قلت ما يجب أن يقال    الرشيد يطيح بأهلي تعز ويبلغ نهائي بطولة بيسان    الرشيد يصل نهائي بيسان ، بعد الفوز على الاهلي بهدف نظيف، وسط زخم جماهيري وحضور شعبي الاول من نوعة منذ انطلاق البطولة    حزب الله يدعو السعودية لفتح صفحة جديدة ويؤكد التزامه باجراء انتخابات آيار 2026    الفريق السامعي يدين اغتيال مدير صندوق النظافة بتعز افتهان المشهري    شرطة تعز تعلن القبض على متهم بقتل مدير صندوق النظافة والتحسين    مسيرات حاشدة بمأرب نصرة لغزة وتنديدا باستمرار جرائم الإبادة    القسام توقع آليات لقوة صهيونية في كمين نوعي شمال غزة    إصلاح المتون والزاهر والمطمة بالجوف يحتفل بالذكرى ال35 للتأسيس    تعز.. اعتصام واحتجاجات نسائية للمطالبة بضبط قتلة المشهري وتقديمهم للعدالة    الرئيس المشاط يعزي في وفاة الشيخ عبد الله أحمد القاضي    بن حبريش: نصف أمّي يحصل على بكلاريوس شريعة وقانون    المركز الثقافي بالقاهرة يشهد توقيع " التعايش الإنساني ..الواقع والمأمون"    رئيس الاتحاد الأفريقي للكرة الطائرة تكرم محمد صالح الشكشاكي خلال بطولة أفريقيا للشباب بالقاهرة    الرشيد يتأهل إلى نهائي بطولة "بيسان الكروية 2025"    العليمي أصدر مئات القرارات في الظلام.. حان الوقت لفتح الملفات    متفوقاً على ميسي.. هالاند يكتب التاريخ في دوري الأبطال    طوفان بشري بصنعاء يؤكد ثباته مع غزة ويرفض الخذلان رغم الجرائم    نتنياهو يطرد أردوغان من سوريا    أين ذهبت السيولة إذا لم تصل الى الشعب    مانشستر سيتي يتفوق على نابولي وبرشلونة يقتنص الفوز من نيوكاسل    الربيزي يُعزي في وفاة المناضل أديب العيسي    محافظة الجوف: نهضة زراعية غير مسبوقة بفضل ثورة ال 21 من سبتمبر    الأرصاد يخفض الإنذار إلى تحذير وخبير في الطقس يؤكد تلاشي المنخفض الجوي.. التوقعات تشير إلى استمرار الهطول    الكوليرا تفتك ب2500 شخصًا في السودان    جائزة الكرة الذهبية.. موعد الحفل والمرشحون    البوندسليجا حصرياً على أثير عدنية FM بالشراكة مع دويتشه فيله    لماذا تراجع "اليدومي" عن اعترافه بعلاقة حزبه بالإخوان المسلمين    جنوبيا.. بيان الرئاسي مخيب للآمال    صندوق النظافة بتعز يعلن الاضراب الشامل حتى ضبط قتلة المشهري    الصمت شراكة في إثم الدم    الفرار من الحرية الى الحرية    ثورة 26 سبتمبر: ملاذٌ للهوية وهُويةٌ للملاذ..!!    مسيّرة تصيب فندقا في فلسطين المحتلة والجيش الاسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ ومسيّرة ثانية    الهيئة العامة للآثار تنشر القائمة (28) بالآثار اليمنية المنهوبة    إشهار جائزة التميز التجاري والصناعي بصنعاء    البنك المركزي يوجه بتجميد حسابات منظمات المجتمع المدني وإيقاف فتح حسابات جديدة    الوفد الحكومي برئاسة لملس يطلع على تجربة المدرسة الحزبية لبلدية شنغهاي الصينية    نائب وزير الإعلام يطّلع على أنشطة مكتبي السياحة والثقافة بالعاصمة عدن    بتمويل إماراتي.. افتتاح مدرسة الحنك للبنات بمديرية نصاب    تعز.. احتجاجات لعمال النظافة للمطالبة بسرعة ضبط قاتل مديرة الصندوق    موت يا حمار    أمين عام الإصلاح يعزي الشيخ العيسي بوفاة نجل شقيقه ويشيد بدور الراحل في المقاومة    رئيس هيئة النقل البري يعزي الزميل محمد أديب العيسي بوفاة والده    حكومة صنعاء تعمم بشأن حالات التعاقد في الوظائف الدائمة    الامم المتحدة: تضرر آلاف اليمنيين جراء الفيضانات منذ أغسطس الماضي    استنفاد الخطاب وتكرار المطالب    التضخم في بريطانيا يسجل 3.8% في أغسطس الماضي    لملس يزور ميناء يانغشان في شنغهاي.. أول ميناء رقمي في العالم    وادي الملوك وصخرة السلاطين نواتي يافع    العرب أمة بلا روح العروبة: صناعة الحاكم الغريب    خواطر سرية..