في فعالية فنية فريدة، عرض ثمانية من مبدعي الفن التشكيلي باليمن 56 لوحة فنية في ساحة التغيير بصنعاء، تناولت في مضامينها الأوضاع الاجتماعية والسياسية وأحداث الثورة اليمنية وتفاعلاتها، كما جسدت ملامح الدولة الحديثة التي يحلم بها الثوار. وتصدرت الثورة وزخمها غالبية اللوحات المعروضة بالمعرض الذي نظمه شباب من أجل الحرية والعدالة. وانتقدت اللوحات قمع المتظاهرين ورشهم بغازات محرمة دوليا، وأبرزت تصدي شباب الثورة لأسلحة النظام و"البلاطجة" بصدور عارية. كما عكست الأعمال عشق الفنانين المشاركين للمعاني السامية التي رسمتها أهداف الثورة الشعبية السلمية، فعبرت عن الحرية والسلام والكرامة والعدل والمواطنة المتساوية. مضامين ثورية وتجلت في أعمال أخرى مضامين الكفاح من أجل الوطن والحرية والحرب على الفساد والإصرار على مواصلة الثورة حتى يتحقق النصر وحب الشهادة ومشاركة المرأة بالثورة السلمية، ويتضح ذلك من خلال لوحات "أنا الشهيد القادم" و"نبذ الفساد"، و"الثنائي". وأبرزت بعض الأعمال جوانب التهميش والإقصاء التي طالت شخصيات وطنية هامة بالتاريخ اليمني أمثال الرئيس الأسبق إبراهيم محمد الحمدي، الذي تعرض تاريخه لطمس متعمد وفق أصحاب هذه اللوحات. واتهم الفنان مشير الشارحي بحديثه للجزيرة نت النظام الحالي بإخفاء الكثير من القامات الوطنية ودورها الوطني، وجاءت لوحاته المجسدة للحمدي وجار الله عمر لتعرف الجيل الصاعد بالدور الوطني لأمثال هؤلاء وفق تعبيره. ولم تخل اللوحات –التي استخدم فيها الفنانون مواد الإكليريك والفحم والرصاص والمائي والزيتي- من النقد اللاذع للأوضاع الاجتماعية الفاسدة والمستشرية في مفاصل الدولة. كما تطرقت للفساد المالي والإداري والواقع المعاش من غلاء ورشوة وظلم اجتماعي للمرأة، وجاءت لوحة الفنانة آمنة النصيري لتترجم هذا الاتجاه. استمرار العرض ووفق مدير المعرض إبراهيم الأزرقي، فإن اللوحات المعروضة احتوت على قسمين، أحدهما يحاكي نقدا للظواهر السلبية التي أفرزها نظام الرئيس علي عبد الله صالح طيلة 33 عاما، وأخرى جسدت عرضا متسلسلا لأحداث الثورة الشعبية من بدايتها وحتى انتصارها. وكشف الأزرقي بحديث للجزيرة نت عن جدارية كبيرة سيشارك فيها أكثر من فنان سيتم إهداؤها لأمانة العاصمة صنعاء لتكون معلما بارزا وخالدا بساحة التغيير للتذكير بالثورة. وحظي المعرض بإقبال جماهيري واسع النطاق، وهو ما شجع اللجنة المنظمة على الاستمرار فيه حتى نهاية الثورة حيث سيختتم المعرض بمزاد علني لبيع اللوحات والتبرع بريعها لأسر الشهداء الذين قضوا نحبهم إبان الثورة. يُذكر أن المعرض شهد مشاركة الفنانين "آمنة النصيري ووليد دلة وبشير الشارحي ورأفت الصلوي وأحمد المنصوري وفايز العبسي وشادي الحريبي وتوفيق الآنسي.