ينعقد في بيروت المؤتمر الوطني " اليمن الذي نريد" والذي تنظمه منظمة التغير للدفاع عن الحقوق والحريات، بالتعاون والمشاركة الفعالة للشباب الذين يمثلون مختلف التكتلات والائتلافات والتحالفات في الساحات ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام المختلفة. يأتي هذا المؤتمر ووطننا اليمن يقف على أعتاب مرحلة جديدة من تاريخه المعاصر، تتخلق من رحم وعي استثنائي، تعبر عنه عزيمة شعب شجاع وشباب متوثب صوب المجد، وقوىً حيةً، وحيث اتصل هذا الوعي كما لم يتصل من قبل، بالمستقبل بعنوان بارز هو: بناء دولة يمنية مدنية حديثة تقوم على مبادئ الحرية والمساواة وسيادة القانون. وأمام استحقاق التحول الذي تعبر عنه هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخ الوطن، ها هم الشباب في مقدمة نخبة من السياسيين والمفكرين والمثقفين والاعلامين ونشطاء المجتمع، على تعدد مرجعياتهم، ينهضون بدورهم، ويصطفون في قوس قزح التنوع الوطني البهي متوحدين ومنضويين تحت هدف هام في صياغة الحلم الوطني الجامع وتحقيق اليمن الجديد. وإذ ينهض الجميع في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ الوطن، وينطلقوا من قاعدة المسئولية الوطنية، يجمعهم الإيمان، بأولوية صياغة مستقبل اليمن، على ذات الأسس والمبادئ التي تقوم عليها وبها الدولة المدنية الحديثة. وعليه سينعقد المؤتمر لمدة يومين في العاصمة اللبنانية بيروت ويضم اكثر من مئة مشارك ومشاركة اغلبيتهم من الشباب الذين يمثلون مختلف أطياف المجتمع اليمني. وسيتضمن المؤتمر عروضا لأوراق عمل من قبل المفكرين والباحثين حول مفاهيم الدولة المدنية، أسسها ومقومات بنائها، المشاركة السياسية للشباب والمرأة، الرؤية الاقتصادية للدولة المدنية، العدالة الانتقالية. وسيتخلل عرض هذه الورق تنظيم ورش عمل للمجموعات المشاركين لمناقشة المحاور الهامة لكل محور والخروج بتوصيات ومحددات عامة تمثل رؤيا مستقبلية لبناء الدولة في اليمن. وفي نهاية المؤتمر، ستصاغ وثيقة ختامية بعد مناقشتها وإقرارها. ان هذا المؤتمر والوثيقة الختامية سيمثلان البداية السليمة لشراكة حقيقية وفعالة بين شباب الثورة بإختلاف وتنوع أطيافهم وانتماءهم وبين مؤسسات المجتمع المدني في اليمن، إننا جميعا نعلم اليوم الأخطار المحدقة بتحقيق جميع اهداف الثورة الشبابية الشعبية، ومحاولة البعض الالتفاف على اهدافها، على الرغم من بقاء الشباب في الساحات والذي هم لا سواهم الضامن الحقيقي للثورة، ولتفعيل آلياتها. إلا أن رغبة البعض بتحييد دور الشباب الفاعل الذي له رؤية حقيقة لصياغة مشروع الوطن يدل على ذات العقلية القديمة التي لا تقبل التغيير الجذري. ان شباب وشابات الثورة الذين تصدروا لصفوفها الأولى في كل الساحات والميادين في جميع المحافظات وكانوا واجهتها الإعلامية والسياسية مستقلين كانوا أم حزبيين لا فرق في العطاء كلهم سواء وكلهم في التضحية سواء وكلهم أصحاب حق لا مراء في مستقبل أفضل.