يبدو أن معاناة ريال مدريد الإسباني مع لاعبيه الهولنديين لم تقتصر على الناحية الفنية من حيث أدائهم الذي لم يرقى للمستوى المأمول بحسب مسؤولي النادي الملكي، بل تعداه إلى معاناة اقتصادية بعدما خلف رحيلهم عن الريال كارثة اقتصادية بخسارة تقدر بأكثر من 68 مليون يورو. وخلال نحو 5 أعوام ضم ريال مدريد نحو 6 لاعبين، ومع انتهاء فترة الإنتقالات الصيفية الحالية لم يتبقى أي لاعب منهم، حيث تخلى ريال مدريد عن آخر لاعب هولندي كان في صفوفه وهو فان دير فارت لمصلحة توتنهام الإنكليزي، وقبله أعار رويستون درينثي إلي ايركوليس الوافد الجديد على الدوري الإسباني. واللاعبون الستة هم: رود فان نيستلروي، كلاس يان هونتيلار، رافاييل فان دير فارت، ويسلي شنايدر، رويستون درينثي، وآريين روبين. خسائر فادحة بالأرقام بالأرقام، دفع النادي الملكي حوالي 127.5 مليون يورو للتعاقد معهم، وعندما قام ببيعهم كان مجموع صفقات بيع هؤلاء اللاعبين يقدر ب59 مليون يورو، أي أن النادي الإسباني خسر ما يقرب من 68 مليون يورو في تجربته مع لاعبي هولندا. وكانت بداية الخسائر مع نيستلروي الذي اشتراه الريال من مانشستر يونايتد ب15 مليون يورو وانتقل لهامبورغ الألماني في صفقة مجانية، ما يعني أنه خسر نحو 15 مليوناً. أما أرين روبن الذي ضمه النادي الملكي من تشلسي الإنكليزي مقابل 36 مليون يورو، فباعه لبايرن ميونيخ الألماني مقابل 25 مليون، أي خسر 11 مليوناً. وخسر الريال من صفقة بيعه لشنايدر إلى انترميلان الإيطالي نحو 10 ملايين يورو، بعد أن اشتراه من اياكس امستردام الهولندي مقابل 25 مليون يورو. أما المهاجم الهولندي كلاس يان هونتلار فجلبه النادي الملكي من اياكس ب20 مليون يورو، ثم باعه لميلان الإيطالي مقابل 13 مليون يورو، أي خسر نحو سبعة ملايين يورو. وضم ريال مدريد لاعبه فان دير فارت من هامبورغ ب13 مليون يورو، وباعه لتوتنهام مقابل 10 ملايين يورو، أي خسارته تقدر بثلاثة ملايين يورو. آخر اللاعبين الهولنديين هو روبنسون درينثي الذي ضمه الريال مقابل 14 مليون يورو من فينورد وذهب بالإعارة لإيركوليس. ويرى مسؤولو الريال أن تعاقدت ناديهم مع الهولنديين جاءت مخيبة للآمال حيث صاحبها معاناة على المستوى الفني من مستوى اللاعبين داخل الملعب، أو على المستوى الاقتصادى جراء الفروق بين الثمن الذى اشترى به الريال هؤلاء اللاعبون والثمن الذى تم التخلص منهم. لكن العكس حدث لهؤلاء اللاعبين الذين تألقوا مع منتخب بلادهم في مونديال جنوب أفريقيا وقدموا عروضاً رائعة قاده للمركز الثاني بعد الخسارة في النهائي أمام إسبانيا بهدف نظيف. ولم يكتفوا بذلك بل تألقوا مع أنديتهم الجديدة، خصوصا اللاعب شنايدر الذي قاد انتر ميلان للفوز بالدوري والكأس والسوبر المحلي، ولدوري أبطال أوروبا والسوبر المحلي، وكذلك زميله روبن الذي قاد بايرن للدوري والكأس والسوبر المحلي، ولوصافة دوري أبطال أوروبا. حالات برازيلية ولم تكن حادثة بيع الهولنديين هي الأولى بالنسبة للنادي الملكي، حيث كان هناك حالة سابقة مع اللاعبين البرازيليين، وذلك بعدما ضم المدرب السابق لريال مدريد لكسمبورغو العديد من البرازيليين في ريال مدريد وهم رونالدو وسيسينهو وروبينهو وروبرتو كارلوس وبابتيستا، لينضم اليهم بعد ذلك مارسيللو وايمرسون في عهد فابيو كابيللو، قبل أن يتم التخلص منهم من قبل المدربين اللاحقين للنادي الملكي مياتوفيتش وكابيللو. وفي قائمة النادي الملكي للموسم الحالي يوجد جنسيات مختلفة من اللاعبين حيث يتصدر الأرجنتينيون قائمة اللاعبون الأجانب وعددهم 4 (غاراي وهيغوين وغاغو ودي ماريا)، يليهم ثلاثة برتغاليين (كارفاليو ورونالدو وبيبي). وهناك خمس جنسيات أجنبية أخرى، من ضمنهم البرازيليين كاكا ومارسيللو، الفرنسيين بنزيما ولاس، الألمانيين خضيرة واوزيل، و المالي ديارا بالاضافة إلى البولندي دوديك. في حين يتواجد 10 لاعبين إسبان هم (كاسياس وادان وراموس واربيلوا والبيول والونسو وغرانيرو وماتيوس وكاناليس وليون).