وطنٌ يسأل وينادي .. أين أنتم أيها الرجال الأبطال ؟ أين أنتم أيها الشرفاء ؟ أين أنتم أيها الأحرار ؟ هل ضاع وطن الإيمان والحكمة أم تم تضييعه ؟ إن وطنكم أيها اليمانيون يسألكم .. أين الأمانة التي أتمنتكم عليها ؟ هل أنتم أبنائي الذين أتمنتكم على حريتي وحضارتي وتاريخي ؟ أين أنتم اليوم في ضيقي ، ماذا فعلتم بي ؟ لماذا تركتموني وضيعتموني ؟ . لقد ضحى في سبيل حريتي وحريتكم رجال قدموا الغالي والنفيس لإقامة وطنٌ حرٌ وعزيز، ولتحقيق ذلك طارت رقاب طاهرة لعشرات ومئات من أبنائه الكرام . فهل نسيتم أم تناسيتم الشهداء الأبرار .. هل عميت أعينكم أم تعاميتم ؟ أتذكرون وتتذكرون الدماء الزكية التي سألت وعطرت هذا الثرى الطاهر. أه .. لقد خذلني اليوم من تنفس واستنشق هوائي العليل .. وخذلني من أكل من خيراتي وشرب من مائي الزلال .. وتنكر لي من سار ومشي على ترابي الطاهر . لقد طعنني من كنت له الصدر الحاني والحضن الدافئ .. وخانني من كنت له القلب النابض . أه ..لقد أصبح اليوم أراذل القوم يتحكمون بمصير الشرفاء ، ويسرقون وينهبون أقوات الضعفاء ، ويسخرون من أنٌات الثكالى ، ويهزؤن من صرخات الأيتام والمساكين . لقد استبيحت الحرمات وسلبت الحريات وانتهكت الفضيلة . أعذروني يا من سألت دماءكم العزيزة والطاهرة والغالية لأجل نصرتي ونصرة مواطني. لقد افتقدتك أيها الشيخ الشهيد أبو الأحرار.. وافتقدتك أيها البطل المغوار أبن لبوزة.. أين أنتم أيها الأبطال الكرام ، لقد افتقدناكم أيها الرجال الصناديد.. وأنني أنادي .. ألا من بطل مغوار ألا من ناصر ومنتصر؟! . لكنني أرى بصيص من نور ينبثق من بين دياجير الظلام وشعاع وهاج يبرز من بين ثنايا السحب المعتمة . إنه الفجر الآتي والنصر القادم على أيدي رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .. إنه يوم الحرية والإنعتاق من الظلم والطغاة . وإنها لثورة حتى النصر. *أمين عام التيار الديمقراطي الحر