أكدت الولاياتالمتحدة الثلاثاء مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أبو يحيى الليبي في غارة لطائرة بدون طيار في باكستان، معتبرة ما جرى أقوى ضربة توجه إلى التنظيم منذ مقتل أسامة بن لادن. ويشكل مقتل الليبي القيادي المعروف بين أوساط المتشددين من خلال ظهوره المتكرر عبر وسائل الإعلام انتصارا جديدا لإدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما المصممة على القضاء على تنظيم القاعدة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "بوسع حكومتنا تأكيد مقتل الليبي"، مما يضع حدا لحملة طويلة من اجل القضاء على هذا القيادي الذي نجا من محاولات سابقة لاغتياله وتمكن من الفرار من سجن أميركي في أفغانستان. ورفض المسؤولون تأكيد ملابسات مقتل الليبي إلا أن السلطات في باكستان كانت أفادت عن غارة لطائرة أميركية بدون طيار فجر الاثنين على مجمع في وزيرستان الشمالية بالقرب من الحدود مع افغانستان. وقال مسؤول أميركي آخر "انها ضربة قوية"، مضيفا ان الليبي كان يتولى إدارة عمليات تنظيم القاعدة في باكستان ويشرف على العلاقات مع تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ومقره اليمن والذي شن هجمات ضد أهداف أميركية. وتعذر على المسؤولين في وقت سابق التحديد ما إذا سقط ضحايا آخرون في الهجوم على الليبي بعد أن أشارت تقارير سابقة إلى مقتل 15 شخصا في الغارة. ويأتي إعلان مقتل الليبي اثر تقارير تناولت بالتفصيل نطاق الحملة الأميركية على الإرهاب الدولي بما فيها معلومات بان الرئيس الأميركي باراك اوباما يشرف شخصيا على "قائمة مستهدفين بالقتل" من كبار المشتبه بهم. وسيعزز مقتل الليبي سجل الأمن القومي لإدارة اوباما الذي يسعى إلى دحض ادعاءات من منافسه في الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر ميت رومني بانه يعتمد سياسة ضعيفة في الخارج. وانتقد الجمهوريون قيام البيت الأبيض بتسريب معلومات استخباراتية بشكل انتقائي من اجل تعزيز صيت اوباما كقائد قوي للبلاد. الا ان مقتل الليبي قد يزيد من تدهور العلاقات مع باكستان حليفة الولاياتالمتحدة في حربها ضد الإرهاب والتي تضررت بشكل كبير من غارات الطائرات بدون طيار والعملية السرية التي فيها أسامة بن لادن العام الماضي ورفض إسلام أباد فتح طرق تموين الحلف الأطلسي في أفغانستان. وكان الليبي وهو من المعاونين الموثوق بهم لبن لادن ظهر في عدة تسجيلات فيديو للتنظيم ويعتبر مهندس الماكينة الإعلامية للتنظيم. وكان المسؤول الأميركي الذي رفض الكشف عن هويته اعلن الاثنين ان الليبي كان يؤدي دور "مدير عام" وكان يشرف على العمليات اليومية في منطقة القبائل الباكستانية. واعتبر هذا المسؤول ان مقتل الليبي يشكل "ضربة قوية" لقلب تنظيم القاعدة وسيزيد الضغوط على زعيم التنظمي أيمن الظواهري. وقال محللون ان الليبي كان بمثابة قدوة في التنظيم وغيابه سيشكل خسارة قد لا يتعافى منها. واعتبر خبير الإرهاب الدولي جاريت براكمان من جامعة داكوتا الشمالية انه "في حال القضاء على الظواهري سريعا فان القيادة العليا للتنظيم ستتفكك وستنتقل إلى فرع جزيرة العرب". وكان الرجل الثاني السابق في القاعدة عطية عبد الرحمن قتل في باكستان في منطقة وزيرستان القبلية في 22 اب/أغسطس. ومنذ مقتل أسامة بن لادن مطلع أيار/مايو 2011 في عملية نفذتها وحدة كومندوس اميركية في باكستان تولى الرجل الثاني في القاعدة المصري أيمن الظواهري قيادة التنظيم. وقال كارني انه "دور من الصعب تأديته وقد لا يكون هناك كثيرون لتوليه بالنظر إلى المدة القصيرة التي يشغلونه فيها". وكان مسؤولون باكستانيون أعلنوا في البدء انه من غير الواضح ما إذا كان الليبي موجودا في المجمع الواقع في بلدة بشرق ميرانشاه كبرى مدن وزيرستان الشمالية والذي استهدفته الغارة. وكان الليبي اسر في العام 2002 بعد أن أطاحت قوات الحلف الأطلسي بنظام طالبان ونقل إلى سجن أميركي في قاعدة باغرام الجوية إلا انه فر منها بعد ثلاث سنوات مما زاد من شهرته بين الناشطين. وكانت هناك تقارير غير مؤكدة بان الليبي أصيب بجروح في غارة لطائرة أميركية بدون طيار قتل فيها تسعة ناشطين في 28 أيار/مايو. كما تبين أن تقريرا أشار إلى مقتله في غارة مماثلة في كانون الأول/ديسمبر 2009 كان خاطئا. وقد اشرف الرئيس الأميركي باراك اوباما منذ توليه مهامه في العام 2009 على حملة شرسة للقضاء على تنظيم القاعدة سواء في باكستان أو في اليمن. وصرح خلال زيارة إلى أفغانستان الشهر الماضي ان القضاء على المجموعة المسؤولة عن اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001 "بات في متناول أيدينا".