لا يحفل عيد الحب "الفالنتاين" الذي يصادف اليوم بذات الاهتمام الشعبي الذي كان يرافق حلوله في سنوات سابقة، اذ يقول عاملون في بورصة الورود إن اللون الأحمر الذي يسيطر على تفاصيل الاحتفالات بالمناسبة، بات مؤشرا على خطورة الأوضاع، سيما الاقتصادية. ويقول أصحاب محال لبيع إكسسوارات "الفالنتاين"، إن الربيع العربي وما يحدث من اضطرابات سياسية بالمنطقة أدى إلى انخفاض إقبال "المحبين" على شراء الورد والهدايا مقارنة بذات الفترة من العام الماضي. ويبين إبراهيم أبو سنينه، العامل في أحد محال لبيع الورود، "لم يعد المواطنون يحتفلون بعيد الحب كما كان في السابق، إذ قللوا من شراء إكسسوارات عيد الفالنتاين في الفترة الحالية، نتيجة تداعيات أحداث الربيع العربي وانشغال المواطنين بالمستقبل. ويوضح أبو سنينه أن هنالك إقبالا على شراء إكسسوارات عيد الحب، إلا أنها لم تصل المستوى الذي وصلت إليه خلال الأعوام الماضية، حيث يقتصر الطلب على الورود ومن المواطنين ذوي الأعمار 16 و 25 عاما، إلا أن الطلب كان خلال الأعوام الماضية يتعدى حاجز تلك الأعمار. ويشير أبو سنينة إلى أن "أسعار الورود ما تزال ضمن مستوياتها ولا يوجد ارتفاع يذكر على أسعارها خلال الفترة الحالية، رغم أن في مثل هذا الوقت من كل عام ترتفع أسعار الورود ذات اللون الأحمر". وتتراوح أسعار بيع الوردة الواحدة ما بين 2 إلى 4 دنانير مقارنة ب 3.5 إلى 5 العام الماضي. ويقول صاحب بورصة ورد مازن الغلاييني إن "الحالة النفسية التي يمر بها المواطنون بالفترة الحالية جراء ما يحدث بالعالم العربي من عمليات قتل أدت إلى عدم الترتيب للاحتفال بعيد الفالنتاين بالعام الحالي"، لافتا الى أن أحد المواطنين كان من أحد الزبائن سأله هل لديك نية لشراء الورود رد الزبون لا "أشتري ورودا وأحتفل والدماء تسيل بسورية". وبين الغلاييني أن "الكميات المعروضة من الورود تفوق حجم الطلب عليها الأمر الذي خفض من أسعارها إلى 2 و 4 دنانير للوردة بدلا من 3.50 إلى 5 دنانير للوردة خلال العام الماضي من الفترة ذاتها". ويضيف الغلاييني أن "الطلب لا يتجاوز ال60 % مقارنة بالعام الماضي والذي وصل فيه معدل الطلب إلى 100 %. وتوقع الغلاييني أن "يبقى معدل الطلب ضمن مستوياته الحالية، مؤكدا عدم ارتفاع أسعار الورود خلال فترة الذروة نتيجة للكميات المعروضة والتي فاقت حجم الطلب. وبلغت مستوردات الأردن من أشجار ونباتات الزينة خلال العام الماضي حوالي 4.794 مليون دينار مقارنة ب4.740 مليون دينار خلال العام 2010، دائرة الإحصاءات العامة. وبالنسبة لكثيرين في الأردن، فإن إنفاق ثمن ورود الحب أمر غير مُلح، خصوصا أن "ثقافة الفالنتاين" تعد من الكماليات التي لا تدخل ضمن أولويات أغلب الأسر وربما تكون آخرها. ويضيف صاحب أحد محال بيع الورود عبد العزيز الصافي أن الاحداث التي تمر بها المنطقة أثرت بشكل كبير على معدل الطلب على جميع القطاعات سيما محلات بيع الورود التي تشهد في الفترة الحالية من كل عام ارتفاعا بمعدل الطلب، الا أن الطلب على الورود بالفترة الحالية متواضع. ويبين الصافي أن درجة التأثر بما يحصل بالمنطقة، سيما بسورية من عمليات قتل جعلت كثيرا ممن كانوا يحتفلون بهذه المناسبة يتجاهلونها أو القيام بشطبها من قاموسهم الأمر الذي سيعرض الكثير من القطاعات الى التراجع. ويشار إلى أن إنتاج المملكة من الورد لا يفي بحجم الطلب المحلي وتحديدا خلال فترة عيد الحب، حيث إن كلفة إنتاج هذا النوع من الورد تحتاج إلى رأس مال كبير وتحديدا فيما يتعلق بمصاريف التدفئة. " شبكة الشرق الأوسط وشمال افريقيا "