر ما تتاح لي الفرصة في خدمة الوطن، فأنا أشعر أنني ساهمت في المجال التشريعي بكل اعتزاز وتواضع، فالعمر التشريعي يمتد إلى 36 سنة، لكن البعض يتهمني أنني جاد، لكن دراستي القانونية جعلتني قاسياً في تعاملاتي مع الأمور، ليس عندي الانفلات الحاصل عند البعض اليوم.
* عرفنا أنك كثير الارتباط بالأسرة، فكيف بدأت حياتك الزوجية؟
- والدة زوجتي هي ابنة عمتي، بنت المرحوم يحيى محمد عباس المتوكل، وعلاقتي الشخصية بالدكتور محمد عبد الملك المتوكل الذي تعرفت عليه في القاهرة هي التي قربتنا أكثر، والدكتور محمد متزوج من أخت أم زوجتي، وعندما تزوجت كان عمري 22 سنة.
قصة زواجي تعود إلى أيام كنت فيها مديراً لمكتب وزير الداخلية، وكانت الصدفة أنني كنت أحد أعضاء الوفد الثاني الذي سافر إلى المملكة العربية السعودية بعد اعتراف المملكة العربية السعودية بالنظام الجمهوري ورأسه في ذلك الحين المرحوم اللواء محمد صالح الكهالي وضم عدداً من الضباط.
كانت أسرة المرحوم حمود عبد الملك بن عبد الكريم المتوكل متواجدة في جدة، وهناك استغليت فرصة الزيارة هذه لتعريفها بنفسي، وتقدمت للخطبة في السعودية وقت فراغ الوفد، ثم بعد فترة أتممنا العرس في جدة، وقد استأذنت في ذلك من الرئيس عبد الرحمن الإرياني، الذي أذن لي، وقد تزوجت في تاريخ 29يوليو 71م في المملكة العربية السعودية بعد أن أصبحت عضواً في مجلس الشورى، وهذا التاريخ أتذكره جيداً؛ لأن نسيانه مشكلة، وكانت أول ولادة طفل لي في 12مايو من العام1972، وكان المولود بنتاً.
* كيف كان تعاملك مع أطفالك؟ كيف كانت مشاعرك عند استقبال المولود الأول؟
- ربما لأنني عشت يتيماً فقد ساعدني ذلك على أن أكون قريباً جداًً من أولادي وأهتم بهم لأعوض ما فقدته في صغري، كنت أهتم بابنتي وبتنظيفها وتغيير ملابسها، يومها لم تكن هناك حفاظات، كانت هناك بديلاً لها، وهي السراويل، وكنت أشعر بسعادة لا توصف مع مجيء الطفل الأول، والحال استمر كذلك مع بقية الأطفال.
* بالنسبة لتجربتك مع القات كيف تصفها؟
- كنت أخزن ولكن ليس تخزينة المولعي الكبير، تخزينتي محدودة، وقد بدأت تعاطي القات من وقت متأخر، أي من وقت العمل مع لجنة الحوار الوطني، كنت أخجل حين يرمي لي بعض الإخوان في الجلسة بأعواد القات، فكنت بعدها أحضر قاتي معي، لكن تظل تخزينتي محدودة، وكنت أحرص أن يكون القات الذي أشتريه خالياً من السموم، إلا أنني أقلعت عن تناول القات منذ عام 1997.
أخاف على اليمن
* كيف كانت مشاعرك في أول يوم لإعلان الوحدة؟ أين كنت بالضبط في ذلك اليوم؟
- قد لا تتصور الفرحة يوم 22 إبريل1990 في دار الرئاسة حينما التحمَت قيادتا الشطرين لمدة ثلاثة أيام وتم الاتفاق وصيغ بيان إعلان 22 مايو90 ؛ فكانت مواقف مؤثرة وحالة من حالات الشعور الممزوج بالخوف من ناحية والتطلع والطموح نحو المستقبل من ناحية ثانية؛ لأنها كانت لحظة تاريخية غير عادية بكل المقاييس وبكل المعايير، وكانت بالنسبة لي فرحة استثنائية.