( الحبر الأحمر )    اكتشاف نقطة ضعف جديدة في الخلايا السرطانية    100 دجاجة لن تأكل بسه: قمة الدوحة بين الأمل بالنجاة أو فريسة لإسرائيل    في محراب النفس المترعة..    بدء أعمال المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في صنعاء    العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم    6 نصائح للنوم سريعاً ومقاومة الأرق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليمن مكمن الخطر بعد 10 سنوات من هجمات سبتمبر
نشر في التغيير يوم 13 - 09 - 2011

تحل الذكرى ال10 لهجمات ال11 من سبتمبر (أيلول) على الولايات المتحدة، بعد بضعة أشهر فقط على مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، لكنها تحل في اليمن وقد اشتد عود التنظيم، وبدأ يعمل في العلن ويخوض مواجهات عسكرية مسلحة مباشرة مع القوات الحكومية اليمنية، إضافة إلى سيطرته على مدن بكاملها في جنوب البلاد، ورغم الجدل بشأن أهداف هذه الجماعات في جنوب اليمن، التي ترتبط ب«القاعدة»، فإنه لا يمكن تجاهل ما تقوم به هذه الجماعات التي تشكلت منها نواة تنظيم القاعدة، وهي ذاتها التي نفذت عمليات إرهابية في اليمن، قبل أن يوجد التنظيم رسميا، كالهجوم الذي استهدف جنودا من البحرية الأميركية (المارينز) عام 1991 في أحد فنادق مدينة عدن، أثناء توقفهم في المدينة قادمين من الصومال، حينها.
ويعرف الجميع أن أبرز ما قامت به «القاعدة» في اليمن خلال العقد الماضي، هو تفجير المدمرة الأميركية «يو إس إس - كول» في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2000، في ميناء عدن، وهو الحادث الذي قتل فيه 17 بحارا أميركيا، ثم في عام 2002، تفجير ناقلة النفط الفرنسية «ليمبورغ»، قبالة سواحل ميناء الضبة بحضرموت، وغيرها من الحوادث المتفرقة والمتفاوتة من حيث قوتها وحجمها والأضرار التي تسببت فيها.
لكن الأكيد، خلال السنوات القليلة الماضية، هو أن التنظيم لم يعد ينفذ تلك العمليات الكبيرة ويكتفي بها ثم يختفي لفترة طويلة، ثم يظهر مجددا في عملية مماثلة، بل بات ينفذ سلسلة عمليات محدودة، والأهم من ذلك أن نشاطه بات علنيا، رغم ما يطرح بشأن علاقة أطراف في السلطة في دعم التنظيم.
ويقول خبير في شؤون تنظيم القاعدة والإرهاب في اليمن، إن التنظيم انتقل عام 2009، إلى مرحلة هي الأكثر خطورة، ويقول سعيد عبيد الجمحي، مؤلف كتاب عن القاعدة في اليمن، إن تلك المرحلة بلغ فيها التنظيم ذروة القوة «تحت مسمى (تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب) وهو نتاج عملية اندماج لتنظيمي القاعدة في اليمن وما تبقى من فلول (القاعدة) في السعودية، حيث استراتيجيته المعلنة لا تختلف عن استراتيجية (القاعدة) الأم، وهي مقاتلة العدو القريب (الأنظمة الإسلامية) بحجة عمالتها لأعداء الإسلام (العدو البعيد) الذي هو العدو الأكبر للتنظيم، وخاصة (رأس الأفعى = الولايات المتحدة الأميركية)، ويتحقق ذلك بحسب أدبيات التنظيم واستراتيجياته المعلنة من خلال الاستمرار في الإعداد للعمليات العسكرية، وحرب أبدية مع خصوم التنظيم».
