ستكون الانظار شاخصة نحو المنتخب الارجنتيني الليلة عندما يحل ضيفا على كولومبيا في مدينة برانكيا في الجولة الرابعة من تصفيات اميركا الجنوبية المؤهلة الى كأس العالم 2014 لكرة القدم في البرازيل. وتشهد الجولة قمة نارية بين تشيلي والبارغواي في سانتياغو، فيما تلعب الاكوادور مع البيرو، وفنزويلا مع بوليفيا. وتغيب الاوروغواي المتصدرة ب7 نقاط كون التصفيات تضم 9 منتخبات فقط لان البرازيل المضيفة لا تشارك فيها باعتبارها متأهلة مباشرة لانها المضيفة. في المباراة الاولى، لا مجال للخطأ امام المنتخب الارجنتيني الذي يدخل اللقاء بشعار الفوز ولا شيء سواه بعد تعثره في المباراتين الاخيرتين. وضربت الارجنتين بقوة في الجولة الاولى باكتساحها ضيفتها تشيلي 4-1، لكنها خيبت الامال بعد ذلك ومنيت بخسارة مفاجئة امام مضيفتها فنزويلا صفر-1 في الجولة الثانية، قبل ان تفلت من الخسارة امام ضيفتها بوليفيا يوم الجمعة الماضي وتسقط في فخ التعادل 1-1 بعدما كانت متخلفة صفر-1. تدرك الارجنتين جيدا ان موقفها حرج للغاية وان الانتصار وحده الكفيل بتصحيح الاوضاع واعادة الامل الى الجماهير ووسائل الاعلام المحلية التي صبت جام غضبها على المنتخب وخصوصا نجم برشلونة الاسباني ليونيل ميسي افضل لاعب في العالم في العامين الاخيرين والذي كان اداؤه باهتا وتحديدا في الشوط الثاني، ومدافع ملقة الاسباني مارتن ديميكيليس الذي تسبب في هدف السبق للبوليفيين. وتمني الارجنتين النفس بكسب النقاط الثلاث للحاق بالاوروغواي الى الصدارة خصوصا وان الوقت مناسب لذلك على اعتبار ان الفارق بينهما 3 نقاط وان زملاء مهاجم ليفربول الانكليزي لويس سواريز سيرتاحون في الجولة الحالية. واعترف ميسي بصعوبة الموقف وقال: «انا مستاء جدا لنزيف النقاط الذي يلاحقنا، كنا نعرف بأنه من غير المسموح لنا اهدار النقاط خصوصا على ارضنا لكننا لم نكن محظوظين امام بوليفيا واهدرنا العديد من الفرص»، وأضاف: «الان لا مجال للخطأ بالنسبة لنا واهدار المزيد من النقاط، نحن مطالبون بالفوز مهما كلف الثمن خصوصا بعد التعادل مع بوليفيا لان هذه النتيجة جعلت الامور اكثر صعوبة». وشدد على ضرورة «استعادة المنتخب لأسلوب لعبه ومستواه الجيد حتى يسكت منتقديه ويضمن عودته الى التصفيات بمعنويات عالية في يونيو المقبل». من جهته، اعرب المدرب اليخاندرو سابيلا عن استيائه للنتيجة امام بوليفيا مشيرا الى انه سيجري تعديلات كبيرة على التشكيلة حتى يشكل منتخبا قويا قادرا على انتزاع النقاط الثلاث امام كولومبيا. واوضح ان «المهمة لن تكون سهلة امام كولومبيا لان الاخيرة تلعب على ارضها وامام جماهيرها، لكنني واثق في امكانيات لاعبي فريقي لكسب النقاط الثلاث والتغلب على الكولومبيين في عقر دارهم خصوصا وانهم يعانون غياب هداف بورتو البرتغالي الموسم الماضي واتلتيكو مدريد الاسباني راداميل فالكاو»، وتابع: «صحيح اننا نواجه ضغوطات كبيرة بعد النتيجتين المخيبتين الاخيرتين، لكن كولومبيا ليست افضل منا خصوصا انها سقطت في فخ التعادل امام ضيفتها فنزويلا 1-1» يوم الجمعة الماضي. تملك الارجنتين ترسانة مهمة من افضل اللاعبين على الصعيد العالمي في مقدمتهم ميسي وغونزالو هيغواين وخافيير ماسكيرانو وخافيير باستوري وسيرخيو اغويرو، لكنها تعاني الامرين في ترجمة افضليتها وتحقيق الانتصارات. في المقابل، تسعى كولومبيا الى استغلال عاملي الارض والجمهور والمعنويات المهزوزة لدى لاعبي الارجنتين لتحقيق الفوز الثاني في التصفيات واللحاق بالصدارة خصوصا وانها خاضت مباراة اقل من ضيوفها. وشدد مدرب كولومبيا ليونيل الفاريز على ضرورة الفوز محذرا لاعبيه من الاستهانة ب»التانغو»، وقال: «كسب النقاط الثلاث حق مشروع بما اننا نلعب على ارضنا وامام جماهيرنا وكذلك سقوطنا في فخ التعادل في المباراة الاخيرة في قواعدنا، لكن الارجنتين جريحة ويجب ان نتوخى الحذر لانها قادرة على لدغنا وتذويقنا مرارة الخسارة الاولى» في التصفيات. وفي المباراة الثانية، لن تكون حال تشيلي افضل من الارجنتين عندما تستضيف البارغواي في العاصمة سانتياغو. خيبت تشيلي الامال في التصفيات وهي التي بلغت ثمن نهائي مونديال 2010 قبل ان تخرج على يد البرازيل. وتعرضت تشيلي لخسارتين مذلتين امام الارجنتين 1-4 في الجولة الاولى وامام الاوروغواي برباعية سواريز في الثالثة، وهي تواجه خطرا كبيرا من البارغواي الساعية الى مواصلة صحوتها اثر فوزها على الاكوادور 2-1 يوم الجمعة الماضي بعد خسارة امام البيرو صفر-2 وتعادل مع الاوروغواي 1-1. وما يزيد صعوبة مهمة تشيلي انها تخوض المباراة في غياب 5 اساسيين هم ارتورو فيدال وجان بوسيجور وكارلوس كارمونا وخورخي فالديفيا وغونزالو خارا، بعدما استبعدهم المدرب الارجنتيني كلاوديو بورغي لاسباب تأديبية. وبحسب وسائل الاعلام التشيلية فإن اللاعبين الخمسة احتفلوا بمعمودية نجل فالديفيا ووصلوا متأخرين ب45 دقيقة وفي حالة سكر واضح عن الموعد الذي حدده المدرب في ليلة مفتوحة الى اللاعبين كافة. كما ان نجم برشلونة الجديد اليكسيس سانشيز بقي احتياطيا في المباراة الاخيرة لان لياقته البدنية لم تكتمل بعد اصابة ابعدته ستة اسابيع عن الملاعب. وتلتقي الاكوادور مع البيرو في قمة متكافئة لفض الشراكة في المركز السادس. حقق كل من المنتخبين فوزا وتعادلا واحدا، وهما يطمحان الى النقاط الثلاث لمواصلة الانطلاقة الجيدة في التصفيات على امل حجز احدى البطاقات الاربع المباشرة الى النهائيات. وتنتظر فنزويلا مهمة صعبة امام ضيفتها بوليفيا التي ترصد فوزها الاول بعد خسارتين وتعادل.