رحب عدد من نواب الكونجرس الأمريكي بتعيين الجنرال ديفيد بتريوس قائدا للقوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان خلفا للجنرال ستانلي ماكريستال الذي أقيل الأربعاء. وصرح السناتور كارل ليفن رئيس لجنة الدفاع بالكونجرس الأمريكي بأن مجلس الشيوخ من المقرر أن يعقد جلسة الثلاثاء المقبل للاستماع إلى الجنرال بتريوس قبل المصادقة على تعيينه. وقال ليفن "سنحاول أن تكون المسألة سريعة" معربا عن أمله في الموافقة على تعيينه قبل العطلة البرلمانية المقبلة في الخامس من يوليو/تموز. من جانبه أكد السناتور المستقل جو ليبرمان أن الرئيس "وجد بكل بساطة الشخص الأفضل ليحل محل الجنرال ماكريستال". في الوقت ذاته أعلن عدد من أعضاء الكونجرس عن تحفظهم حيال الاستراتيجية الامريكية الحالية في أفغانستان فقد صرح السناتور الجمهوري كيت بوند بأن الجنرال بتريوس شخص "مميز" لكن الرئيس أوباما عينه "ليفشل" وأعرب عن سخطه بشأن خطة الانسحاب الامريكي الذي أعلنته ادارة اوباما اعتبارا من 2011. أما جون ماكين أبرز نائب جمهوري في لجنة الدفاع فأعلن انه سيثير هذه القضية أثناء جلسة الاستماع إلى الجنرال بترايوس وقال "اذا قلتم للعدو متى تغادرون فسيكون هناك تأثير سلبي على قدرتكم على الفوز". "لن تتغير" قال الرئيس الامريكي باراك اوباما إن الاستراتيجية التي يتبعها حلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة في افغانستان لن تتأثر باقالة الجنرال ستانلي ماكريستال. وأكد أوباما على ان التغيير الذي جرى بالأمس يخص الأفراد وليس السياسة. وكان الجنرال ماكريستال قد اجبر على الاستقالة بعد ان ادلى بتصريحات جارحة بحق عدد من كبار مسؤولي الادارة الامريكية المدنيين. وقد كلف اللواء البريطاني نك باركر بتولي مهمة قيادة قوات حلف الاطلسي في افغانستان ريثما يصادق الكونجرس في واشنطن على تعيين الجنرال ديفيد بتريوس خلفا لماكريستال. في غضون ذلك، أكدت بعض الدول المشاركة في الحرب الافغانية بدورها على ان الاستراتيجية العامة للحرب لن تتغير. وقال اندرز فوج راسموسن الامين العام لحلف شمال الاطلسي إنه بالرغم من تخلي الجنرال ماكريستال عن مهمة قيادة القوات المتحالفة في افغانستان، فإن "الاستراتيجية التي اسهم في وضعها هي الاستراتيجية المناسبة التي تحظى بدعم الحلف والتي سيواصل جنودنا تنفيذها." إقالة وكان الرئيس أوباما قد اقال ماكريستال على خلفية تصريحات أدلى بها لمجلة أمريكية. وقال الجنرال ماكريستال في رسالة استقالته إنه قرر التنحي "لرغبته في انجاح المهمة" التي تقوم بها القوات الامريكية في افغانستان. وجاء الاعلان بعد ان استدعى الرئيس اوباما ماكريستال الى البيت الابيض لاجتماع خاص خصص لمناقشة ما ادلى به الاخير لمجلة "رولنغ ستون". وقال الرئيس الامريكي إنه توصل الى قراره (باقالة ماكريستال) "بأسف كبير،" ولكنه (اي الجنرال) "لم يتحل بالمستوى الذي يجب ان يتحلى به القادة" مضيفا أن "القرار مناسب بالنسبة لدواعي الامن القومي الامريكي." وقال اوباما: "لم اتخذ هذا القرار بناء على خلافات مع الجنرال ماكريستال حول السياسة التي نتبعها في افغانستان، كما لم اتخذه لشعوري بالاهانة الشخصية من ناحيته." وشدد أوباما على أنه لن يكون هناك تغيير في السياسات الأمريكية في افغانستان، مضيفا "إن بلادنا تواجه حربا شرسة في افغانستان والأمريكيون لن يقبلوا أبدا أن تكون هناك خلايا إرهابية لشن الهجمات في بلادنا". وقال الرئيس الامريكي: "إن مسألة خوض الحرب اهم من اي رجل او امرأة جنديا كان ام جنرالا ام رئيسا للجمهورية"، مضيفا بأنه اجبر على اقالة ماكريستال لضمان خضوع الجيش للسيطرة المدنية وللمحافظة على ثقة حكومته. من جانبه، قال ماكريستال في رسالة استقالته: "اؤيد بقوة استراتيجية الرئيس في افغانستان، وانا ملتزم التزاما قويا بقوات التحالف والدول الحليفة لنا وللشعب الافغاني. ولقد قررت تقديم استقالتي بناء على احترامي العميق لهذا الالتزام وعلى رغبتي القوية في انجاح المهمة." اعتذار اما الرئيس الافغاني حامد كرزاي، فقد اكد معارضته لاستبدال ماكريستال الذي وصفه بأنه افضل قائد افرزه الجيش الامريكي في افغانستان في السنوات التسع الماضية. وقال ناطق باسم الرئيس الافغاني عقب الاعلان عن استقالة ماكريستال: "كان الجنرال ماكريستال شريكا مهما وموثوقا به للحكومة الافغانية وللشعب الافغاني، وكان املنا في ان لا تصل الامور الى هذا الحد. ولكن الموضوع يعتبر من الشؤون الامريكية الداخلية ونحن نحترم قرار الرئيس اوباما، ونتطلع للعمل مع الجنرال بتريوس ذلك الجندي المخضرم الذي يعرفه الرئيس كرزاي جيدا." من جانبه، قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرز فوغ راسموسن إن استراتيجية الحرب التي يخوضها الحلف في افغانستان لن تغير بمغادرة الجنرال ماكريستال. وكان ماكريستال وصف أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، وهو جيمس جونز مستشار الامن القومي، ب "المهرج" في لقاء مع المجلة الامريكية، كما أدلى بتصريحات تنتقص من قدر نائب الرئيس جو بايدن والمبعوث الامريكي الخاص الى افغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك.