قتل 44 شخصا بينهم 14 عسكريا أمس (الاثنين) في هجوم شنه مقاتلو تنظيم القاعدة ضد ثكنة عسكرية على تخوم مدينة لودر بمحافظة أبينجنوباليمن وفي اشتباكات تلت هذا الهجوم، حسب ما أفادت به مصادر عسكرية وقبلية لوكالة الصحافة الفرنسية. وانسحب الجيش من هذه الثكنة تاركا ساحة المعركة لأبناء القبائل الموالين له، بحسب ما أفادت به مصادر عسكرية ومحلية. يأتي ذلك في وقت اغتال فيه مسلحون يعتقد أنهم متشددون إسلاميون، ضابطا في المخابرات اليمنية في محافظة تعزجنوب البلاد. وقالت مصادر مطلعة في لودر ل«الشرق الأوسط»، إن مسلحي جماعة «أنصار الشريعة» التابعة لتنظيم القاعدة، قاموا بعد صلاة فجر أمس، بهجوم على مدينة لودر من عدة مناطق بغية السيطرة عليها وإخضاعها لسيطرتهم، على غرار سيطرتهم على مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة وغيرها من المدن. وقال مصدر في «ملتقى شباب لودر» ل«الشرق الأوسط»، إن الشباب من أبناء المنطقة تصدوا لهجوم عناصر «القاعدة» بأسلحتهم الشخصية (الكلاشنيكوف)، وما زالوا يواصلون الدفاع عن المدينة كي لا تسقط في أيدي تلك العناصر المتطرفة، وأشار المصدر إلى أن المسلحين هاجموا الكتيبة العسكرية المرابطة بجوار محطة الكهرباء الواقعة في جنوبالمدينة، وتمكنوا من السيطرة على الموقع العسكري للكتيبة والاستيلاء على العتاد العسكري داخلها، بما في ذلك الدبابات والعربات العسكرية التي تسمى «حميضة»، وغيرها. وذكر المصدر أن ضباط وأفراد الجيش المرابطين في الكتيبة انسحبوا من مواقعهم من دون مقاومة المسلحين المهاجمين، وأن عناصر جماعة «أنصار الشريعة» تمكنوا أيضا من السيطرة على موقع السرية العسكرية المرابطة في «جبل يوسف» الكائن في شمال شرقي مدينة لودر، ووصف المصدر مقاومة أبناء المدينة للمهاجمين بأنها سطرت «بطولات» في الدفاع عن مدينتهم، وبالأسلحة الشخصية، في وقت استخدم فيه عناصر «القاعدة» المدفعية والسيارات العسكرية التي استولوا عليها في هجماتهم على مواقع الجيش في عدة مناطق بمحافظة أبين. وأشارت معلومات ميدانية إلى أن الهجوم الجديد ل«القاعدة» على مدينة لودر، يهدف إلى إعادة السيطرة على المدينة التي طردهم منها مسلحو «ملتقى شباب لودر» في يوليو (تموز) الماضي، بعد مواجهات عنيفة، دامت عدة أسابيع، في حين يسيطر هؤلاء المسلحون على عدة مدن وبلدات في محافظة أبين، ويسعون، بين وقت وآخر، إلى السيطرة على بقية مدن المحافظة ومدن أخرى في محافظتي البيضاء ولحج المجاورتين. وعلى صعيد الخسائر الناتجة عن المواجهات في لودر، ذكرت المصادر ل«الشرق الأوسط»، أن 5 من شباب «ملتقى لودر» قتلوا في المواجهات وجرح 15 آخرين، جرى نقلهم إلى مستشفيات محافظة البيضاء المجاورة، وأشارت ذات المصادر إلى رؤية مواطنين لجثث عناصر «القاعدة» وهي ملقاة في الطرقات، غير أن أحدا لم يتمكن من الوصول إليها، بسبب انتشار القناصة، أما السلطات اليمنية فقد أعلنت رسميا مقتل 15 عنصرا من عناصر «القاعدة» في تلك المواجهات التي قالت إن اللواء العسكري «111» هو من خاض المواجهة فيها. ويؤكد الهجوم سعي التنظيم المتطرف إلى السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية التي تعد منطقة اتصال بين عدة محافظات في جنوباليمن. وذكر مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية أن الهجوم والاشتباكات التي أعقبته أسفرا عن مقتل 14 عسكريا بينهم ضباط، بينما أكدت مصادر قبلية ومحلية أن بين القتلى أيضا ستة مقاتلين من أبناء القبائل الموالية للجيش، إضافة إلى 24 عنصرا من «القاعدة». وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى سقوط 37 قتيلا في هذه الأحداث. وأتى انسحاب الجيش في أعقاب سقوط هذا العدد الكبير من القتلى في صفوفه. من جهته، أكد مصدر في السلطة المحلية أن «الجيش انسحب تحت وطأة الهجوم»، وأن «أبناء لودر هم من يحمون مدينتهم». وقد سيطر هؤلاء على موقع الثكنة بعد انسحاب الجيش منه. وأشار المصدر إلى تضرر جزء من سلاح الجيش في المكان، بينما تمكن أبناء القبائل الموالون للجيش من السيطرة على جزء آخر. وذكر المصدر أن الشباب القبليين هم من أبناء لودر وكانوا أقاموا منذ أشهر «مواقع موازية للجيش» لحماية هذه المدينة الاستراتيجية في جنوباليمن.