أعربت الولاياتالمتحدة، الأربعاء، عن قلقها إزاء تعاظم دور تنظيم القاعدة، و”دور إيران” في اليمن، معلنة عن زيادة في حجم مساعداتها الإنسانية لهذا البلد المضطرب منذ أكثر من عام، تقدر ب 36 مليون دولار. وقال مساعد وزير الخارجية الأميركية، جيفري فيلتمان، في مؤتمر صحفي محدده، عقده بمبنى السفارة الأميركية بصنعاء، إن “اليمن يواجه تحديات كبيرة تتعلق بتنظيم القاعدة، الذي يحاول استغلال الفراغات التي تكون موجودة عن أي فوضى سياسية”.لكنه أشار إلى إن تنظيم القاعدة لا يحظى بأي “دعم شعبي واسع” في اليمن، مؤكدا أن هناك “رفض للقاعدة” لدى شعوب “دول الربيع العربي”، في إشارة إلى بلدان عربية، من بينها اليمن، شهدت، العام الماضي، احتجاجات شعبية عنيفة أطاحت بأنظمتها الحاكمة. وأوضح فيلتمان أن بلاده “تنظر بقلق إلى الدور الإيراني في أجزاء من اليمن”، معتبرا أن إيران تحاول “استغلال الاضطرابات” التي تعاني منها البلدان، من أجل فرض هيمنتها في تلك الدول. ومنذ العام 2004، يعاني شمال اليمن من تمرد مسلح، تقوده جماعة “الحوثي” الشيعية، المتهمة حكوميا بالارتباط ب”جماعات دينية” متشددة في إيران. وقال المسؤول الأميركي :” نحن لا نقلل من أهمية التحديات التي تواجه الشعب اليمني”، داعياً الأطراف السياسية إلى الشروع في عملية الحوار الوطني الشامل وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية “قريبا”، تنفيذا لاتفاق “المبادرة الخليجية” لحل الأزمة اليمنية المتفاقمة، منذ منتصف يناير من العام الماضي، على وقع احتجاجات شعبية مطالبة بإسقاط النظام الحاكم. وأضاف فيلتمان :”المبادرة الخليجية تدعو إلى انتخابات في العام 2014، وهذا جدول طموح لكنه واقعي”، مؤكدا ضرورة تشكيل اللجنة التي ستُكلف بالإعداد لمؤتمر الحوار الوطني، المزمع عقده خلال النصف الأول من العام الجاري. ولفت إلى أن عملية إعادة هيكلة الجيش اليمني، المنقسم منذ عام على خلفية إعلان قادة عسكريين تمردهم على الرئيس السابق علي عبدالله صالح، “جزء هام لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.. لكنها عملية تحتاج إلى وقت طويل”، لافتا إلى أن واشنطن تؤيد بأن تخضع المؤسسة العسكرية بعد الهيكلة “لقيادة مدنية”. ورداً على سؤال (الاتحاد) حول وجود رؤية أميركية محددة بشأن إعادة هيكلة الجيش اليمني، قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، إن تفاصيل عملية الهيكلة “تعود للشعب اليمني نفسه”. وفيما يتعلق بالاحتجاجات الانفصالية المتصاعدة في جنوباليمن منذ مارس 2007، قال فيلتمان :”ندرك بأن هناك مظالم حقيقية لأبناء الجنوب ولليمنيين بشكل عام، لكن الوسيلة المثلى للتعامل مع هذه المظالم يكون عبر الحوار الوطني”. وقال :” نحن ملتزمون بدعم اليمن اقتصاديا (..) ونأخذ دور الشهود لتنفيذ المبادرة الخليجية، والداعمين للمرحلة الانتقالية”، التي من المفترض أن تستمر حتى مطلع 2014. ولفت إلى أن زيارته لليمن، التي بدأت الأحد الماضي، هدفت إلى “إظهار دعمنا للشعب اليمني ولهذه العملية الانتقالية”. ورفض فيلتمان التصريح بموقف الإدارة الأميركية من مطالب أطراف سياسية يمنية باعتزال الرئيس السابق، المشهد السياسي نهائيا، لكنه قال إن على اليمنيين “أن يفخروا” بتحقيق انتقال سلمي وسلس للسلطة، وهو، حسب قوله، انتقال نادر في “الجمهوريات العربية” باستثناء لبنان. وفيما اعتبر المسؤول الأميركي بأن صالح “لن يكون مواطنا عاديا وإنما رئيسا سابقا”، حكم البلاد قرابة 34 عاما، أكد أن بلاده “تتعامل الآن مع الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني”، مذكراً بأن أكثر من ستة ملايين يمني صوتوا، يوم 21 فبراير الفائت، لهادي رئيسا انتقاليا لمدة عامين “وهذه رسالة قوية يجب احترامها”. وأشار إلى أنه التقى خلال زيارته لصنعاء، هادي ورئيس الحكومة الانتقالية، ووزير الخارجية أبو بكر القربي، وقيادات سياسية ومدنية ونسائية متعددة، وأنه ناقش معهم تطورات عملية نقل السلطة وأوضاع حقوق الإنسان والمرأة في اليمن.وأعلن عن زيادة في حجم المساعدات الأميركية للاحتياجات الإنسانية في اليمن ب 36 مليون دولار، ليرتفع بذلك حجم المساعدات الأميركية الإنسانية لليمن خلال هذا العام إلى 55 مليون دولار.