كان هناك شعور إضافي بالنسبة لي، حيث شعرت إن الوحدة هي الحل لكل مشاكل اليمن بحكم الظروف التي استمرت في المناطق الوسطى في سبعينات القرن الماضي.
أتذكر مرة عندما كنا نناقش أحداث المناطق الوسطى بعد حرب 72، وهذا مسجل في محاضر مجلس الشورى قلت إنه رغم أنني لا أؤمن بالقروية، إلا أن المسؤولية التاريخية تحتم على القيادتين في الشطرين الإقدام بخطوات كبيرة نحو أبعاد الموطنين من الآثار السلبية التي تحدث في المناطق الوسطى، فنحن أبناء المناطق الواقعة في خط دولتي الشطرين سابقاً لسنا مستعدين لأن ندفع ضريبة الدم يومياً من أجل مجموعة شماليين في عدن أو جنوبيين في صنعاء وفي الحديدة أو تعز، وبالإمكان الرجوع إلى هذه المحاضر لأن محاضر مجلس الشورى في ذلك الوقت أفضل بكثير من محاضرنا اليوم؛ لأنه كان يتم تسجيل كل ما يقوله العضو بالنص.
لهذا أشعر اليوم بألم يمزقني عندما أسمع دعوات المناطقية ومحاولة تغيير المزاج الشعبي تجاه الوحدة ولا أقول من طرف واحد، ولكن من قبلنا كلنا، نحن جميعاً مسئولين عن ذلك، وأتذكر أنني قلت ذلك بكل صراحة في نادي ضباط الشرطة حينما اجتمعت الكتلتان النيابيتان لمجلس النواب الموحد الاشتراكي والمؤتمر أنه مع الأسف أننا لم نتمثل هذا المنجز العظيم الذي تحقق بما فينا الذين وقعوا عليه، وكنت أشير في ذلك الحين إلى الرئيس ونائبه.
الإنسان يشعر بألم وحزن ومرارة عندما نجد البعض يدعو إلى العودة إلى ما كانت عليه الأوضاع قبل الوحدة، الأخطاء مشتركة وأنا ها لا أبرئ أحداً، وهنا أسأل الله سبحانه وتعالى أن يلطف باليمن وأن يعيد الصواب إلى العقلاء ليتداركوا المخاطر.
* متى شعرت بالخوف على اليمن، ولماذا؟
- اليوم أشعر بالخوف على اليمن أكثر من أي وقت مضى، أخاف على الوطن اليوم لأن النقاء والطهر الوطني الذي كنا نشعر به جميعاً لم يعد اليوم قائماً، لأن النظرة المادية والمصلحية الضيقة هي التي تطفو على سطح الأحداث في البلاد أكثر من الماضي؛ لأن متطلبات الحياة اليوم فيها من المغريات ما لم تكن موجودة في الماضي، الخطورة أن مزاج الناس بدأ يتغير نحو قناعات وثوابت كانت في الماضي لا تمس.
* أين كنت أثناء حرب 94؟
- في 94 كان لي الشرف أن أكون مسؤولا تنظيمياً عن محافظة أبين، وقد نزلت إلى أبين أثناء الحرب بتكليف من الأخ الرئيس بصفتي عضواً في اللجنة العامة.
