المقاتلتان هتان السيف وهايدي أحمد وجهاً لوجه في نزال تاريخي بدوري المحترفين    دنماركي يحتفل بذكرى لعبه مباراتين في يوم واحد    وداعاً للتسوس.. علماء يكتشفون طريقة لإعادة نمو مينا الأسنان    عدن.. انقطاعات الكهرباء تتجاوز 15 ساعة وصهاريج الوقود محتجزة في أبين    الأرصاد يتوقع أجواء باردة إلى شديدة البرودة على 5 محافظات ومرتفعات 4 محافظات أخرى    شبوة:فعالية تأبينية مهيبة للإعلامي والإذاعي وكروان التعليق الرياضي فائز محروق    حضرموت.. مسلحو الهضبة يهاجمون قوات النخبة والمنطقة الثانية تصدر بيان    جراح مصري يدهش العالم بأول عملية من نوعها في تاريخ الطب الحديث    الذهب يهبط من أعلى مستوياته في 3 أسابيع    استئناف الدوري اليمني.. قرارات حاسمة من اتحاد الكرة ترسم ملامح المرحلة المقبلة    ريال مدريد يختصر اسم "البرنابيو" ويحوله إلى ملعب متعدد الأغراض    مناقشة آليات توفير مادة الغاز المنزلي لمحافظة البيضاء    لجنة من وزارة الدفاع تزور جرحى الجيش المعتصمين بمأرب وتعد بمعالجات عاجلة    وزير الصحة: اليمن يواجه أزمات مركبة ومتداخلة والكوارث المناخية تهدد الصحة العامة فيه    واشنطن تفرض عقوبات على 32 فردا وكيانا على علاقة بتهديد الملاحة الدولية    واشنطن تكشف عن التنازلات التي قدمها الشرع في البيت الأبيض    العراق ضد الإمارات بالملحق الآسيوي.. هل يتكرر سيناريو حدث قبل 40 عاما؟    انهيار مشروع نيوم.. حلم محمد بن سلمان اصطدم بصلابة الواقع    اول موقف من صنعاء على اعتقال الامارات للحسني في نيودلهي    حل الدولتين في فلسطين والجنوب الغربي    لماذا قتلوا فيصل وسجنوا الرئيس قحطان؟    قضية الجنوب: هل آن الأوان للعودة إلى الشارع!    عدن تعيش الظلام والعطش.. ساعتان كهرباء كل 12 ساعة ومياه كل ثلاثة أيام    خديعة العروبة والوحدة.. حين تكرر التاريخ على أرض الجنوب    جروندبرغ يقدم احاطة جديدة لمجلس الأمن حول اليمن 5 عصرا    الكشف عن 132 جريمة مجهولة في صنعاء    تدشين منافسات بطولة الشركات لألعاب كرة الطاولة والبلياردو والبولينغ والبادل    إعلان نتائج الانتخابات العراقية والسوداني يؤكد تصدر ائتلافه    الإعلان عن القائمة النهائية لمنتخب الناشئين استعدادا للتصفيات الآسيوية    ندوة تؤكد على دور علماء اليمن في تحصين المجتمع من التجريف الطائفي الحوثي    الأمم المتحدة: اليمن من بين ست دول مهددة بتفاقم انعدام الأمن الغذائي    شبوة تودّع صوتها الرياضي.. فعالية تأبينية للفقيد فائز عوض المحروق    مناقشة جوانب ترميم وتأهيل قلعة القاهرة وحصن نعمان بحجة    افتتاح مركز الصادرات الزراعية بمديرية تريم بتمويل من الاتحاد الأوروبي    قراءة تحليلية لنص "اسحقوا مخاوفكم" ل"أحمد سيف حاشد"    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    من المرشح لخلافة محمد صلاح في ليفربول؟    مفتاح: مسيرة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا ماضية للامام    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. النقيب : مخطئ من يقول بأن القضية الجنوبية هي ابنة الثلاث السنوات الأخيرة
