ناشدت أسرة عمر الحدّاد الفلسطينية اللاجئة في اليمن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح النظر في قضيتهم والإفراج عن عائلها الذي يعاني من حالة صحية متدهورة منذ ما يزيد شهر من اعتقاله من قبل البحث الجنائي بتهمة " تهديد " مسئولين بالسفارة السعودية بصنعاء. و أكدت أسرة الفلسطيني عمر الحداد – 20 عاما – الذي أعتقل من قبل عناصر تابعة لشعبة مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية اليمنية بأن مشكلتهم مع مسئولين سعوديين وأنهم لم يرتكبوا أي جرم يتم اعتقاله به. وقال محمود نجل عمر الحداد ل " التغيير " إنهم تابعوا موضوع اعتقال والدة وإخوانه لدى الأمن ، والذي أفرج عن الأطفال فيما لا يزال يحتفظ بوالدهم ، مشيرا إلى انه والده تعرض للضرب المبرح من قبل الأمن وأنه لوحظ أثناء زيارته اليوم أن حالته الصحية متدهورة حيث تعرض لكسر في يده إضافة إلى كدمات متفرقة من أنحاء جسده. وقدمت الأسرة شكوى للنائب العام الذي بدورة وجه رئيس نيابة الاستئناف بالأمانة للاطلاع على الموضوع واتخاذ الإجراءات اللازمة. وجاء قي تقرير الكشف الطبي الظاهري عن حالة الحداد " يعاني من اضطرابات الرؤية في العين اليسرى وبالكشف عليها تبين وجود عتامة في القرنية واختلال في وضمية عدسة العين الصناعية (يفيد بأنه تم أجراء عملية جراحية لموقع عدسة صناعية في وقت سابق ) . و أضاف التقرير " أفاد المذكور بأنه يعاني من ألم شديد في الأضلاع من الجهة الخلفية وألم شديد أسفل الظهر وكذا في مفصلي الكتف الأيمن والأيسر . مضيفا "على لسان أطباء الكشف " شاهدنا تورم أسفل الركبة اليسرى وكذا أثر التئام الإصابات على الركبة اليمنى بأبعاد (2*1سم)و(3*2سم) ". و أوصى تقرير الطب الشرعي بضرورة عرض المذكور – بصورة عاجلة – على طبيب متخصص في امراض وجراحة العيون لتقييم حالة عينه اليسرى وعلاجها تلافياً لحدوث أي مضاعفات ، كما أوصى بإجراء أشعة سينية أمامية وجانبية للصدر وأسفل العمود الفقري (لبيان سلامة العظام " . و كانت قالت منظمة الكرامة لحقوق الإنسان إن لديها معلومات تفيد بأن عدداً من رجال الأمن يتبعون شعبة مكافحة الإرهاب التابعة لإدارة البحث الجنائي بوزارة الداخلية اليمنية كانوا بلباس مدني عندما اقتحموا منزل عائلة الحداد في حي القادسية بالعاصمة اليمنيةصنعاء يوم الأربعاء 2 حزيران/يونيو2010، عند الساعة الثانية عشر ليلاً، وقاموا باختطاف 3 من أفراد الأسرة، هم: 1- الأب عُمَر عِيْد نَمِر الحدّاد (54 عاماً) 2- الطفل أشرف عُمَر عِيْد نَمِر الحدّاد (14 عاماً) 3- الطفل مصطفى عُمَر عِيْد نَمِر الحدّاد (9 سنوات). وبحسب المنظمة ، فقد تعرض عُمر الحدّاد وأفراد أسرته للسجن والاعتداء عليه عدة مرات منذ لجوئه إلى اليمن، وقد كان رُحّل إلى اليمن قسرا من السعودية على خلفية مطالبته بمستحقاته المالية لدى بعض الأمراء السعوديين، وهو يتهم السلطات السعودية بالوقوف وراء كل ما يحدث له. وفي الثالث من نوفمبر2009، توصلت الكرامة بمعلومات تفيد بتعرض الأب العائل الوحيد للأسرة السيد عمر عيد الحدّاد، ونجله محمود (28 عاما) للاعتداء بالضرب والاعتقال، بينما كانا في وزارة الخارجية اليمنية، للحصول على موافقة للسفر إلى خارج اليمن، وبحسب أحد أفراد العائلة فقد اختفى السيد الحداد ونجله من وزارة الخارجية على خلفية مشادة كلامية مع أحد ضباط الأمن، اعتقلا على إثرها وأودعا سجن تابع لمركز شرطة المعلمي بالعاصمة صنعاء، قبل أن يستقر بهما المقام في سجن الأمن السياسي بصنعاء، ثم أفرج عنهما بعد أسابيع. يذكر أن أسرة السيد عُمر عيد نمر الحداد كانت تقيم في المملكة العربية السعودية منذ أربعين عاماً، وفي تشرين الأول أكتوبر العام 2006، سافر أفراد الأسرة بطريقة رسمية إلى السودان لزيارة شقيق رب الأسرة هناك، لكنهم أثناء عودتهم إلى مطار جدة فوجئوا بان الكفيل السعودي ألغى إقامتهم جميعا بمن فيهم رب الأسرة، وبالتالي حجزت السلطات السعودية جوازاتهم وأجبرتهم على العودة في نفس الرحلة إلى الخرطوم، ومن هناك بدأت مأساتهم الإنسانية، حيث رفضت السلطات السودانية دخولهم أراضيها لعدم وجود تأشيرة دخول لهم إلى السودان في تلك الرحلة الإجبارية، وبالتالي أجبرتهم على مغادرة مطار الخرطوم إلى صنعاء، وفيها رفضت السلطات اليمنية دخولهم لعدم حصولهم على تأشيرة الدخول واجبروا على مغادرتها إلى عمّان، وهناك واجهوا نفس المشكلة فأعادتهم إلى صنعاء ومن صنعاء مرة أخرى إلى بيروت ومنها اعيدوا إلى صنعاء ومنها طردوا إلى العاصمة الاريترية اسمرا، ومنها إلى جيبوتي وإلى العديد من المطارات الافريقية، قبل أن يعادوا إلى الخرطوم التي أعادتهم بدورها إلى مطار صنعاء، حيث بقوا فيه تحت الحراسة الامنية حتى ذاع خبرهم عبر وسائل الاعلام ووصل خبر مأساتهم إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، فوجّه بالسماح لهم بدخول اليمن. حالياً تقول أسرة الحداد إنها تعيش ظروفاً صعبة في ظل غياب الأب باعتباره عائلها الوحيد، ويزداد قلقها أكثر على وضع الصحي، حيث يعاني العديد من الأمراض ويخشى أن تتضاعف حالته المرضية داخل السجن، خصوصاً إذا لم يسمح له بمقابلة الطبيب وتلقي العلاج.