* لو سألتك بصراحة كيف وجدت القادمين من دولة الجنوب، مثل علي سالم البيض والعطاس وسالم صالح وغيرهم من قيادات الجنوب؟
- أول مرة عرفت فيها الأخ علي سالم البيض كان في لوكسمبورج في بداية عام 77، حينما كلفت كعضو برلماني بتمثيل الجمهورية العربية اليمنية ومعي الأخ الصديق عباس القرشي والسفير أحمد قائد بركات إلى مؤتمر الحوار العربي الأوروبي وكان معه المرحوم الأستاذ عبد الرحمن عبد الله، في أول مرة شعرت أن الرجل وحدوي وطني وقد شعرت بالحزن والأسى عندما أعلن قرار الانفصال عام 1994 ويكرره اليوم رغم أنه عندما أعلن قرار الانفصال عام 1994 أيقنت بانتصار الوحدة لأن الكل حارب من أجل تثبيت الوحدة.
لو لم يعلن البيض الانفصال لكان الوضع اختلف، وكانت ستستمر الحرب؛ لأنه كانت عندهم أسلحة، وأنا لا أريد أن أدخل في مزيد من التفاصيل، أشعر بأسف عليه؛ لأنه كان يفترض وقد ارتكب الغلطة الأولى أن يكرر خطأ ثانياً، كان السكوت أفضل له من أن يعود لتكرار المطالبة بالانفصال فهو يعرف أكثر من غيره أن الانفصال يعني الاقتتال بشكل دائم بين اليمنيين، بغض النظر عمن هو الرئيس، وبغض النظر عن طبيعة النظام، الاقتتال يعني العودة إلى ما كنا عليه في الماضي لأن كل الموارد سوف تتحول إلى القتال بين أبناء الوطن اليمني، وهذا العامل الداخلي خطير، وأنا أتمنى أن يعود إلى صوابه لمحاولة إيجاد حالة من حالات التحول الفكري والذهني لعقلية المواطن وإيجاد مثل هذه الحالة إذا أراد أن يكون عظيماً فعليه أن يتوقف عن ما يفعله اليوم، لكن ربما قوى إقليمية ودولية المراد منها محاولة إيذاء اليمن وعودة الحالة إلى ما قبل 22 مايو هي التي دفعته لاتخاذ مثل هذا الموقف الجديد.
وأنا أقول إن الشعب اليمني بكل فئاته قادر على حماية الوحدة، بمن فيهم الإخوة في الحزب الاشتراكي، وحتى بعض قيادات الحراك، لأنني أشعر أنهم جميعاً وحدويون ويحبون اليمن، وبالتالي عليهم أن يترفعوا عن هذه الصغائر ويبدؤوا يفكرون تفكيراً عقلانياً في إيجاد حلول واقعية للمشاكل التي تواجه بلادنا، وعلينا جميعاً أن نعترف بهذه المشاكل وصعوبتها والعمل على تطبيع أوضاعنا، وأعتقد أن الأخ الرئيس بدأ في اتخاذ الخطوات في هذا الطريق، مثل إعادة أملاك الحزب الاشتراكي، في رأيي أن هذه بداية وخطوة طيبة نحو تطبيع الأوضاع وإزالة آثار حرب94، لأن الشعب اليمني في النهاية هو الذي انتصر فلا هذا مغلوب ولا ذاك منتصر، فالنصر الذي تحقق هو للشعب اليمني برمته.
* كيف هي علاقتك بالرئيس علي عبد الله صالح؟
- علاقتي بالأخ الرئيس علي عبد الله صالح والحمد لله طيبة وممتازة.
* عبد الحميد الحدي، ما هي اهتماماته اليوم؟ كيف يقضي يومه؟
- أؤدي عملي كعضو في مجلس الشورى ورئيس لجنة البيئة والسياحة، وتقريباً نقدم كل سنة دراسة أو دراستين ، حسب الإمكانيات بعض الأحيان، دراسة في مجال البيئة وبعض الأحيان في مجال السياحة وكلا المجالين من أهم المجالات وخاصة البيئة، حيث العالم يهتم بها بشكل كبير ، يعني لا يوجد حالة من الضغط أو نوع من الشدة في العمل.
