أكد سعادة محمد بن عبدالله الرميحي مساعد وزير الخارجية لشؤون المتابعة ورئيس اللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات أن قطر عمدت بعد استضافة مؤتمر الديمقراطيات الحديثة والمستعادة إلى مأسسة حركة مجتمع الديمقراطيات على مستوى الأممالمتحدة. وقال في كلمته بافتتاح ورشة نحو مشروع ديمقراطي عربي: «نعمل جميعا من أجل هدف واحد يتمثل في الاستقرار والتنمية والسلم الاجتماعي في منطقتنا ودول العالم، وهو ما نتمنى أن ينتج عن مناقشات الورشة والمؤتمرات الأخرى التي ستعقد في الدوحة والعالم، حيث إن المنطقة والعديد من المناطق بالعالم في حاجة إلى السلم الاجتماعي والاستقرار والتنمية الإنسانية الحقيقية. وعرض الجهود القطرية في دعم الديمقراطية قائلا: «ترأست قطر مؤتمر الديمقراطيات الحديثة والمستعادة السادس، كما ترأست مجموعة حركة الديمقراطيات الحديثة والمستعادة في الأممالمتحدة لمدة ثلاث سنوات». وأشار في الجلسة الافتتاحية للورشة التي تنظمها المؤسسة العربية للديمقراطية إلى أنه ورد في البيان الختامي لحركة الديمقراطيات الحديثة في المادة العاشرة منه بأن تقوم دولة الرئاسة بالتواصل مع حركة مجتمع الديمقراطيات لإيجاد همزة وصل لتبادل الأفكار والوثائق والآراء حول كيفية عمل حركة الديمقراطيات الجديدة والمستعادة. وأضاف قائلا: «إذا كان من واجبات دولة الرئاسة أن تتصل بالحركة، فقد أخفقنا قليلاً في تعزيز الاتصال مع مجتمع الديمقراطيات بسبب عدم وجود وسيلة مضمونة لإيصال الأفكار بيننا أو لحضور اجتماعات كل واحد منا للآخر، سواء الاجتماعات التي دعت إليها حركة الديمقراطيات الجديدة والمستعادة أو التي دعا إليها مجتمع الديمقراطيات ودعت إليها القمم التي حدثت في إفريقيا، وفي قارات أخرى خلال 4 سنوات الماضية التي ترأست فيها قطر حركة الديمقراطيات الحديثة والمستعادة. وأشار إلى أن قطر عمدت بعد استضافة مؤتمر الديمقراطيات الحديثة والمستعادة إلى مأسسة الحركة على مستوى الأممالمتحدة، حيث أنشأت سكرتارية وطنية تتبع الرئيس في قطر، وتم تشكيل المجلس الاستشاري الدولي الذي يشكل من الحكومات التي استضافت المؤتمرات السابقة من الفلبين وصولا إلى قطر، بالإضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني والبرلمانات وممثل الأمين العام للأمم المتحدة، بحكم أن حركة الديمقراطيات الجديدة والمستعادة ضمن مجموعة الأممالمتحدة تتبع للجمعية العامة للأمم المتحدة مباشرة، كما ورد في قرارات الجمعية خلال السنوات الثلاث الماضية. وأوضح أن قطر نجحت في تعزيز التعاون الديمقراطي بين المساهمين والفاعلين الرئيسيين (الحكومات والبرلمانات ومنظمات المجتمع المدني)، وقال: «للمرة الأولى نجحت قطر في جمع الأطراف الثلاثة على طاولة متساوية المساحة وعدد المشاركين أثناء مؤتمر، ولم ترفض أية جهة أن تعطي نفس الفرصة ونفس المستوى للطرف الآخر للمساهمة، وهو ما لم يحدث سابقا في كثير من المناسبات، حيث رفضت الحكومات أو البرلمانات أن تعطي منظمات المجتمع المدني الدور الغالب والكبير الذي تم تحقيقه في الدوحة، وأظن أن قطر ما زالت تسير على هذا المسار مدعومة بحركة الديمقراطيات الحديثة والمستعادة. وأشار إلى أن قطر تركت الرئاسة إلى دولة من مجموعة أميركا الجنوبية، وتم توافق الآراء في المجموعة على دعم فنزويلا، وقال «نتمنى أن تنجح في تنظيم المؤتمر السابع في عام 2011م» وقال الرميحي إنه يتمنى زيادة مستوى التواصل بين الأطراف الثلاثة الفاعلين من أصحاب المصلحة في الديمقراطية (الحكومات والبرلمانات ومنظمات المجتمع المدني). وعقب الرميحي على استضافة قطر لمونديال كأس العالم 2022، وقال إن حكماء لجنة الفيفا نظروا إلى أمور كثيرة، منها الأهمية الحقيقية والفعلية للمنطقة العربية في العالم (ما يسمى بالشرق الأوسط) والتي كان من الواجب أن تعطى حقها الدولي، وليس بأن يشار إليها من بعيد على أنها مهمة للعالم. وأضاف: «تنظيم كأس العالم سيكون باسم الدول الإسلامية، حيث إن قطر أول دولة إسلامية وعربية تستضيف كأس العالم، حيث نبحث مسألة انتشار السلم وثقافة الاستقرار عن طريق الرياضة عبر إحضار كأس العالم للمنطقة، إضافة إلى أن الرياضة تمثل