نشر في التغيير يوم 30 - 01 - 2011

نظمت مؤسسة حياد للدراسات السياسية في يوم الخميس السابع والعشرين من يناير 2011 وبمناسبة إشهارها وتدشين برامجها ومشاريعها ندوة علمية بعنوان ( الحراك الجنوبي .. من المطالبة بالحقوق إلى المطالبة بالإنفصال ) ، وأدار الندوة الأستاذ محمد محمد عيسى ، وقد أُستهلت الندوة بآي من القران الكريم ، ثم ألقى الأستاذ سلطان علي النويرة عضو مجلس الأمناء كلمة ترحيبية بالحضور ، بينما ألقى الأستاذ فيصل حسن محبوب رئيس المؤسسة كلمة تدشين أنشطة المؤسسة للعام 2011 ، والذي أكد بأن مؤسسة حياد هي مؤسسة بحثية ، سياسية ، شبابية إنطلقت من قسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء ، وأضاف بأن المؤسسة لا تسعى لأن تكون مجرد رقم تم إضافته إلى عدد مؤسسات المجتمع المدني المنتشرة في الجمهورية اليمنية فقط ، وإنما تسعى لأن تكون إحدى المؤسسات الفاعلة في الساحة اليمنية ، وبعد ذلك بدأ عرض الأوراق المقدمة إلى الندوة .
وقد بدأ الندوة الدكتور عيدروس النقيب عضو مجلس النواب ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب الإشتراكي اليمني من خلال عرض ورقته والمعنونة بالحراك السلمي الجنوبي والقضية الجنوبية ، والتي يتحدث فيها عن أسباب ظهور الحراك الجنوبي والبيئة المساعدة في ظهوره . حيث أكد بأن هناك تباينات في المواقف من مفهوم القضية الجنوبية ومفهوم الحراك الجنوبي ، بين مؤيد ومقر ومعترف بهما ، وبين مشكك ومتردد ومتحسس منهما لما قد يمكن أن يحملا من تأويلات قابلة للإلتباس ، وبين منكر ورافض لوجود القضية الجنوبية ومن ثم الحراك الجنوبي معتبراً ذلك محاولة للمساس بما يسميه هذا البعض بالثوابت الوطنية .
وأشار إلى أن الرواج الذي لاقته القضية الجنوبية يجعل البعض يتصور بأن هذه القضية هي إبنة الثلاث السنوات الأخيرة وإنه لم يكن لها وجود ما قبل هذه الفترة ، غير إن الحقيقة التي لا بد من الإقرار بها هي أن الجذور التاريخية للقضية الجنوبية أبعد من ذلك بعقود ، فهي تنتمي إلى مراحل مبكرة منذ منتصف القرن الماضي عندما وقفت المناطق الجنوبية من جنوب الجزيرة العربية الواقعة جزئيا أو كلياً تحت الإستعمار البريطاني أمام خيارين إما أن تكون جزءاً من اليمن أو أن تظل محتفظة بوضعها تحت مسميات السلطنات والإمارات والمشيخات التي كانت في معظمها تخضع للنفوذ الإستعماري .
وقال أن الوحدة التي حلم بها اليمنيون وناضلوا من أجلها قديماً وحديثاً هي وحدة الأرض والإنسان والتاريخ القائمة على الحرية والديمقراطية والتنمية ، لكنه يرى أن ما جرى في الثاني والعشرين من مايو عام 1990 كان يتضمن مشروعين : الأول : مشروع الدولة المدنية الحديثة ، والثاني : مشروع الضم والإلحاق .