ويرى الجمحي، في تصريحات خاصة ل«الشرق الأوسط» أن كافة المؤشرات والدلائل، تدعم فكرة الاعتقاد بقوة التنظيم، ويعتقد أن «القاعدة» في جزيرة العرب «بات العدو الأول للولايات المتحدة والغرب، والأكثر شراسة، لا سيما بعد أن تحول اليمن إلى بؤرة لتجمع الإرهابيين القادمين من الشرق والغرب». ويدلل الباحث اليمني على قوة التنظيم، بانتقاله من «العمليات المحلية إلى عمليات إقليمية ودولية، قام بها خلال فترة وجيزة منذ الإعلان عن نشوئه، وأنه سيواصل في الإعداد للعمليات الكبرى، التي أعد لها مفاجآت سيتم الكشف عنها في القريب العاجل»، إضافة إلى أن «القاعدة» لا تخفي سعيها «الحثيث للسيطرة على المنافذ البحرية بكل ما لها من ثقل استراتيجي على الملاحة البحرية، وذلك بالتعاون مع حركة شباب المجاهدين الصومالية، لتكوين شبكة قادرة على التحكم بالممرات المائية ومضيق باب المندب، بما يمنح التنظيم قوة تهدد المصالح التجارية والعسكرية العالمية»، وفي حين يعتقد أن مثل هذا الطموح «قد يكون أحلاما حتى الآن»، لكنه يجزم بأن «عزم (القاعدة) لتحويله إلى حقيقة، ليس مستحيلا».
ويؤكد الجمحي أن هناك عوامل كثيرة «ساهمت في تنامي قوة (القاعدة) في اليمن وتطورها، وأصبح المشهد بالغ التعقيد، واحتمالات زيادة خطورة التنظيم واردة، فقد استغل تنظيم القاعدة السخط المجتمعي على الأوضاع الاقتصادية والسياسية والمعيشية المتردية، واستفاد من حالة السخط العام، والأزمات المتعددة التي يعانيها اليمن».
لكن الكاتب السياسي اليمني، عبد الله قطران، يرى في تصريحات ل«الشرق الأوسط» وبعد مرور 10 سنوات على أحداث سبتمبر، أن «مشروع تنظيم القاعدة عموما وفرعه في جزيرة العرب، يعيش اليوم مأزقا حقيقيا وسينتهي به الأمر إلى الفشل والانهيار مع استمرار ربيع الثورات الشعبية العربية واكتشاف الإنسان العربي وجود إمكانية لنجاح وسائل الاحتجاج والرفض والممانعة السلمية في تحقيق مطالب هذه الشعوب في الحرية والعدالة والتخلص من أنظمتها القمعية الظالمة بقدر أقل من الخسائر دون اللجوء إلى الكهوف وحمل السلاح والعمليات الانتحارية وغيرها من وسائل العنف التي درج على استخدامها تنظيم القاعدة في حربه ضد أميركا والغرب وبعض الأنظمة العربية المتحالفة مع هذا الغرب».
ويقسم قطران «القاعدة» في اليمن إلى نوعين وأنه ينبغي التفريق بينهما، ك«تنظيمين أو جماعتين مسلحتين متطرفتين، وكثيرا ما يجري الخلط بينهما في وسائل الإعلام ويطلق عليهما نفس التسمية الشائعة وهي (القاعدة)، رغم وجود اختلاف بينهما اسما وجسما، حيث الأول وهو ما يسمى (تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب) وهذا هو الامتداد الرسمي التابع لتنظيم القاعدة الذي أسسه أسامة بن لادن، أما التنظيم الثاني الذي ينتحل اسم وصفة تنظيم القاعدة فهو عبارة عن مجموعات مسلحة تتبع بصورة أو بأخرى جهات متنفذة في نظام الرئيس صالح، والأخيرة هي التي تطلق على نفسها جماعة أنصار الشريعة وتخوض معها حاليا قوات الجيش والقبائل الموالية لثورة الشباب معارك مسلحة منذ عدة أسابيع بعد أن سيطر مسلحو هذه الجماعة على بعض المناطق في محافظة أبين إثر انسحاب الأجهزة الأمنية والقوات الموالية للرئيس صالح تاركة معسكراتها ومخازن أسلحتها غنيمة سهلة لهذه الجماعة».
