يرى محللون أن الانتكاسات السياسية المتلاحقة التي يواجهها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، تعزز موقف الحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط نظامه، رغم أن هزيمة الرجل الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما لا تبدو قريبة. ويقول الباحث المتخصص في شؤون اليمن في معهد كارنيغي للسلام الدولي كريستوفر بوتشيك لوكالة فرانس برس «من الواضح جدا أن الوضع في البلاد بالنسبة إلى الرئيس علي عبد الله صالح، لا يسير كما يجب». لكنه يعتبر مع ذلك أنه «من السابق لأوانه القول أن صالح لن يستمر في موقعه أو أن النظام لن يصمد». الأسوأ ولعل أسوأ ما يواجهه الرئيس اليمني هو الزخم العربي حيال مطلب التغيير الذي اكتسب اندفاعه القوي بعد الانتفاضتين الشعبيتين في تونس ومصر اللتين الهمتا شعوبا أخرى حتى تثور على أنظمتها، وبينها الشعب الليبي. وترى الخبيرة في شؤون اليمن في معهد شاتهام هاوس جيني هيل أن «الشارع يضخ زخما جديدا في السياسة اليمنية تدفع العديد من اللاعبين الأساسيين إلى إعادة تقييم تحالفاتهم». ويقول نائب مدير معهد بروكينغز في الدوحة إبراهيم شرقية أن الأمور تسير في عكس تيار صالح، موضحا أن «تغييرا جديا في موازين القوى حدث خلال الأيام القليلة الماضية نتيجة انضمام قادة في القبائل» إلى الاحتجاجات. وهو يعتبر أن صالح «خسر قوة أساسية على الصعيد القبلي الذي يشكل جبهة مهمة في المواجهة التي يخوضها ضد المتظاهرين»، مشيرا إلى أن «دعم الزنداني للتظاهرات أمر في غاية الأهمية». ومع ذلك، يشدد شرقية على أن صالح «لم يخسر كل شيء» ولا يزال «يسيطر على بعض المؤسسات القوية مثل الجيش». الجيش هو المفتاح بدوره يؤكد بوتشيك أهمية الجيش اليمني حيث يتولى أفراد من عائلة صالح مناصب رئيسية، معتبرا أن «الجيش والاستخبارات يمثلان مفتاح الأمور، نظرا لسيطرة العائلة عليهما». لكنه يرى أيضا أن الدعم الدولي لصالح سيشكل عاملا أساسيا في تحديد مصيره. ويقول أنه «خلافا لتونس ومصر وليبيا، يتمتع اليمن بدعم المجتمع الدولي والولاياتالمتحدة والسعودية وغيرها من الدول المعنية». ويشير تحديدا إلى بواعث القلق على الصعيد الدولي من تنظيم القاعدة وفرعه في اليمن، كمبرر لدعم صالح. كما أن «حقيقة أن لا أحد يدرك ما الذي قد يحدث بعد صالح، يشكل مصدر قلق كبير يدفع الناس إلى التمسك به»، بحسب شرقية. البيض الأمريكي من جهتها، ترى هيل أن «هناك شعورا متعاظما بأن الاضطرابات في اليمن تسير نحو مرحلة متقدمة»، في وقت تضع الإدارة الأميركية «كل بيضها في سلة واحدة مع ذهاب المساعدات العسكرية إلى وحدات النخبة الأمنية والاستخباراتية التي يقودها نجل صالح وأقرباؤه». وتشدد هيل على أنه «إذا فقد صالح السيطرة، فإن هذا الأمر سيؤثر مباشرة على العمليات التي تقودها الولاياتالمتحدة في اليمن بحجة مكافحة الإرهاب».