وأشار إلى أنه من الطبيعي كما في كل الحروب الداخلية وحتى الخارجية أن تنشأ بنتيجة الحرب ثنائية المنتصر والمهزوم ، فإن ما ليس طبيعياً أن تتبع هذه الثنائية ، مجموعة من الثنائيات المقيتة ، منها ثنائيات الوحدوي والإنفصالي ، الوطني والخائن ، الشريف والعميل ، هذه الوضعية خلقت وضعاً نفسياً مختلاً بين أبناء محافظات الجنوب ، وأن هذه الوضعية من شأنها أن تعمق الجرح الوطني وتؤدي إلى أضرار لاحقة بالجسد الوطني وبالكيان السياسي والإجتماعي اليمني ، وراكمت موجة من الغضب الصامت على مدى أكثر من ثلاثة عشر عاماً منذ ما بعد الحرب حتى مطلع العام 2007 ، وهو العام الذي إندلعت فيه الفعاليات الإحتجاجية والتي تصدرتها فعاليات جمعية المتقاعدين العسكريين .
وقال إن تصاعد الحركة الإحتجاجية قد جاء ليفجر ذلك المكبوت المتراكم على مدى ما يقارب العقد والنصف ، وهذه الحركة ما لبثت أن تحولت من حركة مطلبية تنادي بإستعادة الحقوق المنهوبة من معاشات ووظائف ومستحقات عسكرية ومدنية تتصل في الغالب بالوظيفة أو الأراضي والمساكن المستولى عليها ، إلى حركة ترفع مطالب سياسية تصاعدت حتى وصلت المناداة بفك الإرتباط وإستعادة الدولة الجنوبية .
أما الدكتور عدنان ياسين المقطري عضو هيئة التدريس بجامعة صنعاء والأستاذ المساعد بقسم العلوم السياسية ، فقد تحدث في ورقته والمعنونة بالدور الداخلي في الحراك الجنوبي ، حيث إنطلق فيها من وصفه بأن ما يحصل في الجنوب ما هو إلا عبارة عن إحتجاج أو عملية إحتجاجية وليس حراكاً .
وقال أن العام 2003 هو العام الذي بدأ فيه تصاعد الأحداث في الجنوب ، وأن ذروتها كان في العام 2009 ، وأضاف بأن معالجة تلك الإحتجاجات وتلك المطالب الموجودة في الساحة اليمنية يعتبر أمر جوهري كونه يعالج أحد الثوابت الوطنية للجمهورية اليمنية ألا وهو الوحدة .
أما الدكتور أحمد عبدالواحد الزنداني عضو هيئة التدريس بجامعة صنعاء والأستاذ المساعد بقسم العلوم السياسية ، فقد تحدث في ورقته والمعنونة بالدور الخارجي في الحراك الجنوبي ، حيث إنطلق فيها من تساؤل مهم وهو هل تدعم مجموعة أصدقاء اليمن الوحدة اليمنية في وجه الحراك الجنوبي ومشروعه الإنفصالي ؟
وأشار إلى أن مؤتمر لندن الذي إنعقد في يناير 2010 وضع اليمن تحت إشراف عملية أصدقاء اليمن بعدما أُتهمت بأنها ملاذاً آمناً للإرهاب ، وأنها تشكل خطراً كبيراً على أمن الدول الغربية ، هؤلاء الأصدقاء من شأنهم الإشراف على خطوات إنقاذ اليمن من الإرهاب , والمجاعة , والفساد , والحرب الأهلية .
وقال أن الولايات المتحدة وبريطانيا تضع عدة شروط تلزم اليمن بتنفيذها لتنجح عملية الإنقاذ وهذه الشروط متعلقة بتنفيذ إستراتيجية غربية على مستوى العالم ، ولهذه الإستراتيجية دعامتين رئيسيتين الأولى نشر الديمقراطية الليبرالية المتحررة من قيود ثقافة المجتمعات المحلية , أما الدعامة الثانية فتتمثل في إجبار الدول الفقيرة بالقبول بقواعد الإقتصاد الرأسمالي , ولعل إستجابة اليمن لما يملى عليها من قبل مجموعة أصدقاء اليمن جعل هذه الدول تعلن في بياناتها وتصريحات مسئوليها الرسميين مساندتها ودعمها لإستقرار اليمن ووحدته .
