"بينما يقوم الزوجان في الدول الأوربية بكتابة اسميهما على قفل حديدي وربطه في جسر النهر وإلقاء المفتاح في مياهه، معتقدين أن حبهم سيظل متينًا طوال مدة ارتباط القفل بالجسر، فإن العكس يحدث في المغرب؛ حيث تستخدم الساحرات الأقفال ل"ربط" العريس والحد من قدرته الجنسية فيما يعرف محليًا باسم (الثقاب)". المدون المغربي "ابن بطوطة" التفت –مؤخرًا- لهذه المفارقة بين أقفال الحب الأوربية وأقفال الشر المغربية، وتساءل: لم لا نستخدم الأولى لفك مفعول الثانية؟. وتتلخص فكرته في حملة إعلامية ضخمة تركز على الفرق بين أقفالنا وأقفالهم، ويقول: "سنركز في الحملة على أنه إذا كانت هناك ضرورة في عدم التخلي عن عادة (الأقفال)، فلنجعل وجهها الأوربي الجميل يقهر وجهها المغربي القبيح". وينصح المدون المغربي في هذا الإطار كل المقبلين على الزواج بالذهاب إلى أحد الجسور، ووضع قفل على الطريقة الأوربية، بحيث يضعوا في قناعاتهم الذاتية أن قفل المحبة سيقهر أي قفل من أقفال الشر الذي قد تكون إحدى الساحرات قد استهدفتهم به. وترجع عادة الأقفال في المغرب إلى عصور ماضية قد تمتد لمئات السنين، وفيها تقوم الساحرات بقراءة تعويذات مخصصة لربط الأزواج على أحد الأقفال التي يتم تعليقها في الأضرحة. وفيما لا يعرف –أصلاً- لهذه العادة الذميمة في المغرب، فإن أقفال الحب الأوربية يعتقد أنها مستمدة من رواية عاطفية إيطالية باسم "أو فوليا دي تي" أو "أرغب فيك" للكاتب فيديريكو موتشيا، وفيها يعلق بطلا القصة قفلين يحملان اسميهما على عمود مصباح في "بونتي ميلفيو" بروما، قبل أن يتبادلا القبل ويلقيا المفتاح في مياه نهر. من ناحيتها، رفضت د. سامية عبد العزيز، أستاذة الاجتماع بجامعة الأزهر، التعويل كثيرًا على الاقتراح الذي طرحه المدون المغربي. وقالت: "الاقتراح الذي طرحه هذا المدون نفسي إلى حد كبير، ولكن الحل الأفضل من هو استئصال المشكلة من جذورها". والاستئصال من وجهة نظر د. سامية ينطلق من هجر العادة القديمة التي لا تزال موجودة في المغرب وبعض البلدان العربية، وتتمثل في الحشود التي تنتظر خروج الزوج بالقماش الملطخ بالدم. وتقول: "هذا المشهد سيصيب أي زوج بالرعب، الذي يفقد معه العريس القدرة على فض غشاء البكارة، فتحمل العائلات فشل نجلها على شماعة السحر إنقاذًا لماء وجه نجلهم". وتضيف: "ومع اللجوء للساحرات لفك الربط، يصبح ذلك اعترافًا ضمنيًا بوجود القفل وجدواه، فيصبح الأمر سوقًا رائجًا لهم".