تبرع أحد المحسنين القطريين بتكاليف زواج «70» شابا يمنيا من طلبة العلم والدعاة والمعلمين الشرعيين الفقراء من عدد من المدن والمحافظات اليمنية. المعاريس الجدد انخرطوا مع «200» شاب أعلنت مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية تحمل تكاليف زواجهم ضمن مشروع «العفاف» الذي تنفذه بالتعاون مع مؤسسة «الرشد الخيرية» اليمنية. وأقامت المؤسسة عبر الجمعيات الشريكة في اليمن، وبالتعاون مع مؤسسة الرشد الخيرية اليمنية حفلاً كبيراً ضمن «مشروع العفاف لتزويج الشباب»، وذلك في ختام مشروعها الرائد للزواج الجماعي. وبلغت تكلفة زواج السبعين عريسا 245.000 ريال، وتم تدشين حفل الزواج الجماعي الثاني ضمن مشروع العفاف لتزويج الشباب اليمني، والذي شاركت فيه عدة جمعيات ومؤسسات أخرى، وضم 200 شاب يمني. حضر حفل الزواج الجماعي معالي وزير الأوقاف اليمني القاضي حمود الهتار، ووكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل علي صالح عبد الله، ورئيس جامعة الإيمان الشيخ عبد المجيد الزنداني، والقائم بأعمال السفارة القطرية في صنعاء نواف الحداد، ومدير إدارة الشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية سعيد بن محمد المري، ورئيس إدارة المشاريع بمؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية علي بن خالد الهاجري، إضافة إلى القائمين على مؤسسة الرشد الخيرية في الجمهورية اليمنية الذين قاموا بتنظيم هذا الحفل البهيج، وعدد من مديري ومسؤولي الجمعيات والمؤسسات الخيرية الإسلامية المحلية والدولية. كما حضر الحفل العرسان المستفيدون من المشروع ومرافقوهم. وبهذه المناسبة البهيجة التي أدخلت الفرح والسرور على مئات الأسر اليمنية، وساهمت بشكل رئيس في دعم وبناء 200 أسرة مسلمة جديدة.. ألقى رئيس إدارة المشاريع علي بن خالد الهاجري كلمة مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية، شكر فيها كبار الضيوف من الجانب الحكومي والمتبرعين وجميع المشتركين في الحفل، وثمن جهود المتبرع القطري بهذا المشروع الرائد، وأشاد بمشروع العفاف مبيناً أنه من سنن المرسلين، موضحاً دوره المهم في تكوين اللبنة الأساسية للمجتمعات الصالحة بتكوين الأسر الصالحة عبر الزواج، موصيا العرسان بشكر الله، ثم الدعاء للمتبرع بهذا المشروع والقائمين عليه على ما أنعم الله به عليهم من إكمال نصف دينهم، وإتمام زواجهم، وبناء بيوت مسلمة وأسر صالحة في المجتمع المسلم، وإحسان تربية الأبناء حتى يكونوا صالحين نافعين لأنفسهم وأهليهم وأمتهم. وأكد رئيس إدارة المشاريع بمؤسسة عيد الخيرية أن هذا المشروع الاجتماعي يأتي في إطار الرسالة الإنسانية التي حملتها مؤسسة عيد الخيرية على عاتقها، ويهدف إلى مساعدة الشباب لإتمام نصف دينهم والتخفيف من أعباء الزواج، منوهاً بالروابط الأخوية التاريخية المتينة التي تربط الشعبين اليمنيوالقطري، مشيراً إلى أن المؤسسة تهدف من مشروع الزواج الجماعي إلى مساعدة ودعم الشباب المسلم المحتاج للزواج، وتذليل العقبات المادية التي تعترض زواجهم، والتشجيع على الزواج وبناء أسر إسلامية مستقرة ومجتمعات سليمة بتكاليف معتدلة دون إفراط وترشيد نفقاته، وتوعية الشباب المسلم، وغرس المفاهيم التربوية والخلقية التي تسهم بشكل رئيس في بناء الأسر، وصيانة العرض، وعفة النفس، والمحافظة على تعاليم الدين الإسلامي وقيم المجتمع. وأضاف الهاجري أن مؤسسة عيد الخيرية قد قامت بتنفيذ العرس الجماعي الأول للشباب اليمنيين منذ سنوات بمحافظة البيضاء وضم 90 عريساً يمنياً. وأوضح الهاجري أن مؤسسة عيد الخيرية تولي الشعب اليمني الشقيق اهتماماً كبيراً، وتساهم بدور كبير في نصرة إخوانها في الجمهورية اليمنية بمختلف مدنها وأقاليمها، من خلال إقامة المشاريع التنموية والتعليمية والتأهيلية للشعب اليمني. وبين الهاجري أنه تم اختيار هؤلاء العرسان من الشباب على أسس ثابتة وشروط مدروسة منها أن يكونوا من طلبة العلم والدعاة والمعلمين الشرعيين من الفقراء والمحتاجين الذين يرغبون في الزواج وبناء أسرة مسلمة، حيث تم ترشيحهم واختيارهم بدقة من بين عدة مؤسسات اجتماعية وتربوية موثوقة في اليمن في عدد من المدن والأقاليم، حيث قامت كل مؤسسة بترشيح عدة أشخاص.. ليتم اختيار 70 شابا يتم مساعدتهم في زواج كل واحد منهم بمبلغ 3500 ريال، وبالتنسيق مع تلك المؤسسات الاجتماعية