شارك أكثر من مليون يمني اليوم في شارع الستين في أول جمعة بعد تنحي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عن الحكم، والتي أطلق عليها جمعة" ثورتنا مستمرة حتى تحقيق أهدافها" ،حيث توافد الناس من أحياء مختلفة من العاصمة صنعاء ،وأكتظ شارع الستين بالمشاركين من جسر مذبح شمالاً حتى مستشفى آزال القديم جنوباً بما فيها جميع المنافذ المؤدية إلى شارع الستين . جمعة اليوم التي لوحظ فيها انتشار للجيش المؤيد للثورة في الأماكن المجاورة لشارع الستين وانتشار آليات عسكرية وجنود على طول الشارع المكون من أربعة خطوط تحسباً لأي اعتداء على المصلين ،والقيام بعملية تفتيش مدققة لجميع الداخلين إلى بين المصلين ،وذلك لأسباب لم تكن معروفة . خطيب جمعة شارع الستين فؤادي الحميري الذي عُرف بانتقاده الحاد وبلهجته الشديدة تجاه نظام الرئيس صالح فقد أكد في الخطبة على عدم منح الرئيس صالح أي حصانة أو ضمانة من عدم الملاحقة القانونية التي ينادي بها الشباب بعد مقتل المئات من إخوانهم الثوار في أعمال العنف والقتل التي تعرضون لها خلال مرحلة الاحتجاجات . وأشار فؤاد الحميري في خطبته إلى قام به النظام من ممارسات طيلة ال 33 عاماً وقال" أرادت سلطة 33 عاماً أن تنسف كل اليمنيون وأوصلت السلطة إلى درجة تحولت معها اليمن في نظرة العالم زائدة في جسم الإقليم لا عمل لها إلا تجميع السموم السياسية والاقتصادية والاجتماعية ". وجدد الحميري إن الثورة قامت لتوقف نظام صالح الذي أنهك البلاد بتسلمه الحكم لعصابة نهبت الثروات وأفسدت حياة المواطنين ،وسرد بالقول"قامت ثورتنا على أم 33 قبل أن تتحول إلى أم 44 وتكون الكارثة أعظم،ثورتنا ثورة بناء لا ثورة هدم ثورة نظام ا ثورة فوضى ثورة مستقبل لا ثورة الحاضر". وأوضح الخطيب الحميري إن النظام وخلال ال 33 يريد أن يجبر الشعب على أن يشهد في أشياء هم لم يكن شاهداً فيها ،وذكر بالقول"رفضتم انتم على شهادة لم تكونوا تشهدوا ،فنكم نزعتم القناع على وجوهكم والغلاف على قلوبكم ،لقد أثبتم أنكم شعباً غاضب لا جماعة متمردة". ووجهة الخطيب الحميري رسالة إلى الرئيس صالح بقوله "نقول لصالح إن الدماء التي أخرجتك من السلطة هي ذاتها التي ستدخلك السجن هي ذاتها ستقدمك إلى لمحاكمة العادلة " ودعا الشعب اليمني إلى الانضمام إلى الثورة وتحدث قائلاً "إلى الشعب اليمني هلموا إلى ثورتكم وانضموا إلى ثورتكم ،هلمي أيتها الرعية لم يعد صالح راعياً هلموا يا جنود فلم يعد صالح قائداً هلمي يا علماء ومشايخ فلم يعد صالح ولياً ". ووجه فؤاد الحميري رسالة ثانية إلى دول الجوار والعالم بالقول "أما انتم يا جيراننا ويا عالمنا فما تقديرنا لجهود إفرادا ودولاً انه ملا يكفي أن تضعوا اليمن تحت المجهر أو تراعوا حوار أو مبادرة وقرار ،انتم مطالبون بوضع حد للجرائم ضد الإنسانية من قبل الذين يعيثون في الأرض فساداً قتلاً وسفكاً وقصفاً ،مؤكدين مع كامل احترامنا لكم أن لا نرضى لقاتل حصانة ولا نقبل مجرماً ضمانة ولن نكرم من رضي لنفسه المهانة ". وشدد الخطيب على تعاون كل قوى ومكونات الثورة شباباُ وأحزاب وقبائل وعسكر لإنجاح الثورة ومواصلة العمل الثورة حتى تتحقق كامل الأهداف التي خرج من اجلها الشباب. وكان الثوار قبل خطبة الجمعة هتافات وشعارات تطالب بعدم منح الرئيس صالح أي حصانة ومن الملاحقة القانونية ،وردد الشباب "لا حصانة للغدار لن ننسى دم الثوار-الثورة مستمرة واليمن صارت حرة -كل ضمانة معروضة هي من شعبي مرفوضة- شهدائنا كتبوا بالدم صالح لا زم يتحاكم عهداً عهداً يا شهيد سوف نحاكمهم أكيد". وعقب الصلاة شيع المشاركين في الصلاة الشهداء الذين سقطوا يوم أمس برصاص من يوصفون ب "البلاطجة" في شارع الزبيري .