ولا ينفي الباحث الجمحي ما يوصف باستخدام النظام اليمني ل«القاعدة» في سياق صراعاته الداخلية، ويتفق في ذلك مع قطران، ويؤكد ل«الشرق الأوسط» استخدام النظام اليمني للجماعات المتطرفة الراديكالية كقوة ضاغطة لتحقيق مصالح آنية، في وقت سابق، لكن العودة لاستخدام هذه الورقة لمكايدة «الخصوم السياسيين والمناهضين للنظام»، وفر ل«القاعدة»، بحسب الجمحي «أرضية خصبة للانتشار، حيث باتت هذه الجماعات بمثابة روافد بشرية مكنته من التنامي وتقوية عضلاته، كما بات للتنظيم قوة إعلامية، بما يمتلكه من قدرات على استخدام شبكة الإنترنت، والتأثير الإعلامي، بما يفوق الأداء الإعلامي الرسمي الحكومي، الذي يصب جُل جهوده لمحاربة خصومه السياسيين» إضافة إلى أنه يعتقد بوجود «أسباب وعوامل كثيرة تداخلت وشكلت أرضية خصبة ساعدت التنظيم على تقوية بنيانه، وساهمت في تجنيد الكثير من العناصر إلى صفوفه».
ورغم أن الكثير من الأنشطة الإرهابية في اليمن تنسب إلى تنظيم القاعدة، فإن الكاتب قطران يعتقد أن نشاطه اليوم «يبدو شبه متوقف على المستوى الميداني ولا أتوقع أن يخطط التنظيم في المستقبل القريب لتنفيذ عمليات عنف أو ضرب مصالح أجنبية في اليمن أو انطلاقا من اليمن، خاصة أن التنظيم بات يعاني حالة حصار شعبي غير مسبوقة نتيجة تأثير (ثورة ربيع التغيير) التي أوجدت مناخا شعبيا رافضا لنهج جماعة (القاعدة) وعملياتها التي أضرت كثيرا باليمنيين وتسببت في استعداء الخارج وإلحاق الأذى بالشعب اليمني، حيث ساهمت (ثورة التغيير) القائمة، من بين ما ساهمت به، في توسيع حلقات التواصل الإيجابية بين القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني ومختلف الكيانات الشعبية اليمنية مع العدو المفترض للقاعدة (الأميركيين والغرب) والتعامل معهم كأصدقاء ووسطاء ومساهمين في مساعدة الشعب اليمني على الخروج من أزمته الحالية».
ويتوقع قطران، وهو ناشط سياسي أيضا، أنه إذا «نجحت الثورة الشعبية السلمية المطالبة برحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح وبقايا نظامه، أن يتراجع دور ونشاط تنظيم (القاعدة) وتتلاشى شعبيته نهائيا مع مرور الوقت في حال نجح النظام القادم في تحقيق أهداف الثورة بقيام دولة مؤسسات مدنية عادلة وحقيقية».
وإزاء نشاط «جماعة أنصار الشريعة» في جنوب اليمن وتحديدا في محافظة أبين، التي تقول السلطات إنها على صلة ب«القاعدة»، فإنه يرى أن هذا «الكيان الجهادي»، الذي يسيطر على بعض مدن أبين، و«الذي يعتبره الكثير من المراقبين صنيعة نظام الرئيس صالح الذي ظل يستخدمه كفزاعة أمنية لابتزاز الخارج الإقليمي والدولي ومشكلة لتهديد الداخل وإرهاب القوى السياسية المعارضة، فأتصور شخصيا كما يتصور الكثيرون أن بقاء نشاط هذه الجماعة المتطرفة من عدمه مرهون ببقاء أو رحيل نظام صالح وجهازه الأمني العائلي».
