تبعد مدينة الحوطة عن مديرية ميفعه محافظة شبوة عن عاصمة المحافظة (عتق) مسافة مائة كيلوا متر .. والحوطه مدينة كبيرة نسبياً على مستوى المحافظة ويبلغ عدد سكانها خمسة وعشرون ألف نسمة . تتكون المدينة من خمسة أحياء سكنية أهمها : البطحة – بأمرصقه – شعيب علي – شعب النور – الحسوة – البريقاء – رباطفيف – شعب الزاد وغيرها . نبذه تاريخيه الحوطة مدينة تاريخية ، تنتشر فيها العمارات الطينية . وكان يوجد بها سوق تجاري قديم يعود تاريخه إلى سبع مائة عام مضت ، حيث القوافل التجارية تأتي من ميناء بالحاف على البحر العربي ، وتتجه إلى سوق الحوطة التجاري ثم تتجه الطريق العالمي إلى مأرب - نجران – الشام حتى عزة على البحر المتوسط ، بالإضافة إلى ذلك تشتهر الحوطة بأنها إحدى باحتوائها على العمارة الطينية ذات الطوابق العديدة ، والتي يصل ارتفاع بعضها إلى عشرة أدوار وتدل هذه العمائر على عظمة وحنكة أهل الحوطة القدماء . وقد طالبت جهات مدنية على محاولة إدخال مدينة الحوطة ضمن قائمة المدن التاريخية اليمنية كشبام حضرموت وزبيد وغيرها ، إلا أن الجهات الحكومية – كما يقول مهتمون - لم تعير هذا المطلب اهتماما . عادةت الحياة من جديد إلى الحوطة بعد أن شهدت أسبوعاً ( حامي الوطيس ) بين القوات الحكومية وعناصر مفترضة من تنظيم القاعدة ، وأدت تلك الأحداث إلى نزوح الآلاف من السكان إلى خارج المدينة . يقول المواطن عبدالله عاتق باعوضة مدير عام مديرية ميفعه ، عن ذلك ، " بدأت الأمور تقود تدريجياً إلى الحوطة ، والسلطة المحلية في مديرية الحوطة بذلت كل الجهود لمعالجة الكارثة الإنسانية المتمثلة في نزوح أكثر من عشرون ألف نسمة إلى مناطق مختلفة من المديرية ، فتم فتح المدارس خاصة في عزام وجول الريده وتم التواصل مع محافظ شبوة ومنظمات الأممالمتحدة العاملة في اليمن للتدخل وتقديم إمكانيتها للنازحين المنكوبين ، وهو ما حدث بالفعل خاصة بمرور أربعة أيام من الأزمة ، وبدأنا بتوزيع المعونات الغذائية على النازحين في مركز النازحين الذي أنشأ خلال الأزمة في عزان ". أما الشيخ حسين عبدالله باحنحن شيخ ، منطقة الحوة ، عضو لجنة وساطة بين الجيش و المسلحين ، يقول " بدأت الحياة الطبيعية تعود من جديد إلى الحوطة بشكل متدرج ويتم حالياً إصلاح ما خربته الأحداث وخاصة ما يتعلق بالخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والاتصالات ولجان حصر الأضرار ترصد ما نتج عن هذه الأحداث فهناك منازل تضررت في بعض الأحياء السكنية مثل البريقاء – باطفيف – حصاه الديمة – شعب باجونه – بامرصعه – وغيرها " ، ويتحدث الشيخ باحنحن بأشياء عن حرمان منطقته من مشاريع الحكومة ، ويذكر بهذا الصدد أن المدينة تفتقر إلى مشروع صرف صحي ولا توجد بها مدرسة ثانوية ولا مستشفى . ويضيف : " المشكلة التي تواجه شباب قبيلة أل الفقيه على عدم توظيفهم من قبل الحكومة ونادراً أن تجد موظفاً من القبيلة لدى الحكومة ، وهذا سبب الإحباط لدى نفوس كثير من شبابنا " ، ويتابع " نحن ندين بشدة ما حدث ونحن ضد من يرفع السلاح ضد الدولة ، هذا لا يجوز شرعاً ، ونحن تجاورنا ومعنا مجموعة من أهل العلم مع هؤلاء الشباب ونصحناهم بضرورة الرجوع إلى رشدهم وصوابهم وجادة الحق والصواب " . ويكمل " كنت في لجنة الوساطة بين الحكومة والمسلحين وظغطنا على الطرفين لتجنيب المنطقة شر القتال وقلنا للمسلحين .. لقد قمتم بتهجير أبائكم وأمهاتكم وإخوانكم وأطفالكم مكن أبناء الحوطة وجعلتموهم مشردين بلا مأوى ولا طعام ، ونشرتم الرعب في قلوب الأطفال والنساء والأخوان فماذا استفدتم ؟ " . مع النازحين كما التقى موفد " التغيير " عددا من النازحين من منطقة الحوطة ومنهم هادي سالم يسلم من حي الحسوة ، و الذي يقول " كان يوماً صعباً علينا أن صعباً علينا أن نغادر منطقتنا ، وقمنا بإخراج أسرنا إلى منطقة جول الريده ، وبقي الرجال ولكن مع اشتداد رمي المواجهات المسلحة اضطررنا نحن الرجال إلى مغادرة الحي وانضممنا إلى الأسرة في منطقة جول الريده " . ويضيف : " أستاجرنا منزل في جول الريدة وكان عددنا سبع أسر و عدد الأفراد 43 بين ذكور وإناث في منزل صغير يتكون من ثلاث غرف صغيرة جداً وكان وضعنا صعباً ولم تقدم لنا أي مساعدات ولم يزرنا أحد لأمن السلطة المحلية ولا منظمات الأممالمتحدة " . أما صالح سعيد البولس ، 70 سنة ، من حي البولس : فيقول " لم نكن نتوقع أن تصل الأمور إلى ما يشبه الحرب ، وطلب منا الجيش الخروج من منازلنا خاصة بعد أن تعرضت ثلاثه من منازل الحي لإطلاق النار وتضررت بشكل جزئي بعد إصابتها ببعض القذائف ، وتمركزت دبابتين للجيش في ملعب الحي ، وطلب منا الجيش الخروج من الحي ووعدنا بالحفاظ على الحي وما فيه ممن منازل وممتلكات ، فتوجهت مشياً على الأقدام إلى حي الحسوة المواجهة لحينا بهدف المكوث عند بعض أقربائي ، وهناك كانوا أفراد أسرتي ، الذين نزحوا إلى خارج الحوطة ، وبعد الحاح منهم قررت الخروج من الحوطة ، وبصعوبة بالغة تمكنت من الخروج من الحوطة وسط وزير الطائرات وقصف المدافع وتبادل إطلاق النار " . آثار القذائف على الجدران أضرار أخرى أضرار على المنزل أضرار جسيمة في منزل بضاحية الخرمة الحوطة مدينة العمارة الطيبة ماطور الماء من ضحايا الحرب منزل متضرر في حي البريقاء