قال الرئيس اليمنيالجنوب الاسبق علي ناصر محمد ان نظام الرئيس علي عبدالله صالح ترك البلد منهارا في الجانب الاقتصادي من قبل الثورة بأخطبوط فساد موزع على جميع مرافق الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية . واضاف في كلمته التي القاها في المؤتمر الوطني "اليمن إلى أين ؟" الذي عقد خلال الفترة من 23 – 24 يناير الجاري في العاصمة المصرية القاهرة :أن نظام صنعاء عمد إلى ترك البلد منهاراً في الجانب الاقتصادي من قبل الثورة بأخطبوط الفساد الذي زرعه وكرسه كطريقة حياة عامة وزادت رغبته في ذلك بعد اندلاع شرارة الثورة وشعوره بنهايته المرتقبة فهو يتعامل مع البنك المركزي على أنه خزينة خاصة للأسرة والحزب والعصابة ، وآمل أن يخرج مؤتمركم بمقررات مهمة في هذا الجانب الحيوي الذي يلامس حياة المواطنين الذين يعيش معظمهم في خط الفقر وتحت خط الفقر ومن يطلع على النسب والإحصائيات يشعر بالذعر إزاء ما وصل إليه اليمن الغني بثروات متعددة وبموقعه الاستراتيجي الهام. نص كلمة الرئيس علي ناصر في المؤتمر الذي نظمه مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان والمنظمة العربية لحقوق الإنسان : المؤتمر الوطني "اليمن إلى أين ؟" "نحو رؤية معاصرة لبناء اليمن الجديد" القاهرة 23 – 24 يناير 2012م بسم الله الرحمن الرحيم المشاركات والمشاركون الأعزاء في هذا المؤتمر الهام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في البداية أُحيي الروح الفياضة المستشعرة للخطر المحدق باليمن ، والتي دفعتكم لتجشم عناء السفر بما تتخلله من متاعب على مختلف المستويات ، لا سيما الأمنية منها ، في ظل نظام فقد شرعيته ، ويحاولْ أن يتوكأ على الحديد والنار ، غير قادر على تَقَبلِ فكرة انقضاء أجله ، وأنه لا سلطة مدى الحياة ولا ديكتاتورية إلى مالانهاية ، ولا فساد دائم ، فالثورة اندلعت في مثل هذه الأيام من العام الماضي، ولم يعد من شيءٍ يُمْكنُهُ إيقاف عجلة التغيير .. المشاركات والمشاركون الأعزاء يأتي مؤتمركم هذا ، المنعْقد في محروسةِ مصر ، وأرضُ الكنانة تقترب من الذكرى الأولى لاندلاع ثورتها العظيمة في 25 يناير ، ولطالما كانت هذه الأرض الطيبة مصدر إلهام لنا في الوطن العربي وفي اليمن سواءا في الشمال أم في الجنوب ، وهذا شيء من التاريخ المعروف والمدون حيث سقطت قوافل من الشهداء المصريين في ثورة 26 سبتمبر لاجتراح التغيير المنشود آنذاك ، وقدمت الدعم لثورة 14 أكتوبر في الجنوب حتى تحقق الاستقلال وجلاء الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967م. وبسقوط النظام المصري في 11 فبراير من العام الماضي كان الإلهام ماثلاً ، فخرجت الجماهير في تعز ومحافظات اليمن الأخرى تحتفي بنصر أشقائها المصريين وتدشن الثورة الشبابية الشعبية اليمنية في نفس اليوم والتي لاتزال صامدة بعد أن سجلت ملاحم أسطورية خلال ما يقرب من عام كامل شهد لها القاصي والداني ، بل إنها وفق استطلاعات الرأي العالمية غيرت الصورة النمطية للشعب اليمني التي كرسها نظام صالح ، وبات اليمني يفاخر بجنسيته أينما حل وظل ، ولقد كانت جائزة نوبل للسلام واحدة من عمليات الاعتراف بالملحمة الثورية السلمية حيث تمنح لأول مرة لامرأة عربية يمنية هي توكل كرمان اعترافاً من العالم بثورة اليمن السلمية وبدور