وأضاف إن رغبة مجموعة أصدقاء اليمن الملحة في فرض مشروعها على اليمن سيؤدي إلى تفاقم الأزمات وإستفحالها ، فالشعب اليمني لن يقبل بالمساس بالمعتقدات والتقاليد الأصيلة الراسخة في البلاد مما سيدفعه للتمرد على من تجرأ على شرعته وثقافته وأعرافه , ومن الناحية الأخرى أي الناحية الإقتصادية فإن الإستراتيجية الغربية الرأسمالية وتطبيقها في مجتمع ريعي يكاد يتكل في متطلباته الأساسية على الحكومة يعني إرتفاع معدلات البطالة وهذا يعني إتساع دائرة الفقر وهكذا فإن اللجوء إلى مقاومة الحكومة من قبل المتضررين مما يجري في البلاد أمراً لا مفر منه , وهذا سيضعف من قدرة الدولة على معالجة أزماتها الداخلية ومنها أزمة الحراك الإنفصالي في جنوب اليمن مما يعني دخول البلاد في إقتتال داخلي وحرب أهلية ، وهذا ما يمكن الغرب من التدخل العسكري في اليمن .
ويضيف بأن المراقب للشؤون الدولية يدرك أن إستقبال العواصم الغربية لقادة الحركات الإنفصالية ومدها بأسباب البقاء والإستمرار في الدفاع عن مشاريعها الإنفصالية من منابر إعلامية ومكاتب للتواصل والتنسيق والترتيب بين فصائلها المختلفة لا يعدو عن كونه يتسق مع إستراتيجية الغرب في الإمساك بخيوط الأزمات وإستخدامها في الوقت المناسب لخدمة مصالحه ، لأن ما يدور يمكن تفسيره في التحليل الأخير على أساس الإستمرار في تصعيد وتأزيم الأوضاع في المحافظات الجنوبية بهدف إستمرار الحراك وحدوث صدامات واسعة تمثل ذريعة للقوى الدولية المتربصة باليمن للتدخل عسكرياً تحت مظلة الأمم المتحدة وبمبرر التدخل الإنساني ثم إجراء إستفتاء شعبي في الجنوب لتقرير المصير في الوقت الذي تراه مناسباً .
وأشار إلى أن ما يدور من خلافات داخل فصائل الحراك الجنوبي في الداخل يبرز الدور الخارجي في تسيير الحراك وإدارته حيث إنقسمت فصائل الحراك على نفسها منذ إندلاع الحراك في العام 2007 ، ولكن الإنقسامات لم تطفو على السطح ويعلم بها جماهير الحراك إلا مؤخراً حيث إشتد الخلاف في الفترة الأخيرة بين مكونات الحراك الجنوبي ، وبرزت حرب البيانات بين قياداته فبعد أن صدر بياناً أُسمي ببيان يافع في 7 ديسمبر 2010 والذي حذر من المشاريع الصغيرة أو ما يسمى بالفيدرالية وما إليها , وأكد أن هدف الحراك إستقلال ما يسمى بالجنوب العربي .
أما الباحث فيصل حسن محبوب الباحث في الشئون السياسية ورئيس مؤسسة حياد للدراسات السياسية ، فقد تحدث في ورقته والمعنونة بأسباب تحول الحراك الجنوبي من المطالبة بالحقوق إلى المطالبة بالإنفصال ، حيث أشار الباحث من خلال سرده لأحداث تاريخية تبدأ منذ إعادة تحقيق الوحدة اليمنية بين شطري اليمن الشمالي والجنوبي في الثاني والعشرين من مايو 1990 ، مروراً بإعلان علي سالم البيض إنفصال الجنوب عن دولة الوحدة في الحادي والعشرين من مايو 1994 ودخول البلاد في حرب أهلية ، وصولاً إلى إلتفاف الشعب اليمني حول الوحدة اليمنية والحفاظ عليها حيث تم لهم ما أرادوا في السابع من يوليو 1994 .