والتربوية يتم صرف المبلغ لكل منهم كدفعة مقدمة لإتمام عقد الزواج وترتيب أمور الزواج المبدئية، حيث عقد كل شاب عقده في بلدته وأتم جميع العرسان إجراءات العقد والزواج، ثم يتم صرف الدفعة الثانية من المبلغ لكل شاب لاستكمال تجهيزات المسكن والأجهزة اللازمة وخلافه لإتمام الزواج المبارك للجميع بمشيئة الله تعالى. من جانبه ثمن وزير الأوقاف والإرشاد اليمني القاضي حمود عبد الحميد الهتار جهود مؤسسة عيد الخيرية، وما تقدمه من مشاريع عملاقة نافعة في قطاعات متعددة، مؤكدا أهمية المشروع، وشكر المتبرعين الكرام على ما قدموه للشباب اليمني المسلم، داعيا المستفيدين إلى حسن المعاشرة، والسعي لتكوين أسر مستقرة تقوم على أسس المودة والرحمة والتفاهم والمعاشرة الحسنة، وبناء أجيال صالحة تعزز مكانة المسلمين. وتعبيراً عن فرحة الأزواج الغامرة ومدى سعادتهم بهذا الزواج الكريم ألقى كلمة العرسان أحد زملائهم نيابة عنهم، شكر الله فيها على أن وفقهم لإتمام نصف دينهم، شاكرين المتبرع القطري على ما بذل من ماله لتحقيق الهدف السامي النبيل، وهو إعفاف الشباب المسلم، ثم شكروا مؤسسة الشيخ عيد الخيرية على تبنيها تلك المشروعات الاجتماعية الهادفة، وقدموا الشكر لمؤسسة الرشد اليمنية على أن رشحوهم لهذا المشروع المبارك، موضحاً أن هذا المشروع يجسد معاناة العزاب من الفقراء والمساكين في تحقيق الزواج، وكيف أن مثل هذا المشروع يساهم في رفع معاناتهم، مقدمين جزيل الشكر والعرفان لمؤسسة عيد الخيرية، والمتبرع بهذا المشروع المهم. من جانبه، أعرب الشيخ محمد بن موسى العامري رئيس مؤسسة الرشد عن شكره للمتبرع القطري الكريم ولمؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية لجهودها في خدمة الإسلام، ومساعدة الشعب اليمني الشقيق خاصة، والمساهمة في دعم القضايا العربية والإسلامية والمشاريع الإغاثية والتنموية والإنسانية في مختلف أنحاء العالم. مشيراً إلى أن مؤسسة الخيرية مسجل لديها أكثر من 300 شاب يمني من طلاب العلم الشرعي، والدعاة إلى الله بحاجة ماسة إلى الزواج ومد يد العون والمساعدة لهم، مؤكداً أن الشباب في المجتمع اليمني أحوج ما يكون في هذا الوقت الذي كثرت فيه الفتن والأهواء إلى العنصر المحصن ليكون داعية فعالاً وبناءً في مجتمعه، خاصة لظروف الحالة الاجتماعية التي يعاني منها الشباب اليمني من فقر مدقع، وعدم استطاعتهم توفير تكاليف الزواج، نظراً لما تعيشه عامة الأسر اليمنية خلال هذه السنوات من عناء ومشقة وظروف قاسية نتيجة الوضع الاقتصادي الضعيف لكثير من فئات المجتمع. وأضاف العامري أن هذه المشاريع الاجتماعية المهمة تحافظ على أخلاق ومعتقدات شباب الأمة، وصيانة لهم من الرذيلة والانحلال، وإعانة لهم في تأسيس أسر مسلمة تقوم على تقوى الله، ومساعدة الشباب الفقير على إكمال نصف دينهم وإحصانهم. وقد أعرب أمين عام المؤسسة الشيخ عبد الوهاب الحميقاني عن شكره لمؤسسة عيد الخيرية في قطر لدعم مختلف المشاريع الخيرية في اليمن، مشيراً إلى أن المؤسسة حرصت على أن تتضمن أنشطتها الخيرية تقديم يد العون للشباب، للتخفيف من الأعباء المالية الكبيرة التي تتطلبها الأعراس الفردية، مؤكداً أهمية تعزيز مثل هذه التوجهات لتحصين الشباب، وتجسيد مبدأ التكافل الاجتماعي بين أوساط المجتمع. من جهته أشاد مدير عام مؤسسة عيد الخيرية السيد علي بن عبدالله السويدي بدعم مشاريع مؤسسة عيد الخيرية، وأثنى على هذا المشروع الرائد في دعم تزويج 70 شابا من الشعب اليمني الشقيق، قال تعالى: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون»، وقدم السويدي الشكر والتقدير للمتبرع القطري الكريم الذي جاد بماله ودعم هذا المشروع العظيم الذي يساهم بشكل رئيس في بناء الأسر والمجتمعات، وحفظ الشباب والفتيات، وإقامة مجتمع سليم آمن. وتعد مؤسسة الرشد الخيرية واحدة من المؤسسات الرائدة في العمل الخيري في اليمن، وساهمت منذ تأسيسها في العديد من المشاريع الاجتماعية والعلمية، والقيام بحملات طبية وإغاثية للاجئين الصوماليين والإريتريين والنازحين من الحرب التي شهدتها محافظة صعدة وحرف سفيان بمحافظة عمران، فضلاً عن العديد من مشاريع الرعاية الاجتماعية التي تتبناها المؤسسة، بالتعاون مع مؤسسة الشيخ عيد القطرية، وغيرها من المؤسسات الخيرية داخل اليمن وخارجه، مثل كفالة الأيتام، والزواج الجماعي، وحفر الآبار، وغيرها.