في حين يرى الباحث الجمحي أن هناك ثغرات في نشاط «القاعدة» باليمن، ويضيف ل«الشرق الأوسط» أن «هناك ثغرة في بنية التنظيم واهتزاز في هيكليته فتحت باب انتقاد للتنظيم، وذلك بانعدام المرجعية الفكرية، التي يمكن الاعتماد عليها كواجهة محلية (يمنية) تقدم الفتاوى والمسوغات الشرعية التي تبرر للأفراد مشروعية ما يتم تكليفهم به من العمليات، وترد على شبهات الخصوم، وتحثهم على الاستمرار وتقوي عزائمهم».
ومنذ ظهور تنظيم القاعدة كمنظمة تستخدم العنف لتحقيق أهدافها، وتستظل تحت غطاء عباءة الدين، برزت الكثير من الأسماء في سماء المصنفين في خانة «الأبطال» أو «المجاهدين» بالنسبة لزعماء التنظيم الديني المتطرف، أمثال رمزي ابن الشيبة، أحد المتهمين في أحداث سبتمبر وأبو علي الحارثي، الذي قتل بصاروخ من طائرة أميركية من دون طيار في صحراء محافظة مأرب، عام 2002، باعتباره الرجل الأول ل«القاعدة» في اليمن، وأيضا محمد حمدي الأهدل، ولكن في الآونة الأخيرة، برز اسم الداعية المتشدد الأميركي الجنسية اليمني، أنور العولقي، كواحد من اللاعبين الأساسيين على المسرح اليمني والتحريض ضد الولايات المتحدة الأميركية والغرب عموما، رغم أنه لم يعلن صراحة صلته المباشرة بأية عملية إرهابية جرت في اليمن، لكنه صرح بتأييده لبعضها وصلته بمنفذيها، كحادث قاعدة «فورت هود» الأميركية الذي قتل خلاله الضابط والطبيب الأميركي من أصل فلسطيني، نضال مالك حسن، أكثر من 13 عسكريا من زملائه في «القاعدة» العسكرية، وأيضا محاولة الشاب النيجيري، عمر فاروق عبد المطلب، تفجير طائرة ركاب مدنية أميركية في سماء مدينة ديترويت الأميركية.وضمن الثغرات التي تحدث عنها الكاتب والباحث الجمحي ل«الشرق الأوسط» بشأن «القاعدة» في اليمن، شخصية أنور العولقي، الذي يرى الجمحي أن شخصيته استكملت تلك الثغرات وأنه «لعب دورا كبيرا للترويج ل(القاعدة) وتجنيد الكثير من العناصر، ليس من داخل الجزيرة فحسب بل حتى من الدول الأوروبية والأفريقية وحتى الولايات المتحدة نفسها»، ويرجع الخبير اليمني نهوض تنظيم القاعدة للقيام بعمليات على مستوى دولي إلى مرحلة ما بعد «موالاة العولقي له»، مما أسهم في خروج عمليات التنظيم من إطار المحلية إلى العالمية. فقدم العولقي الكثير من الرسائل الصوتية والمصورة، التي دعا فيها إلى قتل الأميركيين دون مشاورة أو فتوى، كما دعا إلى إزالة حكام الدول العربية والإسلامية، وأفتى بأن «دعوة الإسلام لطاعة ولي الأمر لا تنطبق على هؤلاء الحكام، لأنهم لا يقومون بحماية الإسلام، بل هم خدم لأعداء الدين، كما أن العولقي جدد استراتيجية (القاعدة)، بإعلان أن الحرب ضد الأميركيين والغرب هي حرب (مصيرية) باعتبار الولايات المتحدة (الشيطان الأكبر)».
ويتحدث الباحث اليمني عن الشخصيات المهمة في «القاعدة» باليمن والجزيرة العربية التي تعد مرجعيات للتنظيم في ظل ما يعانيه في اليمن، كما سبق وتم ذكره، ومن هذه الشخصيات، عادل العباب الذي يعتبره التنظيم أحد «مرجعياته الشرعية»، والذي يرأس اللجنة الشرعية في التنظيم التي (اللجنة) تضم عددا من اليمنيين والسعوديين.
