لؤي عباس غالب : في قاعه المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية اليمنية أقيمت صباح اليوم الثلاثاء برعاية وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي محاضرة بعنوان "الثورات العربية في نظر الغرب وفرنسا خاصة "ألقاها المحاضر الدولي جيل كيبل من معهد الدراسات السياسية في فرنسا وحضرها سعادة السفير الفرنسي بصنعاء السيد جوزيف سيلفا ومدير المعهد الدبلوماسي الدكتور حميد العواضي ونائبه الدكتور محمد العماد وعدد من رؤساء الدوائر والسفراء وعدد من موظفي السلك الدبلوماسي وطلاب المعهد الدبلوماسي ،تحدث المحاضر الدولي والخبير الأكاديمي جيل كيبيل إلى أننا شئنا أم أبينا نعيش عصر القرية الواحدة نتيجة للعولمة والتطور التكنلوجي وعند التفكير في موجة "الربيع العربي " وهذه العبارة هي "استعارة وصفية" – فبداية هذه الموجة بدت في ديسمبر من العام الماضي في فصل الشتاء وليس في الربيع- تقودنا تلقائيا للربط بينها وبين"ربيع براغ" والثورات البرتقالية التي قامت في أوروبا وأسقطت الأنظمة باحثة عن الحرية ..معبرا عن ايمانه بأن لكل بلد تراثه الخاص الذي هو جزء من الحضارة العالمية ، مضيفا "أن ما حدث في بلاد العرب مؤخرا بغض النظر عن التسمية ثورة , انتفاضة نهضة ,صراع سياسي ,أو غيرها له جذور في الثقافة العربية وفي الثقافة الإسلامية كما أن لها جذور في الثورات الأممية والثقافة الإنسانية". وأكد كيبيل أن انتصار الحركات الإسلامية في تونس وما سيكون في مصر ووجود حزب الإصلاح في اليمن بعيد هذه الموجة يجعل البعض من المحللين السياسيين ينظر بتعجب للازدواجية بين الأهداف وما قامت من أجله الثورات وخرجت من أجله الشعوب من "تعطش للحرية والبحث عن الديمقراطية". وقال إن حركة النهضة الإسلامية في تونس قد قامت بمراجعات وعمليات نقد ذاتي خاصة بعد ما حدث لهم في الثمانينات كعامل أول وحركة الهجرة التي قام بها أعضاء وقيادات الحركة إلى دول أوروبا ومعايشتهم للتجربة الديمقراطية الأوربية كعامل ثاني وأن هذا جعل حركة الإخوان التونسية تبتعد عن المبادئ التأسيسية لحركة إخوان مصر حيث أنها لا تلائم مجتمعها ، بل أن البعض منهم حصل على الجنسيات الأوربية وضرب مؤيدا على كلامه المجلس التأسيسي التونسي المكون من أربعه من حزب النهضة وستة من أحزاب تونسية أخرى فنائبة رئيس المجلس معها الجنسية الفرنسية حصلت لاحقا على جنسية بلدها الأصل تونس وهذا يؤكد وجود نقد ذاتي وقبول بالآخر . و ذكر كيبيل مخاطبا الحاضرين على أن لكل بلد مصالح تعمل على رعايتها .وطرح تساؤلا: ما هي المصالح الخاصة التي جعلت فرنسا تتدخل بشكل مباشر لمساعدة الشعب الليبي وقال مجيبا أن تأييد إنشاء الديمقراطية هو هدف أول لأننا نريد ان نتعايش في عالم تبادل الأفكار فالاستبداد له اثر سيء على الداخل وعلى الخارج ، كما أنة إذا ما فشلت الدولة الليبية فالخطر لن ينحصر على الداخل بقدر ما سيمتد إلينا بتأثيرات سلبية . ويأتي الجهد الفرنسي ضمن الجهد الأممي في اليمن لكون اليمن تقع جوار عاصمة القراصنة في العالم و أي اضطرابات أو أي فشل للدولة سينعكس بالسلب على مصالح العالم . وأكد كيبيل على الخوف المشترك "من فشل التجربة الثورية بخاصة لكونها تواجه تحديات اقتصادية اجتماعية ، مشيرا إلى ان التجربة المصرية تواجه أصعب التحديات التي تستلزم تعاون الجميع بشكل منفتح لثقل مصر السكاني الذي يصل لخمسة وثمانيين مليون نسمة . وأوضح " انه وخلال زيارته لمصر وتواصله مع المسئولين هناك أكدوا له أن مصر ستصبح عاجزة عن سداد التزامتها من الديون الخارجية في بداية مارس القادم .فالتحدي يكمن بالتعاون الدولي للقفز وتجاوز هذه التحديات والسؤال الذي يطرح نفسه هو ماذا ستكون شروط المانحين سواء من العالم الغربي أو من العالم العربي وكيف سيتعامل معها وهذا بدورة سيؤدي الى لعبة جديدة في المنطقه بيادقها تتمثل في دول العالم المتنافسة وعلية فلابد علينا أن نواجه هذه التحديات معا ولنتفاءل وليكن أملنا حذرا". وفي مداخلته وردة على تساؤلات بعض الحاضرين ، قال كيبيل إن سقوط القاعدة هو الشرط اللازم لنجاح الثورات العربية وقال ان بأن بن على أفضل من بن لادن وأن نظام استبدادي أفضل من فتنه وارهاب . و إن تنظيم القاعدة في البداية نجح في معركة الأعلام إلا انه ومع الوقت فشل في مجال تعبئة المجتمع وفشلوا وطموحاتهم الإقصائيه لم تترجم إلى واقع فهم ينظرون لأنفسهم بأنهم فرسان تحت راية النبي كما في جاء في كتاب منشور لأيمن الظواهري ويعتبروا أنفسهم طليعة وانظر إليهم حتى الآن أنهم فشلوا عسكريا.فمثلا في العراق حيث بدأ صراع شديد بين أمريكا وجماعة القاعدة وأنصار من السنة إلا أن نتائج هذا العراك كانت لصالح لاعب ثالث هو الأغلبية الشيعية وأكد أن ما نشاهده من مسرحيات سياسية تحدث في الساحة السياسية العراقية هو نتيجة لهذا الصراع.