احتشد اليوم بالعاصمة صنعاء المئات من مشائخ ووجهاء وأبناء محافظة صعدة، لمناقشة قضية محافظتهم والخروج بموقف موحد من شأنه إيقاف الحرف ب شكل نهائي وإحلال السلام وإعادة إعمار ما خلفته الحروب الستة . وفي افتتاح الملتقى الذي عقد بدعوة من الشيخ (حسين بن عبدالله الأحمر) دعا الشيخ (عبدالمجيد الزنداني) رئيس جامعة الإيمان، مجلسي النواب والشورى إلى عقد جلسة طارئة لمناقشة الوضع في صعده، مشيراً إلى أنه لن تكون هناك أي مشروعية لقرارات أي مؤتمرما لم تقوم الجهات المعنية والمنتخبة من الشعب بواجبها. مستغربا في السياق ذاته تهميش الجهات الرقابية إلى درجة لم تعد تستطع معها أن تحاسب مسؤولا أو تسحب الثقة عنه لأنها قبلت لنفسها بالتهميش ، حد قوله. مؤكدا أن "الحل لمشكلة صعدة لن يكون إلا بالحوار وليس بالقتال". بتطبيق الشروط الستة المتفق عليها بين الدولة والحوثيين. ودعا الزنداني كافة أبناء اليمن للالتفاف حول أبناء صعدة والوقوف بجانبهم إى ان يتحقق لهم السلام والبناء من جانبه أعلن (الشيخ صادق الأحمر) تضامنه مع أبناء صعدة "في السلم والحرب"، داعيا الدولة والحوثيين إلى الالتزام بشروط إيقاف الحرب الستة، منتقدا تردي الأوضاع المعيشية للمواطنين وتدهور العملة المحلية، في ظل تجاهل لما يعيشه المواطن من أزمات سياسية واقتصادية طاحنة. من جهته دعا الشيخ (حسين بن عبد الله الأحمر) ، رئيس اللجنة الإشرافية للملتقى، الدولة إلى إطلاق جميع المعتقلين كما دعا الحوثي إلى إطلاق جميع الأسرى قبل شهر رمضان المبارك. وقال إن :"ملامح عودة الاحتراب في صعدة ظهرت نتيجة لعدم الالتزام بشروط إيقاف الحرب من قبل الدولة والحوثيين". وأضاف :"إن تدهور العملة الوطنية والمشاكل القائمة في الجنوب، وحروب صعدة تشير الى أن البلاد يسير نحو النفق المظلم الذي أشار إليه الوالد قبل اربع سنوات من وفاته". ودعا (حسين الأحمر) الدولة والمؤسسات التنفيذية والتشريعية إلى استشعار مسؤولياتها وواجباتها في حماية البلد من الاحتراب والاستنزاف الاقتصادي. من ناحيته طالب النائب البرلماني (صخر الوجيه)، رئيس منظمة برلمانيون يمنيون ضد الفساد، الدولة القيام بواجبها الدستوري والقانوني وأن لا تتخذ الحرب وسيلة لتصفية الحسابات. ودعا الوجيه مشائخ ووجهاء صعده خلال ملتقاهم اليوم بصنعاء، بأن يعملوا على لم الشمل وإخماد الفتنه وصون الأرواح وحقن الدماء، داعياً في السياق ذاته العلماء إلى القيام بواجبهم. وطالب الحوثيين بتنفيذ النقاط الست والابتعاد عن ترديد الشعارات، لأن "ما يقومون به خلافاً لما يرددونه وأن من يموت هو المواطن اليمني سواء كان في الجيش أو مواطناً عادياً". وفي ذات المساق طالب ملتقى أبناء صعدة الحوثيين بالالتزام بالنقاط الست التي بموجبها تم إيقاف حرب صعدة السادسة. وقالت وثيقة صادرة عن الملتقى :" إن محافظة صعده تسري عليها القواعد الدستورية والقانونية باعتبار أنها جزء لا يتجزأ من الجمهورية اليمنية"، مؤكدة حرمة الطرق والأسواق والحدود والبيوت والمرافق العامة والخاصة من التقطع والاعتداء والنهب، مطالبة الجميع بالوقوف ضد من يقوم بمثل هذه الجرائم. وشددت الوثيقة على أهمية احترام قدسية بيوت الله وألا تكون منابراً للخلاف والشقاق بين الناس وأن تكون إدارة كل مسجد وجامع من أهل منطقته وعدم جواز الاعتداء أو المضايقة أو البغضاء على الاختيار المذهبي أو الفكري ما دام الجميع موحدين تحت راية الإسلام، مؤكدة على ضرورة منع أي جباية لأموال الناس إلا بحق الله وإدارة أجهزة الدولة إلا من أعطى بطيب نفس. واعتبر أبناء صعدة المشاركون في الملتقى وثيقة ملتقى أبناء صعده مرجعاً لهم واعتماد منهج الحوار أساساً لحل الخلافات المذهبية أو الفكرية أو السياسية، معتبرين الوثيقة "وثيقة إخاء وسلام ، وحلفاً وعهداً لكل أبناء صعدة الموقعين عليها"، وأنهم "يد واحدة في مواجهة من يعتدي على أي قبيلة أو فئة أو مواطن ، وملتزمين بالنصرة بكل الوسائل حتى يردع المعتدي ويرجع عن عدوانه". يذكر أن جلسات الملتقى الذي يقام تحت شعار (صعدة..بناء وإخاء وسلام) تواصلت مساء اليوم ، حيث من المقرر أن يخرج الملتقى بتشكيل عدد من اللجان لمتابعة تنفيذ أهداف الملتقى، منها لجان متابعة تثبيت الأمن والاستقرار والتعويضات وإعادة الاعمار، ومتابعة جهود الإغاثة والمتضررين والقضايا الأمنية، بالإضافة إلى الصلح ومتابعة الوساطة الميدانية لإصلاح ذات البين . كما سيتم خلال الملتقى تشكيل لجنة للإعلام والتوجيه والإرشاد ولجنة لمتابعة المعتقلين والبحث عن المفقودين وإعادة الممتلكات المنهوبة.