هي "صرخة تجاه حمامات الدم التي تغرق بها أجهزة القمع العربية" تلك التي أطلقها مساء السبت الفنان اللبناني مارسيل خليفة في عمله الموسيقي الجديد "تهاليل الشرق" بمشاركة 100 عازف من أوركسترا قطر الفلهارمونية، و100 مؤدّ من جوقة "ميتيلدوتشير" من على مسرح الأوبرا بالدوحة. خليفة جعل مقطوعته امتداداً لثورات الشباب العربي وصرخة من صرخات المتظاهرين ويقول في هذا السياق: "اشعر بأن كل رصاصة تطلق على متظاهر تطلق على صدري، أشعر بالغضب والاحتجاج الصاخب والثورة تتفجر في صدري ولساني ووجداني، وأنا أرغب في أن أقذفها في وجه كل القتلة". وبحسب خليفة فإن التهاليل تسترجع الموسيقى الشرقية والعربية التي عرفها في طفولته خاصة الطرب والموال والنواح. ويصف هذا العمل وكأنه يوحّد "ألحان الحياة"، خصوصاً الأنواع الموسيقية العربية التقليدية مثل القد والموشح والدور والطقطوقة والبشرف واللونغا. ويقول: "في تهاليل الشرق لا أقوم بتقليد أنغامنا، عوضاً عن ذلك أدرس التركيبة الهيكلية للموسيقى الشرقية الشعبية وطرق أدائها وجميع مكوناتها من الطرب والموال والنواح، والأصوات الأخرى. وبالتالي هذه هي الموسيقى التي اختبرتها اكثر عن قرب في سني طفولتي". ويروي خليفة قصة الاكتشاف مع تهاليل الشرق فيقول: "لقد سافرت على متن الموسيقى المشتعلة بشهوة الاكتشاف لألمس ذلك النور الذي تزخر به تلك الأقاصي. ربما تكون الموسيقى هي الأوكسجين في عالم متسخ بالتلوث وهو المكان الوحيد الذي فعلاً أكون فيه حراً".