المرأة فيها ، فأسلحة اليمنيين دخلت المنازل ولم تخرج ، ونساؤهم خرجن ولم يعدن.. والتحم المدني بالقبيلي بالعسكري حتى تحقيق كامل أهداف الثورة واستحقاقات التغيير المنشود الذي بات حتمية مهما جرى الالتفاف عليها ، لكن الثورة اليمنية السلمية لم تكن تقليداً لأحد بقدر ما فجرتها جملة عوامل من أهمها الظلم والفساد المستشري ، والفقر والنهب لثروات الوطن، وتعطيل النمو الاقتصادي والاجتماعي وغيرها من التحديات والأخطار. وبمناسبة ذكر مسألة الالتفاف فإنني أود أن أحيي استشعاركم لما يحاك ضد الثورة في السر والعلن أو ما يسمى بالثورة المضادة والتي تعتمل في اليمن وفي غير بلد من بلدان ما يسمى الربيع العربي ، وهذا المؤتمر بعنوانه المهم يأتي في هذا الإطار ، ويضيف أيضاً نوعاً من التفهم لاستحقاقات أخرى قد لا يلتفت إليها الثوار وهم يجترحون التغيير وينشغلون به ليل نهار وهذه الاستحقاقات تتمثل في وضع رؤية لمعالجة القضايا الكبيرة والمعقدة والمركبة التي تخص اليمن دون غيرها من بلدان الثورات العربية بما يُمكن الشباب وهم قادة اليمن الجديد من وضع خطاهم المباركة على عتبة المستقبل على نحو آمن وعلى هدى من أمرهم ، ومن أولى هذه المهام حل القضية الجنوبية العادلة بوصفها المدخل لحل كافة قضايا اليمن. المشاركات والمشاركون الأعزاء.. ينعقد مؤتمركم هذا في وقت عصيب تمر به الثورة كما يصلنا من قادتها الميدانيين الذين يجمعون على ضرورة صمود ساحات التغيير والحرية وبقاء الاعتصامات كضامن واحد ووحيد لاستكمال تحقيق أهداف الثورة ، وينبغي أن يدرك الجميع أن الشباب لايريدون نصف ثورة ، فقيمة أية ثورة ليس فقط إن تزيح رموز النظام السابق، بل أن تبني صيغة جديدة للثورة والنظام وأن تجعل منها أداة تغيير للمجتمع، ولذلك فإنهم يراقبون أداء السياسيين وسيتصرفون بحكمة اليمنيين بحساب الأهم والمهم وبوعي من المتغيرات التي تحدث محلياً وخارجيا ، فأثبت الشباب وعيه الكامل ونضوجه الراسخ حين تعايش مع سيرورة الجهد السياسي بوصفه جزء لا يتجزأ من هذه الثورة والتغيير الذي بات مطلب الجميع ، وحتى تستمر هذه التوليفة المنسجمة ينبغي أن تبقى الساحات مفتوحة ويقوم شبابها بدور الرقابة أو التصعيد الثوري فلم يعد ثمة واقع لأية وصاية يمكن فرضها ولكن العمل الثوري مثله مثل كل النشاطات الإنسانية يحتاج إلى رؤية واضحة ودراسة معمقة لكافة مساراته وأحسب أن مؤتمركم هذا يضطلع بهذه المسألة بنحو أو بآخر . أيها الحضور الكرام ... دوماً أجد أهمية كبيرة للتذكير بأن نظام صنعاء حول حلم الوحدة الجميل إلى كابوس مفزع ، وأشاع روح الفرقة والتشرذم حينما كرس أزمته الأخلاقية وطريقته في الحكم بالوصاية والتفرد والضيم والضم والإلحاق وعقلية المحتل ونفسية المتفيد وشعور المتكبر المتجبر ، وبهذا أساء للوحدة اليمنية وكان ذلك سبباً مباشراً لانطلاقة الحراك الجنوبي السلمي الشعبي دفاعاً عن كيانهم وتاريخهم وكينونتهم وهويتهم وتراثهم ووجودهم ومستقبلهم ، الذي ظل الحاكم يواجهه بالقتل والقمع طيلة السنوات الماضية ليضاعف المشكلة بدلاً من حلها بالطرق السلمية السياسية والقانونية باعتبار أن القضية الجنوبية قضية عادلة وهي سياسية بامتياز وحقوقية في المقام التالي ، ولم يكن النظام ليعترف قط بهذه القضية على النحو الذي أشرت إليه، واليمنيون معنيون أن