ساد غموض في مواقف الأطراف السياسية اليمنية بشأن الوساطة الخليجية لحل الأزمة القائمة حول نقل السلطة من الرئيس إلى “أيد أمينة” بحسب الرئيس علي عبدالله صالح، فبينما رحبت المعارضة بعد ساعات من لقائها ب”الترويكا الخليجية” التي عرضت عليها مضامين المبادرة، مشترطة البحث في نقطة واحدة والمتمثلة بنقل السلطة، رفض حزب المؤتمر الشعبي الحاكم المبادرة تلميحاً، في حين رحبت الحكومة بها . ووصف رئيس الدائرة الإعلامية لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم طارق الشامي المبادرة بأنها “معيبة بحق الأشقاء”، واعتبرها نائب وزير الإعلام عبده الجندي بأنها مبادرة تتم بطريقة غير ديمقراطية . وقال الجندي إن “القيادة السياسية في اليمن وعلى رأسها الرئيس صالح تنظر إلى المبادرة بأنها غير شرعية وغير ديمقراطية حيث إنها تتضمن مخالفة لأصول الديمقراطية”، التي قال إنها تنص صراحة على انتقال سلمي للسلطة عبر صناديق الانتخابات . بدورها قالت المعارضة إنها ترى ضرورة إشراك قوى سياسية أخرى في هذه المباحثات بينها “الحراك الجنوبي” وحركة الحوثي حتى تكون للمبادرة نتائج إيجابية . وقال الرئيس الدوري للقاء المشترك المعارض ياسين سعيد نعمان ل”الخليج” إن “الإطار الذي اقترحته دول مجلس التعاون في اجتماعها الأخير في الرياض لحل الأزمة اليمنية عبر عن الاهتمام الذي توليه دول المجلس لليمن وشعبها، وهو موقف مسؤول حظي بتقدير كل القوى السياسية والشعبية، ونحن بدورنا كمعارضة رحبنا بهذا الإطار الذي يلبي مطلب الشعب في الوقت الحاضر بانتقال سلمي للسلطة، ونرى أن الأوضاع المتدهورة في اليمن تتطلب جهدا إضافيا من قادة دول المجلس لتنفيذ هذا الإطار على وجه السرعة تجنبا لأي تداعيات إضافية ستؤدي لا محالة إلى انهيارات خطيرة” . من جانبه رحب اللواء علي محسن الأحمر، قائد الفرقة الأولى مدرع، المنشق عن الرئيس صالح، بالمبادرة الخليجية، وذلك بعد لقائه بسفراء السعودية وقطر وسلطنة عمان، والذي قال إنه “بحث معهم جهود دول مجلس التعاون الخليجي والمساعي المبذولة في المساعدة من أجل حل الأزمة اليمنية” . وأوضح الأحمر في بيان تلقت “الخليج” نسخة منه أن “اللواء الركن علي محسن الأحمر رحب بالدعوة الخليجية لعقد لقاء بين الفرقاء اليمنيين في العاصمة السعودية الرياض، وذلك على أساس تحقيق مطالب ثورة الشباب السلمية في التغيير وبناء دولة يمنية مدنية ديمقراطية تحقق مبدأ المواطنة المتساوية وسلطة النظام والقانون والأمن والاستقرار في المنطقة” . ويتوقع اليوم أن يعلن الرئيس صالح موقفه من المبادرة الخليجية بشكل رسمي في خطاب يمكن أن يلقيه في المسيرة التي ينظمها حزبه الحاكم في إطار “جمعة الوفاق”، فيما سيصدر بيان مشابه من قبل الشباب المعتصمين في ساحة التغيير في إطار “جمعة الثبات” . سياسياً، تضامنت المعارضة المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك المعارضة مع اللواء الأحمر الذي قال التكتل إنه تعرض لمحاولة اغتيال الثلاثاء الماضي بتدبير من الرئاسة اليمنية، وقال بيان صادر عن التكتل إنه يدين “محاولة الاغتيال “الآثمة” التي استهدفت اللواء الركن علي محسن صالح بطريقة تعيد للأذهان حوادث اغتيال مماثلة نفذها نظام الرئيس صالح خلال سنوات حكمه لأكثر من ثلاثة عقود”، على حد تعبير بيان صادر عن المشترك . وقال البيان إن “الرئيس صالح وأقاربه الذين يديرون وحدات أمنية وعسكرية كانوا بمحاولتهم النيل من قائد عسكري كاللواء علي محسن يريدون أن يجروا البلاد إلى دوامة عنف وحرب أهلية للانتقام من الشعب وعرقلة تنفيذ رغبته في رحيلهم والتي صارت تحظى بدعم إقليمي ودولي”، واصفاً “الطريقة التي حاول بها الرئيس صالح اغتيال علي محسن ترسم صورة حقيقية عما وصل إليه من مرحلة دموية واستعداد لارتكاب المجازر واحدة تلو الأخرى وتلفيق التهم للآخرين وفبركة الوقائع لإشعال الفتن والتخلص من الخصوم وجرجرة الثورة الشبابية السلمية إلى مربع العنف” . وحذرت المعارضة الرئيس صالح “من الاستمرار في التشبث بالسلطة ضد إرادة ملايين اليمنيين الذين خرجوا للساحات والميادين يهتفون برحيله ويطالبون بمحاكمته على جرائمه السابقة ونهبه لأموال وثروات الشعب، وكان يفترض به التقاط الفرصة والرحيل بصورة مشرفة بدلاً من العناد والكبر وارتكاب مزيد من الجرائم التي ستزيد حجم الخسائر التي تتكبدها اليمن وهي في غنى عنها” .