وفي حين صنفت الدوائر الأميركية المهمة أنور العولقي بأنه الشخصية الأخطر في «القاعدة» على الولايات المتحدة، فإن سعيد الجمحي يؤكد ذلك بصورة شاملة، فعندما يتحدث عن الشخصيات البارزة في تنظيم القاعدة، فإنه يرى أن «كل هؤلاء، بما فيهم العباب»، حسب تقديره «لا يمكن مقارنتهم بما لدى العولقي من كاريزما وإمكانات ومواهب متعددة، فعادل العباب ليس إلا تلميذا تخرج من أحد المعاهد العلمية التابعة لإحدى الجمعيات السلفية في اليمن، ولم يحظ بمثل ما حظي به العولقي، الذي استطاع أن يُحدث نقلة نوعية للتنظيم، دفعت أمير التنظيم ناصر الوحيشي لأن يخاطبه ب(شيخنا الجليل) كما جاء في الكلمة الصوتية التي أصدرها التنظيم دفاعا عن العولقي بعنوان (نصرة الشيخ أنور العولقي) بعد اشتداد المطالبة الأميركية به حيا أو ميتا، لكونه يشكل تهديدا كبيرا على بلدهم ويتآمر ضد الأميركيين، لا سيما بعد ارتباط شخصية العولقي بالنيجيري عمر الفاروق والرائد نضال حسن».
ثم يردف الباحث اليمني عن العولقي وأهميته بالنسبة ل«القاعدة»، قائلا «لسنا بصدد الحديث عما أضافه العولقي من قوة للتنظيم، وإنما أردنا الإشارة فقط، ولو تتبعنا كل جوانب الدفع وعوامل الحيوية التي اكتسبتها القاعدة في اليمن بعد أن صار العولقي واجهتها الفكرية والتنظيرية، لطال الكلام، ويكفي أن نشير إلى النقلة النوعية التي أضافها العولقي في الدعاية الإعلامية لفكر (القاعدة) من خلال المجلة الإلكترونية (أنسباير) الناطقة بالإنجليزية، التي جعلت التنظيم يبدو كمؤسسة إعلامية، تمكن (القاعدة) من التوسع في ما يعجز عنه التنظيم، من خلال دعم أفكار التنظيم، واستقطاب العناصر عن بُعد، وتجنيدهم السريع لتنفيذ أكبر العمليات وأصعبها، التي تطال الولايات المتحدة والدول الغربية، وهذا بُعد جديد يعكس مهارة العولقي في تطوير التجنيد ليشمل العالم بكله، وبهذا يبرز تنظيم القاعدة في اليمن كفرع قوي ومؤثر، وربطه باستراتيجيات تنظيم القاعدة الأم، وتأهيل هذا الفرع ليكون مركزا للتنظيم في حال أراد تنظيم القاعدة في أفغانستان البحث عن بديل لموقعه».
ومع حلول هذه الذكرى الدموية، يظل ملف «القاعدة» مفتوحا، في اليمن ودول الإقليم، والتحالف والاندماج، ويظل باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، بغض النظر عن «قواعد» جانبية تظهر هنا وهناك، كما يرى المراقبون، وفي هذا السياق وعن مستقبل التنظيم، يقول مؤلف الكتاب، ربما الوحيد، عن تنظيم لقاعدة باليمن، سعيد الجمحي، إن التنظيم «سيشهد تناميا في الفترات القادمة، إذ ليس هناك من خصم حقيقي على الأرض يواجهه، لا سيما باشتعال الأزمة السياسية، والتنازع الشديد بين النظام والمناهضين له، مع ما يصاحب هذه الأجواء من ضبابية وإشكالات، غالبا ما يستفيد منها التنظيم، وتسعده اشتدادها، إذ الكل خصومه، سلطة ومعارضة، ويزيد الوضع تعقيدا، محاولة كل طرف اللعب بورقة (القاعدة) لتحقيق مكاسب سياسية، كما أن التراخي في محاربة الإرهاب، كان سببا لتحريك أزمات متعددة، بل وفي عدم تفاعل الخارج تفاعلا جادا للوصول إلى حل لما يعيشه اليمن، الذي صار بلدا تتناهشه الأزمات، التي يتغذى بها تنظيم القاعدة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.