خرج مئات الآلاف من اليمنيين في مسيرات حاشدة اليوم الجمعة في إطار احتجاجات أطلقوا عليها اسم "جمعة بشائر النصر"، وذلك ابتهاجا بانتصار ثورة الشعب الليبي . وقال خطيب "جمعة بشائر النصر" الداعية عبدالحميد هزاع بميدان الستين بالعاصمة صنعاء إن نجاح ثورة الشعب الليبي على عميد الطغاة العرب العقيد معمر القذافي هي إحدى البشائر بالنصر القريب للثورة اليمنية، مشيراً إلى أن من البشائر أيضاً تآلف الشباب وتحالفهم ووصولهم إلى وحدة لم تشهد اليمن مثيلاً لها من قبل. وأشاد بصبر الشباب وصمودهم ورفضهم التوريث الذي كان سبباً لاندلاع الثورة بالإضافة إلى سوء وتدهور الأوضاع المعيشية والافتقاد للحرية والكرامة. ووجه هزاع عدة رسائل إلى الداخل والخارج، أبرزها إلى الصامتين الذين لم يحددوا موقفاً من الثورة، قائلا: "ندعوهم أن يأتوا إلينا وينضموا إلى صفوفنا صفوف الثورة، وإن يأتوا متأخرين أفضل من أن لايأتوا". وأضاف الداعية هزاع: "نسألهم إن كنا نحن الذين اعتدينا على الطرف الآخر وأحرقناهم في ساحة الحرية بتعز أم أقدمنا على إرتكاب مجزرة جمعة الكرامة في صنعاء أم قصفنا بيوت الآمنين في أرحب ونهم؟". وأوضح أن الثورات العربية هذه أعادت للجمعة ألقها وأهميتها وألفت القلوب وأوجدت الوحدة بين الشعوب"، ولفت إلى أن عيد ثوار اليمن الأكبر هو يوم انتصار ثورتهم، في إشارة إلى عيد الفطر القادم والذي أكد ان الشباب سيقضونه في ساحات الإعتصام في العاصمة صنعاء و17 مدينة ومحافظة يمنية. وقال الداعية عبدالحميد هزاع "عيدنا في ساحاتنا ولن نبرحها حتى تنتصر إرادتنا وإرادة شعبنا وتحقق ثورتنا أهدافها"، ودعا أبناء الشعب اليمني لدعم المرابطين في الساحات وتقديم حلوى العيد لهم والهدايا والدعم والإبتسامة. وحث خطيب "جمعة بشائر النصر" اليمنيين على تسليم زكاة الفطر لهذا العام للشباب في ساحات الإعتصام وهو ما قوبل بالتأييد من قبل المشاركين في صلاة الجمعة، وهتفوا له، وقبل إنطلاق المسيرة أدى المشاركين سجدة الشكر لله على إنتصار الثورة الليبية ضد ما وصفوه عميد الطغاة العرب. كما وجه رسالة أخيرة للأشقاء العرب وخاصة بعض دول الخليج العربي وتساءل: "ما الذي تريدون أن ترونه يحدث للشعب والوطن اليمني لتقفوا إلى صفه ؟، فقد سالت دماءنا ودمر وطننا ولم يتوقف الطاغية وأقاربه عن قتلنا وقصف قرانا ومدننا والمرض ينهش أجسادنا والفقر يقضي على أسرنا". وقد خرجت مسيرات حاشدة في مدن تعز وذمار وإب ودمت والحديدة وغيرها من المدن اليمنية عقب أداء صلاة الجمعة تلبية لدعوة اللجنة التنظيمية للثورة الشعبية السلمية إبتهاجاً بإنتصار الثورة الليبية وبمناسبة يوم القدس العالمي الذي يصادف يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان، وطالبت المسيرات بسرعة الحسم قبل العيد لإسقاط ما تبقى من نظام الرئيس علي عبدالله صالح. في المقابل احتشد الآلاف من أنصار الرئيس علي صالح وفي ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء تعبيراً عن تأييدهم ومناصرتهم لصالح ورفضهم تخليه عن منصبه قبل عام 2013، في إطار ما أطلقوا عليه اسم جمعة " الشهيد"، لتأكيد وفاء الشعب اليمني لكافة الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم الطاهرة في سبيل الله والوطن والثورة والجمهورية والوحدة ودفاعاً عن ما أسموه " الشرعية الدستورية" . وقدم المشاركون في "جمعة الشهيد" تعازيهم لكافة قيادات الدولة ل"استشهاد المناضل الوطني الكبير الشهيد الأستاذ عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى متأثرا بجراحه (يوم الثلاثاء الماضي) " في الحادث الذي استهدف رئيس الجمهورية وكبار قيادة الدولة في جامع دار الرئاسة في الثالث من يونيو الماضي . بحسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".