دخلت الأزمة السياسية المتصاعدة في اليمن منعطفاً جديداً وحاداً يوم أمس بالإعلان عن مغادرة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني صنعاء دون توقيع الرئيس اليمني على المبادرة الخليجية التي كانت ستحقق انتقالاً سلمياً للسلطة في اليمن. وقالت صحيفة " الراية القطرية " في افتتاحية اليوم , ان السبب الرئيسي لفشل جهود اللحظة الأخيرة التي قادها الزياني ما زالت غير معروفه او غير واضحة , وأكدت ان سعي الرئيس علي عبد الله صالح الى وساطة تركية لحل الأزمة اليمنية وإرساله مبعوثا خاصا لدعوة أنقرة للتدخل في حل الأزمة اليمنية يمكن أن يكشف أحد أسباب فشل المبادرة الخليجية التي ادت الى مغادرة الزياني صنعاء , قائلة بأن " المماطلة وشراء الوقت من قبل الرئيس اليمني ساهما بلا شك في وصول المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية إلى طريق مسدود " . وأضافت الراية بأنه لم يصدر عن الزياني ما يفيد عن استمرار المبادرة الخليجية ام توقفها الا انه يمكن القول : إن اليمن الذي يعيش منذ شهور حركة احتجاجية واسعة للمطالبة بالإصلاح السياسي ومحاسبة الفاسدين وهي الاحتجاجات التي تصاعدت مطالبها لتصل إلى حد المطالبة برحيل النظام بعد القمع الذي ووجهت به وسقوط مئات الضحايا بين قتيل وجريح دخل في نفق مظلم قد يكون احد تجلياته وقوع الحرب الأهلية التي حذر من وقوعها العقلاء. وأكدت الراية ان الرئيس اليمن وحكومته يتحمل جانباً كبيراً من المسؤولية تجاه ما حدث ويحدث في اليمن " فهو فضل اللجوء للحل الأمني في وجه المطالبة بالإصلاح والديمقراطية، كما تنكره لوعوده وتشبثه بالسلطة ومن ثم وقوع مئات الضحايا من المطالبين بالحرية في ميادين التحرير في المدن اليمنية" , مضيفة بأنه " تسبب في ارتفاع سقف المطالب الشعبية لتصل الى مطلب تغيير النظام بعد استحالة الحوار بين النظام الحاكم والشباب المحتجين". وأختتمت الراية بالقول " الخشية الآن خاصة إذا جرى الإعلان عن فشل "المبادرة الخليجية" تكمن في مخاطر تدويل الأزمة اليمنية التي باتت تهدد وحدة اليمن ووجوده وهو ما يمكن أن يفتح الباب على حلول قد لا يرضاها الشعب اليمني".