تجددت الاشتباكات في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء في أحياء الحصبة ومدينة صوفان السكنية وحي النهضة بشمال العاصمة اليمنية صنعاء ، بعد ساعات من الهدوء الحذر شهدته المنطقة التي كانت مسرحا لمواجهات عنيفة ليل الاثنين – الثلاثاء بين قوات موالية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح من جهة وقوات مؤيدة لثورة الشباب بقيادة اللواء المنشق علي محسن الأحمر ، ومجاميع قبلية من أنصار الزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر. وقال شهود عيان ل " التغيير " ان قوات تابعة للحرس الجمهوري التي يقودها النجل الأكبر للرئيس صالح ، قامت عند الساعة الثالثة والنصف من فجر الأربعاء ، بقصف حي الحصبة ومدينة صوفان وحي النهضة بالمدفعية الثقيلة ، بعدها سمعت مواجهات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة في شارع عمران وبالقرب من سوق غثيم وجولة الساعة القريبة من مبنى وزارة الداخلية اليمنية. وأضاف شهود العيان ، ان مصدر القصف يأتي من القوات المتمركزة في مدرسة الفاروق المجاورة لبيت الرئيس صالح في قرية "الدجاج" في الحصبة ، ومن القوات الموالية لصالح المتمركزة في جبل نقم المطل على صنعاء من جهة الشرق ومعسكر الخرافي القريب من منطقة الحصبة . ويأتي القصف بعد ان شهدت المنطقة هدوءا نسبيا خلال النهار، حيث كانت عاشت ليل الاثنين – الثلاثاء، مواجهات عنيفة في العديد من مناطق التماس الرئيسية بين القوات الحكومية الموالية لصالح من جهة والقوات العسكرية الموالية للثوار والمجاميع القبلية الموالية لزعيم قبيلة حاشد، كبرى قبائل البلاد، استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة سقط فيها قتيلين بينهم امرأة وجرح العشرات. كما تأتي المواجهات الأخيرة عقب أيام من التهدئة النسبية شهدتها شمال العاصمة رغم ما تخللها من مواجهات متفرقة ومحدودة. وكان مسؤول عسكري في مليشيات الشيخ الأحمر، السلطات الحكومية بمحاولة تفجير الوضع، المتأزم أصلا، عسكريا، من خلال استفزاز المقاتلين القبليين. وقال المسؤول ل صحيفة " الاتحاد " الاماراتية، طالبا عدم الكشف عن هويته، إن الاشتباكات اندلعت على خلفية قنص القوات الحكومية مقاتلين تابع للشيخ الأحمر، في منطقة صوفان، التي يتحصن داخلها الزعيم القبلي، منذ قصف منزله في الحصبة، أواخر مايو الماضي.وأوضح أن عمليات القنص أسفرت عن مقتل مسلح وإصابة آخرين، نافياً اتهامات وزارة الداخلية لأنصار الأحمر بمهاجمة معسكر شرطة النجدة بقذائف صاروخية.كما نفى المسؤول العسكري مهاجمة مقاتلي الأحمر مؤسسة “مطابع الكتاب المدرسي”، الواقعة في شارع رئيسي مؤدي إلى مطار صنعاء الدولي.وقد حمًل المكتب الإعلامي للشيخ الأحمر قوات الحرس الجمهوري” التابعة لنجل الرئيس اليمني، العميد الركن أحمد علي صالح، “كامل المسؤولية” عن الاشتباكات التي وقعت، واتهمها في بيان صحفي “بمحاولة تفجير الأوضاع في الحصبة وصوفان منذ أيام”. إلا أن وزارة الداخلية اتهمت، من جانبها، من وصفتها ب”العصابات المسلحة” التابعة للأحمر، بالاستمرار في “ارتكاب الخروقات والاعتداءات اليومية التي تستهدف أفراد الأمن والمواطنين في منطقة الحصبة”.وقال مصدر أمني بالوزارة إن مقاتلي الأحمر أطلقوا قذيفة “ أر بي جي “ على معسر شرطة النجدة، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية ببوابة المدخل الغربي للمعسكر..من جهتها، اتهمت المعارضة اليمنية “نظام” الرئيس صالح بمحاولة تفجير الوضع عسكرياً، من خلال نشر وحدات لقوات الحرس الجمهوري، حول محيط العاصمة صنعاء. وقال المتحدث باسم “اللقاء المشترك”، محمد قحطان، ل «الاتحاد» :” هناك تحركات مريبة لقوات الحرس الجمهوري حول محيط العاصمة”، خصوصا في منطقة خولان، شرقي صنعاء.وأضاف :” ينبغي أن يتجه الجميع نحو تطبيع الحياة اليومية للمساعدة على تنفيذ بنود المبادرة الخليجية”، التي وقع عليها الرئيس صالح وقادة الأحزاب المتصارعة، سلطة ومعارضة، أواخر الشهر الماضي، في العاصمة صنعاء. وتمنح المبادرة الخليجية صالح “خروجا مشرفا” من السلطة التي يمسك بزمامها منذ العام 1978.وأشار قحطان إلى أن “مداولات نهائية” تجري بين الأطراف الموقعة على المبادرة، لإعلان حكومة “وفاق وطني”، التي سيرأسها وزير الخارجية الأسبق والقيادي البارز بالمعارضة محمد سالم باسندوة، متوقعا أن يتم إعلان هذه الحكومة في أي لحظة.