يناقشوا ويتوصلوا إلى أفضل الوسائل التي تبلور حلاً عادلاً ومنصفاً لهذه القضية ، ترضي الشعب في الجنوب ، وتلبي مطالبه العادلة. ولا ننسى أن من ضمن خصوصيات الحالة اليمنية تفتق الحركة الحوثية من بين الحديد والنار والقنابل الفوسفورية التي سقطت على أرض صعدة الأبية وماحولها وكان على الناس أن يدافعوا عن أنفسهم وأرضهم وتاريخهم وتراثهم ويصمدوا في وجه سلطة الحروب المتنقلة والعبثية فكانت ست حروب شرسة وظالمة وليست ذات معنى سوى مزيد من إهدار دم اليمنيين وتخريب ممتلكاتهم واستنزاف ثرواتهم وابتزاز الجيران وإقحامهم في حروب يصنعها نظام صنعاء ويفتعلها ويتاجر بها . لفتني في أوراق مؤتمركم الالتفات الواضح إلى المسألة الاقتصادية والنظر لمستقبل اليمن الجديد ، وينبغي هنا أن نتذكر بأن نظام صنعاء عمد إلى ترك البلد منهاراً في الجانب الاقتصادي من قبل الثورة بأخطبوط الفساد الذي زرعه وكرسه كطريقة حياة عامة وزادت رغبته في ذلك بعد اندلاع شرارة الثورة وشعوره بنهايته المرتقبة فهو يتعامل مع البنك المركزي على أنه خزينة خاصة للأسرة والحزب والعصابة ، وآمل أن يخرج مؤتمركم بمقررات مهمة في هذا الجانب الحيوي الذي يلامس حياة المواطنين الذين يعيش معظمهم في خط الفقر وتحت خط الفقر ومن يطلع على النسب والإحصائيات يشعر بالذعر إزاء ما وصل إليه اليمن الغني بثروات متعددة وبموقعه الاستراتيجي الهام . إن قضية الإرهاب وزرع بؤر التطرف شمالا وجنوباً هي قضية أخرى كبيرة ومؤرقة وقد استخدمها النظام بعد أن افتعلها كذريعة لضرب الحراك الجنوبي وتصفيه خصومه السياسيين على اختلافهم ، وكما فعل في أبينجنوباً هاهو يكرر العملية الخبيثة ذاتها في رداع شمالاً واحتلال مدرسة العامرية التاريخية ليؤكد حتى آخر رمق بأنه سيلوح بأوراقه المحترقة حتى النهاية . وليس خافياً عليكم بأن تغييراً يعتمل اليوم في بلادنا ليس بإرادة شعبية فقط ، بل بإرادة خارجية أيضاً، وعلينا أن نتعاطى مع التغيير كهدف منشود ، ومع آليات تحقيقه بطريقة الاجتهاد المسؤول ، وآمل أن تتطرق توصياتكم إلى مسألة العدالة والإنصاف ، فمما لاشك فيه أننا بحاجة في اليمن ليس إلى مصالحة تنطلق بإرادة حقيقية فحسب ، بل إلى مصالحة تؤدي إلى المشاركة الفعلية في السلطة والثروة، وكان لنا في الجنوب تجربة واعية في هذا المضمار حينما دشنا التصالح والتسامح وهنا ينبغي أن تتوافر شروط مهمة لإنجاح أية مصالحة ، تبدأ بالاعتراف بالأخطاء رسمياً ، وترك أمر العفو لأصحابه ، وإقرار التعويضات اللازمة ، وقد حدثت تجارب كثيرة ناجحة حول العالم في هذا الاتجاه ، كما في جنوب إفريقيا وغيرها من البلدان التي عانت الحروب والتمييز والفساد السياسي والمالي والاقتتال الأهلي ، وإذا كانت العدالة الانتقالية واحدة من الأمور المطروحة من الخارج إلى الداخل في اليمن هذه الأيام ، فإنه يتعين أن يكون هناك رؤية خاصة بنا لمحدداتها وأن لا تفرض على الشعب بل يفرضها الشعب وهذا الأمر مما يضطلع به المفكرون والباحثون من أمثالكم .. في الختام ... أجدد التحية لجمعكم الكريم والخلاق ... واخص بالذكر الأخ العزيز عز الدين الاصبحي ومنظمي المؤتمر ... وآمل لكم التوفيق في كافة أعمالكم ... وبلوغ مقاصدكم النبيلة من أجل الشعب والوطن وخير الإنسان. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته