قال رئيس قسم السبائك لدى مجموعة «الزمردة» رجب حامد ان سعر الذهب سيشهد ارتفاعا ملحوظا خلال العام المقبل في ظل استمرار التضخم الذي يجتاح الولاياتالمتحدة الأميركية بسبب سياسة التيسير الكمي التي تنتظر الدفعة الثالثة خلال الربع الاول من 2012. واضاف حامد ان اي سياسة تيسير كمي تقوم بموجبها الولاياتالمتحدة بضخ مليارات من الدولارات في اسواقها المالية من اجل الخروج من دائرة الازمة المالية العالمية «سينشأ عنها تضخم بالاسعار» ما يجعل الذهب هو الملاذ لكل المستثمرين حول العالم. واوضح ان الذهب لديه علاقة طردية مع الدولار حيث يرتفع بانخفاض قيمة الدولار «وهذا ما يجعل الدول الاسيوية بالذات تتحوط من الدولار بشراء كميات كبيرة من الذهب من خلال بنوكها المركزية». واشار حامد الى ان الاوضاع الاقتصادية غير المستقرة في أوروبا ايضا ستعزز من اسعار الذهب خلال العام القادم لاسيما بعد ضخ البنك المركزي الأوروبي حوالي 480 مليار يورو في البنوك التجارية الأوروبية واستمرار حذر تلك البنوك في عملياتها التمويلية «ما يدل بشكل واضح على استمرار ازمة الديون الأوروبية خلال العام المقبل». ونقلت شبكة «صوت أميركا» الاخبارية على موقعها الالكتروني أمس عن وزارة الخزانة الأميركية ان الرئيس الأميركي باراك اوباما سيطلب من الكونغرس هذا الاسبوع رفع سقف الدين الأميركي للمرة الثالثة بمبلغ 1.2 تريليون دولار من اجل تحفيز الاقتصاد الأميركي. واضافت الوزارة ان هذا الطلب سيزيد من حجم الدين الأميركي العام الى حوالي 16.4 تريليون دولار وهو الحد الاقصى الذي يمكن للحكومة الأميركية ان تقترضه لتمويل عملياتها المالية والتجارية. يذكر ان سعر الذهب ارتفع بشكل كبير خلال العام الحالي ووصل في جلسة تداول واحدة الى اكثر من 1900 دولار أميركي للاونصة الواحدة قبل ان ينخفض بنهاية العام الى حوالي 1600 دولار للاونصة. ويرى المحللون ان ارتفاع السعر جاء بسبب اعتبار الذهب لدى الكثير من المستثمرين حول العالم انه الملاذ الآمن الاول لرأس المال في ظل الاضطرابات الاقتصادية اما النزول حتى مستوى 1600 دولار فهو من اجل جني الارباح وتغطية الخسائر المتراكمة لبعض المستثمرين في اسواق الاسهم الأوروبية والأميركية. ورغم انخفاض اسعار الذهب الى 1609 دولارات للاونصة في جلسة تداول يوم الجمعة الماضي الا انه عند مقارنة هذا السعر باسعار يناير من عام 2010 (اي خلال عامين) فان البيانات تظهر زيادة قدرها حوالي 46% من قيمته حيث كان يحوم حول 1100 دولار للاونصة انذاك.