يواجه لبنان أزمة سياسية بعد أن أسقط حزب الله وحلفاؤه الحكومة بسبب المحكمة المدعومة من الاممالمتحدة والمتوقع أن تتهم أعضاء من الحزب الشيعي باغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري عام 2005 . لكن محللين قللوا من احتمال نشوب صراع مسلح بين حزب الله الذي تدعمه سوريا وايران وأنصار رئيس الوزراء السني سعد الحريري ابن رئيس الوزراء الاسبق الذي تدعمه السعودية والولاياتالمتحدة. وأسقط حزب الله حكومة الحريري الابن يوم الاربعاء باستقالة 11 وزيرا. وجاء هذا بعد أن فشلت السعودية وسوريا في اقناع الزعماء اللبنانيين باحتواء التوترات حين تصدر المحكمة قرارات الاتهام قريبا. ولم تفصح السعودية أو سوريا عن مقترحاتهما. وذكر سياسي مقرب من الحريري أنها انطوت على تعهد حزب الله بعدم اللجوء للعنف اذا تم توجيه الاتهام لاعضائه بينما يضمن الحريري الا يتم استغلال اي اتهام لالحاق ضرر سياسي بحزب الله. وحزب الله الجماعة المسلحة الوحيدة التي لم يتم تفكيكها بعد الحرب الاهلية التي استمرت من عام 1975 الى عام 1990 وهو الان القوة العسكرية الاقوى في لبنان بل انه أقوى من الجيش. ويقول حزب الله انه يقود المقاومة الاسلامية لاسرائيل وانه ليس حزبا طائفيا. وستتضرر هذه الصورة بشدة اذا تبين أنه لعب دورا في انفجار الشاحنة الذي وقع عام 2005 وأودى بحياة الحريري و22 اخرين. ويقول محللون انه في حين أن نشوب صراع صريح قد يكون غير مرجح فان احتجاجات الشوارع والمناوشات او حتى العودة الى التفجيرات والاغتيالات السياسية التي أعقبت هجوم عام 2005 لا يمكن استبعادها. ونفى حزب الله لعب دور في اغتيال الحريري وهاجم زعيمه السيد حسن نصر الله المحكمة بوصفها مشروعا اسرائيليا وطالب رئيس الوزراء اللبناني بنبذها. ورفض الحريري مطلب حزب الله. وأنحى حزب الله وحلفاؤه باللائمة على الولاياتالمتحدة في عرقلة محاولات السعودية وسوريا للتوصل الى حل. وعقد الحريري سلسلة من اللقاءات في الولاياتالمتحدة في الايام الاخيرة واجتمع بالرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الاربعاء. وأعاق الجمود بسبب المحكمة حكومة "الوحدة" التي قادها الحريري وتشكلت منذ 14 شهرا. واجتمع مجلس الوزراء لوقت قصير لمرة واحدة في الشهرين الاخيرين ولم تستطع الحكومة الحصول على موافقة البرلمان على ميزانية عام.