في المنطقة وقطر أهمية كبيرة، حيث لديها كل الاستعدادات لإيجاد أرضية قوية لنشر الثقافة الرياضة في العالم. من جهته قال محسن مرزوق الأمين العام للمؤسسة العربية للديمقراطية: إن الورشة فضاء تفكير وتخطيط حول موضوعين مترابطين تحت عنوان المشروع الديمقراطي العربي الذي يتميز بتعقيدات وشجون طالت أكثر من اللزوم. وأضاف أن الورشة تناقش المشروع الديمقراطي العربي من خلال ورشتي عمل مترابطتين، الأولى ورشة عمل إقليمية ودولية بالتعاون مع مجلس مجتمع الديمقراطيات حول موضوع تجارب العالم في مجال دعم الديمقراطية من خلال اعتماد مواثيق الديمقراطية، حيث يتم استعراض الوضع العربي، والاطلاع على تجارب إفريقيا وأميركا اللاتينية في مجال اعتماد مواثيق الديمقراطية التي تقيد الممارسة السياسية للحكومات والمنظمات في الدول، وتشكل طريقا واضحا يمكن اتباعه في مجال دعم الديمقراطية واتخاذ المواقف دون التحولات السياسية الحاصلة في بلاد العالم. وتساءل مرزوق عن وجود إمكانية للعمل من أجل تطوير ميثاق عربي للديمقراطية خلال الورشة. وأشار إلى أن الورشة ستشهد الإعداد والتحضير لمؤتمر الديمقراطيات المقبل الذي ينعقد في ليتوانيا. وذكر أن الورشة الثانية تناقش التعريف بالميثاق الاجتماعي الذي تمت صياغته في منتدى غرب آسيا - شمال إفريقيا وأسسه، وبتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، وذكر أن المنتدى (ونا فورم) شهد خلال اجتماعه الأخير في عمان تطوير ميثاق اجتماعي. ووصف المشروع الديمقراطي الغربي بالطموح، وقال إنه يشكل إطارا لوضع سياسات تنموية، هدفها الإنسان عبر منظور تنموي شامل، تترابط فيه الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية. وقال: أكدت الأحداث العربية والدولية الأخيرة ترابط المسارين الإصلاحيين السياسي والتنموي، بحيث لا يمكن الحديث عن الإصلاح السياسي القائم دون أن يكون ذلك محمولا على قاعدة رؤية تنموية، تستجيب لمصالح ومطالب الناس المباشرة. وأشار إلى أن المؤسسة العربية للديمقراطية ستعمل على الخروج من ضبابية الموقف عبر الورشة بواسطة تحديد شكل الإصلاح المطلوب، ومحاولة وضعه في أطر واستراتيجيات ومواثيق بما يحوله من مطلب عام إلى خارطة طريق إيجابية. ودعا السفير روبرت لاجاما المدير التنفيذي لمجلس مجتمع الديمقراطيات المشاركين في ورشة نحو مشروع ديمقراطي عربي إلى صياغة مقترحاتهم وتوصياتهم الخاصة بإعداد الميثاق الديمقراطي العربي، لوضعها بين يدي الحكومات العربية وممثلي المجتمع المدني في الاجتماعات المقبلة. وطالب لاجاما في كلمته بافتتاح الورشة المشاركين بتحديد العوائق والتحديات التي تواجه الديمقراطية في العالم العربي. وثمن استضافة قطر للورشة التي نظمتها المؤسسة العربية للديمقراطية، فيما شكر الحكومة القطرية على دعمها للديمقراطية حول العالم، وقال: قطر كانت من أول المبادرين إلى دعم صندوق الحريات التابع للأمم المتحدة، كما استضافت منتدى الديمقراطيات ومنتدى المستقبل. وعلق لاجاما على الفوز القطري باستضافة كأس العالم 2022 قائلا: أهنئكم على تحقيق الإنجاز الذي تسبقونه بإنجازات أخرى، كتنظيم كأس آسيا ودورة التنس الأخيرة وغيرها من الأحداث الرياضية، وهو ما يعكس النجاح القطري في مختلف الميادين. من جانبه قال الدكتور سلطان بركات مدير منتدى وانا فورم للديمقراطية: إن المنطقة العربية مليئة بالنزاعات، حيث يعيش 99 مليون مواطن عربي بدون عمل تحت مستوى خط الفقر بالإضافة إلى العديد من المشكلات التنموية والاجتماعية، فيما تزيد الضغوط على الدول العربية بسبب اتساع الفجوة بين طبقات المجتمع وانتشار عدم التكافؤ. وأضاف أن منتدى وانا فورم يسعى إلى بدء حوار على مستوى الدول العربية، بالإضافة إلى الدول المجاورة لها، ويسعى إلى إطلاق مبادرات محايدة تضع الأساس لحلول المشاكل التي تواجه المنطقة في مجالات البيئة والتنمية والديمقراطية والتحديات المختلفة التي تواجه المنطقة، وتشكل العناصر الأساسية اللازمة للاستقرار. ولفت إلى أن الميثاق الديمقراطي العربي سيعمل على تحقيق هوية سياسية تدعم الهوية الديمقراطية، بما يؤدي إلى أن تحظى المنطقة بالسلام والازدهار والكرامة الإنسانية..