وحدهم المجانين في نعيم ، هكذا يقولون في بلادنا ، ولا ادري ان كانت المقولة تنطبق على المجانين حقنا أم على مجانين بلاد ثانية ؟! حقنا المجانين بلا شك مغبوطون جدا من مجانين البلاد الثانية .. فهم مجانيننا أحرار ، طلقاء ، يفعلون ما يريدون تحت " يافطة " الجنون ، ينامون في العراء تحت الشمس وفي البرد القارس ، قذرون ، عنيفون في الغالب ، يأكلون بقايا الفضلات مخلوطة مع القاذورات مثلهم مثل الحيوانات ، يضربون ويذلون ويهانون وان كان هناك امل في شفاء احدهم ، فبمجرد ان يخرج إلى الشارع وتظهر عليه علامات الجنون ، " يقرح " كل " الفيوزات " وينقطع حبل أمل عودته إلى واقعه ومجتمعه !! أما المجانين حقهم فأغلبهم تؤويهم دور خاصة وتكبل حريتهم في الجنون وتجري محاولات لإخراجهم من النعيم ، وهم أنظف من كثير من عقلائنا وربما أعقل كثيرا من بعض ساستنا وحكمائنا ، فمنهم من هو في الأصل عالم قرحت " فيوزاته " بزيادة علمه ، ومنهم من هو رجل أعمال شاطر ، زادت جرعة شطارته ومغامراته فخسر ما تحته وفوقه ولم يستطع أن يقاوم .. إذن مجانينهم علماء وعباقرة وشطار وعشاق .. وحقنا إما انقلب بسيارة فمات عليه عشرة او خمسة عشرة شخصا فخرج يجري بعد أن طار عقله أو نهبوا ورثه وثروته أو أوقفوا راتبه وحاربوه وبداية الجنان .. تعلام !! الفارق الوحيد بين المجانين حقنا وحقهم ، أن مجانيننا مخترقون بنوعين من المجانين ، النوع الأول الذي يدعي الجنون ويتدرب عليه بأسلوب بوليسي عتيق عفا عليه الزمن .. أما النوع الثاني فهو الذي يقول لنفسه : جنان يخارجك ولا عقل يحنبك !! وقفة : الزميل الصحفي عارف الخيواني .. وصمة عار في وجوه قيادة نقابة الصحافيين اليمنيين ، نتمنى له الشفاء والهداية لمن تسبب في حالته الراهنة .
