الناشرون اللبنانيون يرممون في صنعاء حريق كتبهم .. فعاليات يمنية إحتفائية بلبنان على هامش المعرض " التغيير " صنعاء : يقام حاليا في العاصمة صنعاء , معرض الكتاب اللبناني الذي تنظمه وزارة الثقافة لدعم الكتاب اللبناني الذي بدأ الاثنين الماضي ويستمر حتى الخامس عشر من الشهر الجاري , رغم أن دور النشر المشاركة فيه تعرضت للتدمير والخسارة جراء الحرب الإسرائيلية على لبنان , والذي يعد أول معرض كتاب لبناني منذ تلك الحرب . حيث يشارك في المعرض ناشرون لبنانيون , وكأنهم بدو في المعرض يرممون حريق الحرب العدوانية الهائلة الذي تعرض لها الكتاب ولبنان بشكل عام , كما قال الشاعر اليمني الكبير عبد العزيز المقالح . وقال وزير الثقافة الأستاذ خالد عبد ا لله الرويشان في افتتاح المعرض بصنعاء إن " الثقافة اللبنانية تعتبر إحدى مكونات الوجدان العربي على كل مستوياته الثقافية والروحية ، وإنه مركز النشر الأساس للكتاب العربي " , مشيرا إلى " أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة ضد لبنان أدّت إلى تدمير وخسارة ما يقرب من أربعين دار نشر لبنانية و أن لبنان هو قلب الثقافة العربية وروحها النابضة بالحياة والتجدد " . وأضاف : " إن اليمن يحتفي في هذا المعرض بعاصمة نشر الكتاب العربي عبر تخصيص معرض خاص للناشرين اللبنانيين ، خاصة وأن أكثرهم لم يستطع المشاركة في المعارض التي أقيمت بعد الحرب ، و إن الفعاليات الثقافية ستكون تحية من اليمن للثقافة والفن في لبنان حيث يحتفي اليمن بحضور عدد منهم ومشاركتهم في الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض والمكرسة للبنان " . و اعتبر محمد حسن إيراني , رئيس نقابة اتحاد الناشرين في لبنان , المعرض صورة معبره عن وقوف اليمن مع لبنان , ووصف الحرب الإسرائيلية الأخيرة ضد لبنان بأنها " أبشع حرب واجهها العرب " وقال إن " التضامن الشعبي العربي كان وراء انتصار العرب " . وأكد أن الناشرين اللبنانيين عانوا كثيرا جراء الحرب وأن " ما قامت به حكومة اليمن في هذا المعرض يعد البادرة الأولى في الوطن العربي تجاه لبنان وثقافته بالذات" . و قال الشاعر اليمني , علي المقري , رئيس اللجنة الثقافية والإعلامية للمعرض إن " دور لبنان التنويري في الحياة الثقافية بقي فعّالا ومؤثرا حتى في ظل الظروف السيئة والحروب ، سواء الأهلية منها أو العدوانية ، وهي تجربة فريدة من نوعها حيث بقيت لبنان ترعى ثقافة التعدد والديمقراطية وتنشرها في كل وسائل المعرفة والاتصال ، ولهذا فإن هذا الاحتفاء بثقافة لبنان ولمنتجه المعرفي والأدبي والفني يظهر في تعدد دور النشر المشاركة باختلاف مشاربها الفكرية " . وأضاف المقري أن برنامج الفعاليات يضيء " تجربة الأدباء اللبنانيين مع الحرب عبر محاضرة للناقدة الكبيرة يُمنى العيد ، وصباحيتين شعريتين للشاعرين شوقي بزيغ وجودت فخر الدين ، إضافة إلى مشاركة الفنان رفيق علي أحمد المعروف في تقديمه للمسرح الحديث الذي يصوَّر التحولات التاريخية اللبنانية ، ومنها الحروب " . جدير بالذكر بأنه يشارك في هذا المعرض شعراء من مختلف محافظات يقدمون تحية شعرية للبنان ، إلى جانب معرض تشكيلي يعبر فيه الفنانون اليمنيون عن انطباعاتهم تجاه الحرب الأخيرة على لبنان ، إضافة إلى عروض فلكلورية ومسرحية وموسيقية .