وقال بأن الجمعيات والهيئات التي نشأت في الجنوب ليست وليدة العام 2007 فحسب ، وإنما نشأت بعد إنتهاء حرب صيف 1994 حيث لجأت القيادات الإنفصالية في الخارج إلى تشكيل حركات وتجمعات معارضة للوحدة والتي بدأت بتشكيل الجبهة الوطنية للمعارضة ( موج ) ، ومن ثم تشكيل اللجان الشعبية ، ثم ملتقى أبناء المناطق الجنوبية ، وقد عملت تلك الحركات أو التجمعات على تنفيذ أعمال التخريب والتفجير التي طالت عدداً من المرافق في الداخل اليمني ، ثم جرى الإعلان عن حركة أخرى جديدة هي حركة تقرير المصير ( حتم ) ، وكان نشاطها مسلحاً ومنطلقاً من الداخل حيث تبنت عدداً من العمليات التخريبية في الضالع وعدن ، وإنتهي المطاف بتأسيس التجمع الديموقراطي الجنوبي ( تاج ) في لندن في العام 2004 والذي نادى بعودة إستقلال الجنوب ، وقامت بالتواصل مع الدول المضيفة كمحاولة لتسليط الضوء على القضايا الحقوقية والمظالم والفساد في الجنوب بإعتبارها بلداً محتلاً من قبل الشماليين .
وأشار أن الحراك الداخلي بدأ يتبلور في جمعيات للمتقاعدين من العسكريين والمدنيين والدبلوماسيين ، بالإضافة إلى جمعيات التصالح والتسامح والملتقيات المناطقية ، وقد ساعد في تبلورها في العام 2007 في ثلاثة عوامل سياسية بدءاً من العام 2003 وحتى العام 2007 ، الأول : إسقاط نظام صدام حسين وإحتلال العراق ، وما تلاه من ظهور مشروع الشرق الأوسط الجديد والذي يسعى إلى تقسيم المنطقة العربية على أسس مذهبية ومناطقية ، وما نتج عنه من مفاهيم جديدة كمسلم ومسيحي ، سني وشيعي ، وشمالي وجنوبي ، أما العامل الثاني فيتمثل في أحداث صعدة ، وعدم تمكن الدولة على حسم الحرب وسحق التمرد ، وجلوس الدولة مع المتمردين الحوثيين على طاولة المفاوضات ، في حين يتمثل العامل الثالث في سخونة الحملات الإنتخابية خلال الإنتخابات الرئاسية في سبتمبر 2006 .
وقال إن عدم قيام السلطة بمعالجة هذه المشكلة وتفهم مطالب أصحابها منذ أن كانت في المهد للحيلولة دون تناميها ، ساعد في توسعها وتفاقمها بشكل يصعب معه وضع الحلول المناسبة لتلك المشكلة ، وعندما إستجابت السلطة لتلك المطالب ، قامت بوضع عدد من الحلول ، غير أن تلك الحلول كانت عبارة عن حلول لم ترقى إلى حل المشكلة من جذورها بل كانت حلولاً سطحية زادت من تأجيج المشكلة وتفاقمها ، وأشار أن المشكلة بدأت من خلال المطالبة بعدد من المطالب الحقوقية كتحقيق العدالة ، ومن ثم المطالبة بعودة المتقاعدين إلى الجيش كوسيلة للضغط على السلطة ، ومع دخول الدعم المادي إلى الساحة في بعض المحافظات الجنوبية ، تشكلت قيادات وبرزت عدد من الشخصيات الجديدة وتأسيس عدد من هيئات الحراك والتي بدأت تعمل وتحشد الطاقات وخاصةً الشباب وتعميق ثقافة الجنوب وأبناء الجنوب حتى تم تجاوز المطالبة بالحقوق إلى المطالبة بعودة دولة الجنوب ، وأن الجنوب محتل من قبل دولة الشمال .