على المستوى الشخصي أنا أعتبر نفسي محظوظاً، فأسرتي والحمد لله مستقرة وعلاقتي طيبة بالناس كلهم وأشارك في كل المناسبات المفرحة والمؤلمة، أي في الأعراس والعزاء في الموت، أمارس رياضة المشي يومياً في حدود ساعة باليوم.
* ماذا تقرأ من الكتب؟
- لست متعصباً لكاتب معين، لكنني مهتم بقراءة الكتب التي تتناول القضايا القومية والإسلامية، أهتم بالمتغيرات والتحولات الدولية، أقرأ معظم الصحف المحلية، خاصة الصحف التي فيها تنوع.
* ما هو أهم كتاب في حياتك؟
- كتاب "فلسفة الثورة"، وقرأته باهتمام في فترة الشباب.
ندوة الأربعاء
* لك مقيل كل يوم أربعاء تسمى "ندوة الأربعاء" ماذا يدور فيها؟
- ندوة الأربعاء لها فترة طويلة ومعظم روادها مجموعة من المثقفين والصحفيين والسياسيين والأدباء والشعراء، عادة نختار موضوع معين في أي مجال، ثم يدار بعد ذلك حوار جاد، وتستمر الندوة بعض الأحيان إلى الساعة السابعة، لكن بعض الإخوان يستمروا إلى وقت متأخر، ويتولى إدارتها أثناء غيابي الأخ الصديق عبد الله حمود الحسيني.
* هل يحضر الغناء في ندوة الأربعاء؟
- كان هناك في الماضي بعض الفنانين الهاوين وليس المحترفين الذين استمع إليهم، وكنا نخصص بعض الأيام للإخوة المنشدين وبعض طلاب المدرسة الصوفية، لكن معظم جلساتنا تخصص لمناقشة السياسة والاقتصاد والأدب واللغة، لكن الأجواء في رمضان يكون لها ميزة ثانية، فنحرص على تناول السيرة النبوية وتلاوة بعض آيات القرآن الكريم في بداية الندوة ثم ندخل في المواضيع المطروحة للنقاش.
* في سيارة عبد الحميد الحدي لا يوجد أشرطة أغان وسيديهات؟
- في السيارة غالباً ما أتابع إذاعة صنعاء؛ لأن برامجها فعلاً ممتازة، كما أتابع بعض البرامج الخفيفة في الصباح.
* هل تطرب لفنان معين أم لا تهتم؟
- أطرب لكثيرين، لكنني أخاف أن أذكر واحداً فيغضب الآخر، لكنني مثلاً أحب الاستماع إلى الفنانين محمد مرشد ناجي، أحمد بن أحمد قاسم، فيصل علوي، محمد محسن عطروش، وهناك فنان من حضرموت يعجبني كثيراً اسمه كرامة مرسال والفنان أبو بكر سالم بالفقيه بلا شك، وهناك فنانين آخرين مثل الحارثي والفنان السمه والآنسي، وفؤاد الكبسي، ومحمد الناخبي من الجيل الحالي.
* لاحظنا أن كل الأسماء رجالية، أين العنصر النسائي؟
- على مستوى الوطن العربي أحب فيروز وأم كلثوم وفائزة أحمد، ومن الرجال أحب الاستماع إلى فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ.
* هل حضرت حفلات فنية في القاهرة؟
- نعم كنت أذهب، لكن كانت غالية، كانت تأتي بعض الفرص للذهاب إلى بعض الحفلات وأنا أدرس في كلية الشرطة، وقد حضرت إحدى حفلات أم كلثوم.
* من هم أقرب أصدقائك، الذين تجد أنهم بقربك باستمرار؟
- أملك علاقة أو شبكة صداقة واسعة وكلهم محل احترام وتقدير لكن الآن أقرب الناس إلي هم أولادي وأسرتي.
* ومن هو أقرب إليك من أولادك؟
- كلهم أقرب إلى نفسي، ولا تورطني في مطب كهذا لأن فيه خطورة، هي سياسة لا أريد الكشف عنه .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.