لليوم الرابع على التوالي سقط عشرات القتلى و الجرحى في استمرار المعارك الدائرة وسط العاصمة صنعاء بين القوات الحكومية و مسلحون من أتباع الشيخ صادق الأحمر زعيم قبيلة حاشد كبرى القبائل اليمنية . و قالت مصادر مطلعة ل " التغيير " إن الرئيس اليمني علي صالح مصر على خيار الحسم العسكري ، منه على خيار الوساطات لوقف إطلاق نار في المواجهات المسلحة التي تدور بين قواته و أتباع الأحمر . يأتي ذلك في الوقت الذي أبدى فيه الشيخ الأحمر استعداده لوقف إطلاق النار في حال التزم صالح أو طرف ملزم له بوقف القتال . وكانت فشلت وساطة قادها عدد من زعماء القبائل رأسها اللواء غلب القمش رئيس جهاز الأمن السياسي ، حيث اتهمت اللجنة في بيان لها الرئيس صالح بإفشال جهودها . وكان دعا الرئيس صالح في مؤتمر له أمام صحفيين وسائل إعلام مختارة بوقف إطلاق النار ، و آل الأحمر إلى إنهاء التمترس في المقار الحكومية . و شهد صباح اليوم دخول قوات من الحرس الجمهوري إلى منطقة الحصبة الغربية في محاولة لاستعادة مبنى وزارة الإدارة المحلية الذي سيطر عليه أتباع الأحمر ، ودارت على إثرها مواجهات عنيفة خلفت قتلى وجرحى . و منذ ليل أمس واصلت قذائف المدفعية و الهاون لقوات الحرس و الأمن المركزي قصف أهداف عدة يتمركز فيها أتباع الأحمر ..كما تمركز أفراد من الأمن المركزي في الجهة الغربية في بنايات قريبة من مبنى الوزارة و باشروا بإطلاق النار على مسلحي آل الأحمر . و تواصل نزوح عشرات السكان من منطقة الحصبة و أحياء مجاورة اليوم هربا من نار المواجهات ، كما شهد نزوح عشرات الأسر من العاصمة صنعاء باتجاه محافظات أخرى . و شوهد مسلحون من أنصار الرئيس صالح يتمركزون بالقرب من مقر السفارة الأمريكية و في أحياء ومداخل مؤدية إلى ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء . إضافة 1 ( التاسعة مساء ) يسود معظم جبهات المواجهات في منطقة الحصبة وما جاورها بصنعاء حاليا هدوء حذر بعد ساعات من المواجهات العنيفة شملت عددا من الأحياء القريبة من الحصبة منها شارع مأرب و بالقرب من مقر سلاح الصيانة . و أسفرت المعارك التي اندلعت قبل أربعة أيام عن مقتل ما يقرب من 80 شخصا و إصابة المئات . و تشهد العاصمة منذ بدء الاحتجاجات قبل 4 أشهر وتفاقمت اثر المواجهات أزمة خانقة في الوقود و مادة الغاز المنزلي و ارتفاع المواد الغذائية الأساسية إلى جانب أجرة التنقل عبر الميكروباص داخل الشوارع عوضا عن انقطاع التيار الكهربائي و المياه . وفي حين يستعد شباب الثورة لحشد مليوني بشارع الستين يوم غد الجمعة و التي أطلقت عليها " سلمية الثورة "، رغم المخاوف من أحداث مسلحة على خلفية الفلتان الأمني التام و الانتشار الكثيف للمسلحين من أنصار الحزب الحاكم في الشوارع و الأحياء ، فيما دعت المصادر الرسمية أنصار الرئيس صالح من المواطنين القادمين من المحافظات إلى صنعاء إلى تأدية صلاة جمعة التي أطلق عليها " النظام والقانون " في محافظاتها بدلا من تأديتها في ميدان السبعين على غرار الجمع السابقة .