وأشار الباحث بأن الدافع لدى غالبية المعتصمين هو الإحتجاج على الأوضاع الإقتصادية التي وصلوا إليها وإفتقادهم للخدمات في بعض المدن ، وهي الدوافع التي تختلف تماماً عن الدوافع المعلنة لدى القيادات السياسية الجنوبية سواء الموجودة بالداخل أو تلك الموجودة بالخارج والتي دخلت على خط الإحتجاجات والتي حاولت أن تصبغها بأجندتها السياسية لتحقيق أهدافها والتي وصلت إلى حد المطالبة بإنفصال الجنوب عن الشمال ، وبالتالي أصبحت تلك القيادات تبدو وكأنها هي من تقف خلف تلك الإحتجاجات وهي من تملك تحديد أجندتها ، كما أن هناك دوافع لقوى خارجية حاولت إستغلال هذا الملف للضغط على النظام الحاكم في اليمن سواء لتصفية حسابات سابقة أو لدفعه نحو تقديم تنازلات مطلوبة في المشهد الإقليمي أو عقاباً له على مواقف قومية سبق للنظام اليمني وأن عبر عنها برفضه للحرب الأمريكية على العراق ، وتأييده للحق الفلسطيني ، فالأحداث الداخلية في اليمن تستغلها القوى الخارجية كأداة للضغط وإضعاف النظام ، ولكن ليس للدرجة التي تؤدي إلى تحقيق الإنفصال .
وفي ختام الندوة فُتح باب النقاش ، والتي ساهم في إثراء الندوة وأوراقها نخبة من السياسيين والأكاديميين والمهتمين ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام ، والتي بدأت بالمباركة والتهنئة للمؤسسة على تدشينها لبرامجها ومشاريعها ، متمنين للمؤسسة وطاقمها مزيداً من التقدم والنجاح ، هذا وقد خرجت الندوة بعدة توصيات على النحو التالي :
1. الدكتور عيدروس النقيب يرى ضرورة إعتراف السلطة بأن هناك قضية في الجنوب ، وأن القضية الجنوبية قضية عادلة ، ويرى أن الحل يتمثل في الحكم الرشيد وإقامة دولة مركبة من خلال إعتماد الفيدرالية ، فالوضع في اليمن بات خطيراً ، وإن الإنقسام لن يكون إلى شمال وجنوب فقط ، وإنما إلى أكثر من شمال وأكثر من جنوب .
2. الدكتور أحمد الزنداني يرى ضرورة الحراك الشعبي لجميع اليمنيين ، والتحرك ككتلة واحدة وبصوت واحد ، والتعبير عن آرائهم بكل شجاعة مع المحافظة على القيم اليمنية ، ووجه رسالة إلى الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام حيث قال فيها بأن عليهم أن يسمعوا ويروا ما حولهم وألا يتكلموا فقط .
3. الباحث فيصل محبوب يرى بأن جميع أزمات البلاد سببها إقتصادي ، وإن علاجها هو التنمية ، ويتمثل الحل في إقامة حكم محلي واسع أو كامل الصلاحيات ، والذي يقوم فيه أبناء كل محافظة بإنتخاب محافظها مباشرةً ، وأبناء كل مديرية بإنتخاب مجلسها المحلي مباشرةً أيضاً ، وتفعيل أساليب للمتابعة والتقييم على مدى تحقيق المحافظ والمجالس المحلية لمطالب أبناء المحافظة في مختلف الجوانب التنموية ، ويجب تحديد جهة لمحاسبة المحافظ والمجالس المحلية في حالة الإخفاق , وأضاف إن الطريق لذلك يبدأ من إجراء تعديلات دستورية تضمن إقامة حكم محلي واسع أو كامل الصلاحيات ، وهذه التعديلات موجودة الآن في مجلس النواب .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.