قام المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر، والوفد المرافق له عصر اليوم بزيارة لمقر تيار الوعي المدني وسيادة القانون، والتقى مع قيادة التيار في إطار المشاورات التي يجريها المبعوث الدولي ضمن مهمته الحالية في اليمن، واستمع خلال وجوده في مقر التيار إلى إفادات من ممثلي شباب الثورة في تعز ووثائق أعدوها عن أحداث العنف الدموية التي استهدفت المعتصمين والمدنيين العزل في مدينة تعز خلال الأيام القليلة الماضية . وفي مستهل اللقاء ألقى رئيس تيار الوعي المدني وسيادة القانون عبد الغني الإرياني كلمة ترحيبية بالمبعوث الأممي والوفد المرافق له، وعبر عن تقديره للمهمة التي ينهض بها بن عمر في اليمن، ورحب في الوقت نفسه بوفد شباب الثورة السلمية في تعز وباللقاء الذي عقدوه مع المبعوث الأممي في مقر التيار. وقد خصص الجزء الأول من برنامج زيارة المبعوث الأممي للاستماع إلى شهادة ممثلي شباب الثورة في تعز: الدكتورة أروى عون والمحامي توفيق الشعبي ورئيس المركز الإعلامي في ساحة الحرية وضاح اليمن عبد القادر وصلاح نعمان، وعمر دوكم. وقدم الشباب إفادات عن أعمال العنف التي شهدتها وتشهدها مدينة تعز، عرضوا من خلالها الوضع المأسأوي للمدينة في ظل الاستهداف المستمر للمعتصمين والسكان المدنيين الآمنين في منازل بالقذائف وانعدام الخدمات، وتعطيل دور المستشفيات، وتدمير وإنهاء المستشفى الميداني، في ساحة الحرية، واستهداف المستشفى الوحيد الذي يستقبل الجرحى بالقصف، وهو مستشفى الروضة. كما قدموا وثائق إليكترونية ومكتوبة عن حالات الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في تعز، وطالبوا بدور أممي ضاغط ينهي أعمال العنف في مدينة تعز. وعقب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر، على إفادات الشباب، بكلمة دافع من خلالها على موقف الأممالمتحدة فيما يخص انتهاكات حقوق الإنسان، مؤكداً في هذا السياق موقف المنظمة الدولية الواضح، والذي يشدد على المحاسبة ويطالب بتحقيق دولي في الجرائم التي ارتكبت. وقال الأممالمتحدة لم تكن طرفاً في صياغة المبادرة الخليجية، والتي تضمنت القضية الخاصة بالضمانات، مشدداً على أن الأممالمتحدة لا تزكي أي اتفاقات تعطي الضمانات للخروقات المتعلقة بحقوق الإنسان، وبالأخص ما يتعلق منها بجرائم الإبادة وجرائم الحرب. وأكد بن عمر أن الأممالمتحدة تقف دائماً إلى جانب الشعب اليمني كلما كان الأمر يتعلق بخروقات لحقوق الإنسان، وحرصت في سياق تعاطيها مع ثورات الربيع العربي، على ضرورة أن يستجيب الحكام لمطالب الشعب ومطالب الشباب. واعتبر أن أي تسوية سياسية أو مخرج أو تغيير في اليمن، يجب أن يستجيب لمطالب الشباب في الديمقراطية والتغيير وحقوق الإنسان. وعبر بن عمر عن استعداد المنظمة الدولية للمساعدة في طرح منظور متكامل وخطة متكاملة في مجال العدالة الانتقالية، معرباً عن أمله في أن يتطور النقاش حول هذا الموضوع في إطار الشباب والمجتمع المدني في ضوء التجارب الدولية. مشدداً في هذا السياق على وضع اليمن الخاص، والذي قال إنه يستدعي من اليمنيين أن يقرروا بأنفسهم بأي طريقة يمكنهم أن يحققوا العدالة الانتقالية والمصالحة وبناء الدولة الجديدة في نفس الوقت. وفي الجزء الثاني من برنامج زيارة مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر لتيار الوعي المدني وسيادة القانون، والمخصص للوقوف على دور التيار، قدم الناطق الرسمي باسم التيار، زيد الذاري نبذة عن التيار، وأكد أولوياته في حشد جهد قوى المجتمع المدني من أجل تحقيق هدف بناء الدولة المدنية الحديثة. وأعاد التأكيد على أولوية إنجاز التسوية السياسية، وإنهاء حالة العنف التي تتغذى من المواجهة بين أطراف في السلطة، ويذهب ضحيتها الشباب المرابط في الساحات، مطالب بالحرية والديمقراطية وبناء الدولة المدنية الحديثة. كما استمع بن عمر لمداخلات من قبل أعضاء الهيئة الاستشارية العليا للتيار: عبد الباري طاهر والدكتور محمد قرعة، والدكتور جعفر باصالح، والأستاذ محمد عبد السلام، الذين حثوا المبعوث الدولي على بذل جهوده ومساعيه بهدف ضمان موقف أممي ضاغط ينهي وبأسرع وقت ممكن أعمال العنف والانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون، وحذروا من إطالة أمد الحل وطالبوا بموقف أممي سريع وحازم وعادل لتجنيب البلاد شبح الانهيار والانزلاق حرب أهلية.